واشنطن تبدأ إجراءات تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية»

واشنطن تبدأ إجراءات تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية»
TT

واشنطن تبدأ إجراءات تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية»

واشنطن تبدأ إجراءات تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية»

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستخطر الكونغرس برغبتها في تصنيف جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، على قائمة الإرهاب منظمةً إرهابيةً أجنبيةً، وذلك بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، وجماعةً إرهابيةً عالميةً، مُصنفة بشكل خاص بموجب أمر تنفيذي.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان صحافي، أمس، إنه يعتزم أيضاً تسمية 3 من قادة الحوثيين على قائمة الإرهابيين، وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، «بوصفهم أعضاء في جماعة مسلحة خاصة إرهابية، وستوفر هذه التصنيفات أدوات إضافية لمواجهة النشاط الإرهابي من قبل الجماعة»، معتبراً إياها «جماعة مسلحة مميتة مدعومة من إيران في منطقة الخليج».
وأشار بومبيو إلى أن الهدف من الرغبة القوية في تصنيف الحوثيين على قائمة الإرهاب «هو تحميلهم المسؤولية عن أعمالهم الإرهابية، بما في ذلك الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري. كما تهدف هذه التصنيفات أيضاً إلى تعزيز الجهود للوصول إلى يمن يعيش في سلام وذي سيادة وموحد خالٍ من التدخل الإيراني، وفي سلام مع جيرانه، إذ لا يمكن إحراز تقدم في معالجة عدم الاستقرار في اليمن، إلا عندما تتم محاسبة المسؤولين عن عرقلة السلام على أفعالهم».
ولفت إلى أنه «لنرى الدمار الذي سبّبه الحوثيون، لا داعي لأن ننظر إلى أبعد من الهجوم الوحشي الذي استهدف المطار المدني في عدن في 30 ديسمبر (كانون الأول)، الذي قصف فيه الحوثيون صالة الوصول، وقتلوا 27 شخصاً، بينهم 3 من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأكد أن الولايات المتحدة تدرك المخاوف من أن يكون لهذه التصنيفات تأثير على الوضع الإنساني في اليمن، لذا فهي تخطط لاتخاذ تدابير أخرى للحد من تأثيرها على بعض الأنشطة الإنسانية والواردات إلى اليمن، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أعربت عن استعدادها للعمل مع المسؤولين المعنيين في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية وغير الحكومية، والجهات المانحة الدولية الأخرى لمعالجة هذه الآثار.
وأضاف: «كجزء من هذا الجهد، وبالتزامن مع تنفيذ هذه التصنيفات (التي ستسري من) 19 يناير (كانون الثاني)، فإن وزارة الخزانة مستعدة لتقديم التراخيص وفقاً لسلطاتها والتوجيهات ذات الصلة المتعلقة بالأنشطة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة في اليمن، بما في ذلك برامج المساعدة والأنشطة الرسمية لبعض المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتنطبق التراخيص والإرشادات أيضاً على بعض الأنشطة الإنسانية التي تجريها المنظمات غير الحكومية في اليمن، وعلى بعض المعاملات والأنشطة المتعلقة بصادرات السلع الأساسية إلى اليمن، مثل الغذاء والدواء، ونحن نعمل على ضمان استمرار شرايين الحياة الأساسية والمشاركات التي تدعم المسار السياسي والعودة إلى الحوار إلى أقصى حد ممكن».
وبيّن بومبيو أن الولايات المتحدة كانت أكبر مانح إنساني لليمن في عام 2020. إذ قدمت 630 مليون دولار في السنة المالية 2020، تشمل مساعدات إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، كما تقدم الولايات المتحدة أكثر من 18 مليون دولار للاستجابة لوباء «كورونا» في اليمن. وأكد أنه «إذا تصرف الحوثيون كجماعة عادية سياسية، فلم نكن لنصنفها منظمة إرهابية، ولكن على العكس قادت حملة وحشية أودت بحياة كثير من الأشخاص، واستمرت في زعزعة استقرار المنطقة».
واتهم وزير الخارجية الأميركي إيران باحتضان جماعة الحوثي ودعمها، «إذ عمل (الحرس الثوري) الإيراني على تزويد الحوثيين بالصواريخ والطائرات من دون طيار والتدريب العسكري، ما سمح للتنظيم باستهداف المطارات والبنى التحتية الحيوية الأخرى، ويواصل النظام الإيراني إحباط جهود الأمم المتحدة والدول الصديقة لحل الأزمة سلمياً وإنهاء الصراع». وطالب طهران بوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وعدم انتهاك قرارات مجلس الأمن، ووقف تمكين أعمال الجماعة العدوانية ضد اليمن وتجاه جيرانه، بما في ذلك السعودية.
وأضاف: «لقد اتفق المجتمع الدولي بشكل جماعي من خلال قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي المنتديات الأخرى، على أن الإجراءات الأحادية للسيطرة على مؤسسات حكومة الجمهورية اليمنية الشرعية غير مقبولة، وأن الانتقال السياسي المشروع الذي طالما سعى إليه الشعب اليمني، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات السياسية. ومع ذلك، فقد أسفرت العملية السياسية عن نتائج محدودة على مدى سنوات عدة، وهذا يدفعنا للبحث عن وسائل إضافية لتغيير سلوك الحوثيين وداعميهم، في بحثنا عن السلام والأمن في اليمن».
وكانت الأمم المتحدة قالت على لسان الناطق باسمها، ستيفان دوجاريك، إنها تدرس الإعلان «عن كثب لتقييم تأثيره المحتمل» على الجهود الإنسانية التي تقوم بها المنظمة الدولية، فضلاً عن الوساطة السياسية بقيادة المبعوث الخاص مارتن غريفيث، مرجحاً أن تكون للقرار «تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة». لكنه أشار إلى أن «خطر المجاعة المتزايد في اليمن يؤكد على ضرورة منح الولايات المتحدة بسرعة التراخيص والإعفاءات اللازمة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية المبدئية إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إليها في كل أنحاء البلاد من دون انقطاع... ويجب أن تضمن هذه التراخيص والاستثناءات أيضاً استمرار القطاع الخاص في العمل من أجل درء الانهيار الاقتصادي الكامل والمجاعة الواسعة النطاق». وأضاف أنه «على رغم التداعيات السياسية المحتملة، فإننا سنواصل العمل مع كل الأطراف لاستئناف ومواصلة عملية سياسية شاملة للتوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة لإنهاء الصراع».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.