حراس نتنياهو خبأوه تحت الأرض تحسباً لاقتحام مقره من متظاهرين

TT

حراس نتنياهو خبأوه تحت الأرض تحسباً لاقتحام مقره من متظاهرين

كشفت مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية في تل أبيب، أمس السبت، أن رجال المخابرات الذين يحرسون رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قاموا قبل بضعة أيام بدفعه مهرولا إلى مخبأ تحت الأرض، حرصا على حياته، وذلك عندما أقدم عدد من المتظاهرين على محاولة اقتحام مقر رئيس الوزراء في القدس الغربية.
وقالت المصادر إن هذا الحادث وقع قبل يوم واحد من قيام متظاهرين مناصرين للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، باقتحام مبنى الكونغرس. لذلك لا يجوز القول إن المتظاهرين استوحوا نشاطهم من أقرانهم الأميركيين. ولكنها أشارت إلى «التقارب الفكري للذين يدوسون على الأنظمة والقوانين في العديد من الديمقراطيات الغربية».
وروى شاهد عيان، تمكن من توثيق بعض الصور للمشهد، أن ثمانية متظاهرين قدموا إلى المدخل الخلفي لمقر رئيس الوزراء نتنياهو عندما كان موجودا هناك مع كبار مساعديه ومع أهل بيته، وحاولوا اقتحام الباب والولوج إلى الداخل. فتعارك معهم الحراس ومنعوهم من ذلك بالقوة واعتقلوهم. واستغرقت هذه العملية حوالي الساعة.
وحال البدء بعملية الاقتحام، قامت فرقة من حراس نتنياهو بأخذه إلى مخبأ سري تحت الأرض وأبقوه هناك 40 - 45 دقيقة حتى تم اعتقال المقتحمين.
وفي أعقاب هذه الحادثة وما جرى في الكونغرس، قررت الشرطة الإسرائيلية تعزيز قواتها حول مقر رئيس الوزراء، في مدينة القدس الغربية. فنصبت حواجز إضافية على الجانبين. وزادت التعزيزات الأمنية، خصوصا بعد زيادة عدد التهديدات ضد رئيس الوزراء نتنياهو وعائلته.
المعروف أن آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بشكل يومي ضد نتنياهو، أمام منزله في مدينة القدس، ومنزله الخاص في قيسارية، حيث يطالبونه بالرحيل بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه. ومع أن شعبية نتنياهو تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، فإنه لا يزال يرأس أكبر حزب في إسرائيل (الليكود).
وفي استطلاع للرأي نشرته القناة 13 التلفزيونية، مساء أول من أمس الجمعة، جاء أن الليكود سيحصل على 31 مقعدًا لو جرت الانتخابات اليوم، علما بأن له اليوم 36 مقعدا. وتدل النتيجة على أن نتنياهو بدأ يسيطر على جمهوره ويسترد بعض الناخبين الذين تركوه في الشهور الأخيرة. وهذه أول مرّة يتجاوز الليكود فيها 30 مقعدًا في الاستطلاعات منذ نهاية الصيف الماضي.
ويحلّ في المرتبة الثانية وراء الليكود حزب «تكفاه حدشاه»، بقيادة المنشق عنه، غدعون ساعر، الذي يفصله عنه فارق كبير، ويحصل على 16 مقعدًا، وتحصل قائمة «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد، زعيم المعارضة البرلمانية، على عدد المقاعد ذاته (16)، بينما يستمرّ تراجع قائمة اتحاد أحزاب اليمين، «يمينا»، بقيادة نفتالي بيت، إلى 13 مقعدًا، تليها القائمة المشتركة للأحزاب العربية التي تهبط هي الأخرى من 15 إلى 10 مقاعد. ويحصل الحزبان الدينيان، «يهدوت هتوراه» و«شاس»، على 7 مقاعد لكل منهما، بينما يحصل «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان على 6 مقاعد، ويحصل رئيس بلديّة تل أبيب، رون حولدائي، على 5 مقاعد وهو العدد ذاته الذي تحصل عليه «ميرتس».
وعلى الرغم من هذه الصورة فإن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة تستند إلى الأحزاب الحريديّة وحدها، حتى لو انضمّ إليه حزب «يمينا». وسيستصعب المعارضون لنتنياهو أيضا تشكيل حكومة، بسبب رفض اليمين الراديكالي في صفوف حزب ساعر التعاون مع القائمة المشتركة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».