اللقاحات قد لا تحميك من الإصابة بـ«كورونا»...

ممرضة تعطي جرعة من لقاح «كورونا» لأحد الموظفين في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
ممرضة تعطي جرعة من لقاح «كورونا» لأحد الموظفين في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT
20

اللقاحات قد لا تحميك من الإصابة بـ«كورونا»...

ممرضة تعطي جرعة من لقاح «كورونا» لأحد الموظفين في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
ممرضة تعطي جرعة من لقاح «كورونا» لأحد الموظفين في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

أُعطي ممرض بقسم الطوارئ في أحد مستشفيات مدينة سان دييغو الأميركية جرعة من لقاح «كوفيد - 19» في 18 ديسمير (كانون أول)، وبعد أسبوع، ثبتت إصابته بالفيروس، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وستصبح قصص مثل هذه أكثر شيوعاً حيث يتم إعطاء ملايين الأميركيين لقاحات «فايزر - باينتيك» و«موديرنا» المضادة لـ«كورونا». وبمرور الوقت، سيظل العديد ممن تم تلقيحهم عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
وخلال التجارب، ثبت أن اللقاحات فعالة بنسبة 95 في المائة - مما يعني أن بعض الأشخاص الذين تلقوا لقاحا سيصابون بالفيروس.
*كيف ولماذا؟
لا تبدأ المناعة على الفور، بل يأخذ اللقاح وقتاً لبنائها، ويتطلب كلا اللقاحين المصرح بهما لفيروس كورونا جرعتين، تفصل بينهما عدة أسابيع، لتدريب جهاز المناعة في الجسم. ويمكن أن يتعرض الناس لفيروس كورونا قبل التلقيح مباشرة، أو بعد التلقيح مباشرة، ولن يكون هناك وقت للجسم لتطوير دفاعاته.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة منها إن بناء المناعة «عادة ما يستغرق بضعة أسابيع». وأضافت: «هذا يعني أنه من الممكن أن يصاب الشخص بالفيروس المسبب لـ(كوفيد - 19) قبل التلقيح مباشرة أو بعده مباشرة، ولا يزال يمكنه أن بمرض».
*اللقاحات قد لا توفر الحماية الكاملة
لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 في المائة، ولا يزال صانعو لقاحات فيروس كورونا يقيّمون ما إذا كانت اللقاحات تحمي من كل أنواع العدوى، أو تلك التي تسبب الأعراض فقط.
وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 40 في المائة من حالات عدوى فيروس كورونا لا تسبب أعراضاً، وأن تجارب لقاحي «موديرنا» و«فايزر - بايونتيك» نظرت فقط في ما إذا كانت اللقاحات تمنع العدوى العرضية.
وقالت «موديرنا» في ديسمبر إنها قدمت بيانات إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية تظهر أن لقاحها يمنع ثلثي كل الإصابات، بما في ذلك الالتهابات التي لا تظهر عليها أعراض. وفي الوقت الحالي، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بألا يفترض الناس أنهم محصنون تماماً من العدوى بعد التلقيح.
بشكل عام، وفر كلا اللقاحين حماية بنسبة 95 في المائة في التجارب السريرية، لذلك قد تستمر إصابة عدد قليل من الأشخاص بالفيروس حتى بعد حقنتين. وفي الاستخدام الأوسع، قد ينخفض معدل الفعالية هذا لأنه سيجري تلقيح الأشخاص الذين لديهم مستويات مختلفة من استجابة الجهاز المناعي.
كما أن لقاحات فيروس كورونا الحالية لا يمكن أن تصيب أي شخص بالفيروس، لأنها لا تحتوي عليه.
بدلاً من ذلك، فإنها تحمل جزءاً صغيراً من المادة الجينية المعروفة باسم «إم آر إن إيه». وتوجه هذه المادة الخلايا في الجسم إلى صنع قطع صغيرة من المادة التي تشبه الفيروس. هذه القطع، بدورها، يتعرف عليها الجهاز المناعي كعدو غريب، ويبدأ في صنع أجسام مضادة وخلايا مناعية يمكنها التعرف على الفيروس وتحييده إذا تعرض له الشخص الذي تم تلقيحه.
* المناعة قد تتضاءل بمرور الوقت
لا أحد يعرف كم من الوقت ستحمي اللقاحات الناس من العدوى. ظهر الفيروس التاجي الجديد منذ نحو عام فقط، وانتهت المراحل الأخيرة من اختبار اللقاحات قبل بضعة أسابيع. وتابعت شركتا «فايزر» و«موديرنا» المتطوعين لمدة شهرين على الأقل بعد جرعاتهم الثانية.
ويمكن أن تتلاشى الحماية التي توفرها اللقاحات بمرور الوقت، وتتطلب بعض اللقاحات جرعة معززة بعد سنوات. على سبيل المثال، توصي مراكز السيطرة على الأمراض البالغين بالحصول على جرعة معززة ضد التيتانوس كل 10 سنوات. وأثناء تفشي الحصبة، تقول المراكز إن بعض الأشخاص «قد يُنصحون» بالحصول على جرعة إضافية من لقاح الحصبة لمزيد من الحماية.
هناك أيضاً احتمال أن يتحور فيروس كورونا الجديد بطريقة تجعل اللقاحات أقل فعالية. وتتحور سلالات فيروس الإنفلونزا باستمرار وهذا أحد أسباب حاجة الناس إلى لقاحات جديدة ضد الإنفلونزا كل عام.
ويأمل الأطباء ألا يتحور فيروس كورونا مثل الإنفلونزا. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا المستخدمة في صنع لقاحات هذا الفيروس مصممة بحيث يمكن تكييفها بسهولة. ويجب أن يستغرق تحديث اللقاحات وقتاً أقل بكثير مما يستغرقه صنع لقاحات جديدة للإنفلونزا.


