قمة تاريخية لـ«التعاون» على طريق المستقبل

محمد بن سلمان ترأس الاجتماع وأكد أهمية مواجهة التهديدات الإيرانية

القادة وممثلو مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العلا قبل بدء الاجتماعات الرسمية أمس (واس)
القادة وممثلو مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العلا قبل بدء الاجتماعات الرسمية أمس (واس)
TT

قمة تاريخية لـ«التعاون» على طريق المستقبل

القادة وممثلو مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العلا قبل بدء الاجتماعات الرسمية أمس (واس)
القادة وممثلو مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العلا قبل بدء الاجتماعات الرسمية أمس (واس)

طوت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، صفحة الأزمة الخليجية المستمرة منذ 3 أعوام، مغلّبة المصلحة العليا لشعوب الدول الست في المجلس، ومعيدة إطلاق مسيرة التعاون على طريق المستقبل.
وبدأت القمة الـ 41 باستقبال حار للقادة الخليجيين، في العلا، وشهدت عناقاً بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وانتهت، بتوقيع قادة الدول الأعضاء وممثليها، على «إعلان العلا».
وأكد الأمير محمد بن سلمان، لدى افتتاحه الجلسات، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن «بيان العلا» يشدد على «التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها»، مشيداً بمساعي الولايات المتحدة، وجميع الأطراف التي أسهمت في هذا الشأن. كما أكد ولي العهد السعودي أهمية «توحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشروعاته التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية، هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة».
وهنأ مجلس الوزراء السعودي، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على نجاح أعمال القمة. وشدد على ما أكده ولي العهد، بأن سياسة بلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة «رؤية 2030» وتضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحداً وقوياً.
وتنعقد القمة في لحظة حساسة إقليمياً ودولياً وعلى الصعد السياسية والأمنية والصحية، مع إعطاء موقع بارز لمواجهة التحدي الإيراني. وصار اسم العلا مرادفاً لروح العصر والرغبة في التقدم نحو المستقبل والانخراط في التكنولوجيا والتعاون والشراكات والتطور انعكست على أعمال المجلس، فكانت القمة تاريخية.
وبدأت أعمال القمة في قاعة مرايا، بحضور قادة وممثلي دول الخليج؛ حيث شارك أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وفد سلطنة عُمان فهد آل سعيد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس وفد دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، ورئيس الوفد البحريني، الأمير سلمان بن عيسى، ولي العهد البحريني، بحضور جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين.
ووصف الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح «بيان العلا» بـ«التاريخي» الذي سيعزز الصف الخليجي والعربي. كما وصف الشيخ محمد بن راشد، القمة بـ«الإيجابية والناجحة»، مؤكداً أنها «موحدة للصف ومرسخة للأخوة».
وفي البحرين، أشاد الملك حمد بن عيسى، بالجهود الكبيرة التي بذلتها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده في الإعداد والتحضير لانعقاد القمة، فيما أعرب ولي العهد البحريني، رئيس وفد بلاده إلى القمة، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من حرص على تعزيز التعاون المشترك.
وباركت القاهرة جهود القمة الخليجية، مقدرة الجهود المبذولة من أجل تحقيق المصالحة مع قطر.
ورحبت الولايات المتحدة بخطوة المصالحة الخليجية ومخرجات القمة التي عقدت في العلا باعتبارها خطوة مهمة لحل الخلاف الخليجي.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»، إن تقوية وحدة دول الخليج أمر بالغ الأهمية لازدهار المنطقة وأمنها. وذكر المسؤول، أن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب قام بدور أساسي في المفاوضات التي جرت بشأن المصالحة مع قطر مما أدى إلى تحقيق هذا الهدف.
ورحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بمخرجات القمة، معتبراً أن «أي تحركٍ فعّال يؤدي إلى تصفية الأجواء العربية ويَصُب في صالح النظام العربي الجماعي محل ترحيب». وأكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التوصل إلى حل خليجي، مثمناً الجهود التي بذلتها الكويت لإنجاز المصالحة.
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».