انهيار عائدات السياحة التونسية ينذر بانكماش فائق

TT

انهيار عائدات السياحة التونسية ينذر بانكماش فائق

أظهرت أرقام رسمية، الخميس، أن إيرادات قطاع السياحة الحيوي في تونس هوت 65 في المائة إلى نحو ملياري دينار (746 مليون دولار)، بينما هبط عدد السائحين 78 في المائة خلال 2020، في ضربة قوية لاقتصاد البلاد بسبب تأثيرات جائحة فيروس «كورونا».
وأظهرت بيانات للبنك المركزي أن عائدات السياحة تراجعت إلى ملياري دينار مقابل 5.68 مليار دينار في العام السابق. وقال مسؤول حكومي لـ«رويترز» إن عدد السائحين انخفض 78 في المائة هذا العام؛ إذ هجر السياح الغربيون الفنادق والمنتجعات بعد أن استقبلت تونس في عام 2019 عدداً قياسياً من السياح بلغ 9.5 مليون.
والسياحة قطاع حيوي وتساهم بنسبة 8 في المائة من الناتج المحلي الخام، وهي مصدر رئيسي لجلب العملة الأجنبية، وثاني أكبر مشغل بعد القطاع الزراعي. وبسبب انهيار صناعة السياحة خلال العام الماضي، تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد التونسي سينكمش بنسبة لن تقل عن 7 في المائة خلال 2020.
والشهر الماضي، توقع البنك الدولي أن يصل الانكماش الاقتصادي في تونس خلال سنة 2020 إلى 9.2 في المائة، مرجحاً ارتفاعاً طفيفاً في نسبة النمو خلال السنة المقبلة 2021 بنسبة 5.8 في المائة، «إلا إن نقاط الضعف الهيكلية الموجودة التي يعاني منها الاقتصاد التونسي ستؤدي إلى انخفاض في النمو قد يبلغ نحو اثنين في المائة خلال سنة 2022»، حسبما أكده التقرير الذي أشار أيضاً إلى إمكانية ارتفاع نسب الفقر والبطالة خلال السنة المقبلة.
وأدت القيود على السفر وتفشي «كورونا» في أنحاء العالم إلى أن يغلق أغلب الفنادق في تونس أبوابه ويخسر عشرات الآلاف في القطاع وظائفهم. وأوضحت نقابة السياحة أن القطاع سجل أعلى نسبة بطالة خلال فترة انتشار فيروس «كورونا»، وكان من أكثر الأنشطة تضرراً من هذه الجائحة.
من جهة أخرى؛ أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، أن معدل التضخم في تونس استقر عند 4.9 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون تغيير عن نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه. وتراجع التضخم إلى 4.9 في المائة خلال نوفمبر من 5.4 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي تقريره، قدم البنك الدولي عدداً من التوصيات لإنقاذ الاقتصاد التونسي، مثل احتواء حجم كتلة الأجور؛ الأمر الذي سيمكن من إعادة هيكلة المالية العمومية، وتوفير الاستثمار العمومي عن طريق تحويل المساعدات الاجتماعية المقدمة في شكل إعانات إلى تحويلات مباشرة تستهدف مستحقيها، ومعالجة المخاطر الضريبية المتأتية من الشركات العمومية.



مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)

زادت مبيعات التجزئة الأميركية بشكل طفيف أكثر مما كان متوقعاً في سبتمبر (أيلول)، مما يدعم الآراء القائلة إن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية خلال الربع الثالث.

وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأميركية، اليوم (الخميس)، إن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة في سبتمبر، بعد زيادة غير منقحة بلغت 0.1 في المائة في أغسطس (آب). وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، يتوقعون ارتفاع مبيعات التجزئة التي تشمل معظم السلع ولا تُعدل وفقاً للتضخم، بنسبة 0.3 في المائة. وتراوحت التقديرات بين عدم حدوث تغيير وزيادة 0.8 في المائة.

ومن المحتمل ألا تؤثر هذه العلامات في مرونة الاقتصاد في قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل، لكنها تعزّز توقعات تخفيضات أصغر بمقدار 25 نقطة أساس.

وشرع البنك المركزي الأميركي الشهر الماضي في دورة تيسير نقدي غير تقليدية؛ إذ خفّض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق 4.75 - 5 في المائة، وسط مخاوف متزايدة بشأن سوق العمل. وقد رفع «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023 بهدف كبح التضخم.

ويستفيد الإنفاق والاقتصاد العام من نمو دخل قوي ومدخرات وفيرة وميزانيات منزلية سليمة. وعلى الرغم من تباطؤ زخم سوق العمل، فإن معدلات تسريح العمال لا تزال منخفضة تاريخياً؛ مما يعزّز زيادات الأجور.

وقال كبير الاقتصاديين في «باركليز»، جوناثان ميلر: «كما أشرنا منذ فترة، فإن الإنفاق الاستهلاكي والتوظيف الصافي ودخل الرواتب مرتبطة بدورة فاصلة مرنة تعزّز نفسها خلال هذا التوسع، مدفوعة بمكاسب في ثروة الأسر وزيادة عرض القوى العاملة».

وأضاف: «يتطلّب حدوث تدهور دائم في الإنفاق الاستهلاكي عوامل كبيرة، مثل: زيادة حذر المستهلكين التي تؤدي إلى رفع معدل الادخار، أو عدم رغبة الشركات في التوظيف رغم الطلب القوي».

وحول مبيعات التجزئة، ارتفعت المبيعات باستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء والخدمات الغذائية بنسبة 0.7 في المائة في سبتمبر، بعد زيادة غير منقحة بلغت 0.3 في المائة في أغسطس. وهذه المبيعات الأساسية تتماشى مع مكون الإنفاق الاستهلاكي في الناتج المحلي الإجمالي.

وتتراوح تقديرات النمو للربع الثالث حول معدل سنوي قدره 3.2 في المائة، بعد أن نما الاقتصاد بمعدل 3 في المائة في الربع الثاني.