مقالات ذات صلة

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

يوميات الشرق باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

تشير التقارير إلى أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن يستعيد كل الوزن الذي فقده، أو حتى أكثر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات (رويترز)

متى يكون النسيان خطيراً؟

مثل أي عضو آخر في الجسم، يتغير الدماغ مع التقدم في السن. لكن النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

«بقعة زرقاء» في الدماغ قد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية

كشفت دراسة جديدة أن هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا، وقد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ترتفع بسرعة بين الأشخاص في مراحل العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر (متداولة)

إصابة الأمعاء بالبكتيريا في الطفولة قد تفسر الإصابة المبكرة بسرطان القولون

أشارت دراسة جديدة إلى أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون في مرحلة الطفولة ربما يكون سبباً في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سناً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا (الولايات المتحدة))
صحتك قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)
الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)
TT
20

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)
الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)

رصد فريق دولي من علماء الفضاء كوكباً جديداً يتفوق على الأرض بكتلة مضاعفة، ويدور في مدار أوسع من مدار كوكب زحل.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة ولاية أوهايو الأميركية، أن هذا الكوكب يقع في أحد أنظمة الكواكب الخارجية التي كانت بعيدة عن الأنظار حتى وقت قريب، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Science».

ورُصد الكوكب الجديد باستخدام شبكة تلسكوبات كوريا للعدسات الدقيقة (KMTNet)، وهي مبادرة طَموح في علم الفلك يديرها معهد كوريا لعلم الفلك وعلوم الفضاء (KASI). وقد أسهم مختبر علوم التصوير بجامعة ولاية أوهايو، بشكل رئيسي، في تصميم وبناء كاميرات هذه الشبكة، مما مكّن الباحثين من إجراء اكتشافات فضائية رائدة بفضل التلسكوبات الموزعة في جنوب أفريقيا وتشيلي وأستراليا، وفقاً للباحثين.

واعتمد الفريق في رصد الكوكب الجديد على ظاهرة فلكية تحدث عندما تقوم كتلة جِرم سماوي مثل نجم أو كوكب بثنْي الضوء القادم من جرم أكثر بُعداً، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في سطوعه يمكن رصدها.

ومن خلال تحليل هذه الزيادات الطفيفة في السطوع، تمكّن الباحثون من اكتشاف الكوكب الذي يحمل الرمز (OGLE-2016-BLG-0007) والذي تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض، في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه.

وكشفت التحليلات أن الكواكب خارج المجموعة الشمسية يمكن تصنيفها إلى مجموعتين؛ الأولى كواكب أرضية فائقة وكواكب شبيهة بنبتون، بالإضافة لمجموعة أخرى من العمالقة مثل المشتري وزحل. ومع ذلك أكد الباحثون أن التمييز بين الآليتين يتطلب مزيداً من البيانات طويلة الأمد، عبر تقنيات متقدمة مثل شبكة تلسكوبات كوريا للعدسات الدقيقة.

توزيع الكواكب في الكون

وتمكّن العلماء من رصد تغيرات ضوئية ناجمة عن هذا الكوكب حديث الاكتشاف، ومقارنة نتائجهم بعينة أوسع من بيانات المسح، ليجدوا أن الكواكب الشبيهة بالأرض يمكن أن توجد على مسافات بعيدة من نجومها، مشابهة للمسافات التي تفصل عمالقة الغاز مثل كوكب المشتري، عن الشمس.

ووفقاً للباحثين، فإن هذه النتائج أظهرت أن الكواكب الصغيرة أكثر عدداً من الكواكب الكبيرة، مع وجود أنماط مميزة من الزيادات والنقصان في التوزيع.

وأضافوا أن أهمية هذه النتائج تكمن في أنها تقدم فهماً أعمق لتوزيع الكواكب في الكون، مما يساعد العلماء على تعديل نماذجهم النظرية لتشكيل الكواكب، كما تؤكد أن الأنظمة الكوكبية متنوعة بشكل أكبر مما كان يُفترض، وأن الكواكب المشابهة للأرض قد تكون أكثر شيوعاً، مما يعزز الآمال في العثور على عوالم قابلة للسكن خارج نظامنا الشمسي.