تونس تترقب أصعب مستويات «الوضع الوبائي»

عدد الوفيات يقترب من 5 آلاف

تونسي يخضع لفحص «كورونا» (أ.ب)
تونسي يخضع لفحص «كورونا» (أ.ب)
TT

تونس تترقب أصعب مستويات «الوضع الوبائي»

تونسي يخضع لفحص «كورونا» (أ.ب)
تونسي يخضع لفحص «كورونا» (أ.ب)

توقع عدد من المختصين التونسيين في المجال الصحي أن يتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن وباء «كورونا»، حاجز خمسة آلاف وفاة في غضون أيام قليلة، مشيرين إلى أن عدد المقيمين في الوقت الحالي في أقسام العناية المركزة يقدر بـ350 مصاباً، إضافة إلى خضوع قرابة 112 مصاباً للتنفس الصناعي، ويتم حالياً التكفل بـ1616 مصاباً بالفيروس بالمستشفيات التونسية، وهو ما قد يجعل عدد الوفيات يرتفع بشكل ملحوظ خلال الأيام المقبلة.
ووفق ما أفادت به وزارة الصحة التونسية، فإن عدد الوفيات جراء الوباء كان في حدود 72 حالة وفاة جديدة يوم 4 يناير (كانون الثاني) الجاري، وهو ما جعل العدد الإجمالي للوفيات يرتفع إلى غاية 4934 وفاة.
وتشير الأرقام الحكومية إلى تسجيل 2265 إصابة جديدة، وهذا ما يجعل العدد الإجمالي للأشخاص الحاملين للفيروس يرتفع إلى 147061 مصاباً، أما عدد المتعافين فقد ارتفع بدوره ليبلغ 110324 مصاباً، وهو ما يمثل نسبة تعافٍ في حدود 75 في المائة.
وتسجل تونس معدل وفيات يومي يتجاوز الخمسين وفاة، ما يعني أن العدد الإجمالي سيصل إلى خمسة آلاف وفاة في غضون أيام قليلة، في حال تواصلت وتيرة الأرقام المسجلة نفسها.
وفي هذا السياق، توقعت سمر صمود، المختصة في علوم المناعة في «معهد باستور تونس»، أن يكون شهرا يناير الجاري وفبراير (شباط) المقبل، من أصعب الفترات في تونس على مستوى الوضع الوبائي. ورجحت انتشار فيروس «كورونا» بسرعة من جديد في الأماكن المغلقة والضيقة؛ خصوصاً في فصل الشتاء. وجددت دعوة التونسيين إلى الالتزام بقواعد التباعد الجسدي وارتداء الكمامات الطبية مع اعتماد التهوية داخل المنازل والأماكن المغلقة، مع تقليص ارتياد المطاعم والمقاهي والالتزام بتوصيات وزارة الصحة التونسية بخصوص منع الاحتفالات برأس السنة، حتى تتم محاصرة الوباء ومنع انتشاره بسرعة.
يذكر أن السلطات التونسية قد منعت الاحتفالات الجماعية في رأس السنة الإدارية، وقررت التمديد في حظر التجول بكل الولايات (المحافظات) التونسية حتى 15 يناير الحالي. وفي هذا الشأن، قال الهاشمي الوزير، عضو اللجنة العلمية لمجابهة «كورونا»، أن الهدف الأساسي من وراء تلك الإجراءات يتمثل في محاولة كسر حلقات العدوى بالفيروس القاتل، وهي عادة ما تظهر خلال التجمعات والحفلات والمناسبات.



تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)

حذر وزير يمني من خطر التنسيق القائم بين الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة»، داعياً إلى موقف دولي للتصدي لهذا الخطر، وذلك في أعقاب قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.

وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد «ميليشيا الحوثي» والشروع الفوري في تصنيفها كـ«منظمة إرهابية عالمية»، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني إن قيام الحوثيين بإطلاق سراح عناصر في تنظيم «القاعدة» على رأسهم القيادي «أبو عطاء»، المعتقل منذ عام 2012؛ لمسؤوليته عن هجوم إرهابي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء، وأسفر عن مقتل 86 جندياً، هو امتداد لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

وحذر الوزير اليمني في تصريحات رسمية من خطر استمرار التحالف بين الحوثيين و«القاعدة»، وقال إن ذلك يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ 2015.

وتابع بالقول: «هذا التنسيق الخطير سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن، مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحذر من التساهل الدولي مع هذا التنسيق، ومن حجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظاً.

تأكيد أممي

كان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.

وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

الجماعة الحوثية متهمة بإطلاق سجناء «القاعدة» من السجون في صنعاء ضمن صفقة للتعاون المتبادل (إ.ب.أ)

وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.