اغتيالات بالجملة في سرت.. وثاني عملية خطف لمسؤول حكومي بطرابلس

الجيش الليبي ينفي اقتحام فرع البنك المركزي في بنغازي

اغتيالات بالجملة في سرت.. وثاني عملية خطف لمسؤول حكومي بطرابلس
TT

اغتيالات بالجملة في سرت.. وثاني عملية خطف لمسؤول حكومي بطرابلس

اغتيالات بالجملة في سرت.. وثاني عملية خطف لمسؤول حكومي بطرابلس

بينما شهدت مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، أمس، ثلاث حالات اغتيال طالت مسؤولين أمنيين، اختطف مجهولون مسلحون مسؤولا بوزارة الصحة الليبية في العاصمة الليبية طرابلس في ثاني حادث اختطاف من نوعه لمسؤول في الحكومة الموازية التي يترأسها عمر الحاسي المحسوب على الإسلاميين ولا تحظى بأي اعتراف دولي.
وقالت مصادر أمنية إن مجهولين اغتالا مدير مديرية أمن سرت المكلف العقيد السنوسي كعيبة، ومرافقه، بعدما قاموا بإطلاق وابل من الرصاص على سيارتهما الخاصة بمديرية الأمن وسط المدينة، مما أدى إلى مقتلهما على الفور.
وقالت وكالة الأنباء الموالية لحكومة الحاسي إن الجهات الأمنية بالمدينة أعلنت حالة الاستنفار لملاحقة الجناة، وفتحت تحقيقا في هذه الحادثة بالمدينة التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، بينما قال مصدر أمني إن المسلحين رصدوا كعيبة وسائقه في منطقة الألف وحدة سكنية وسط المدينة الخاضعة لسيطرة ميليشيات «فجر ليبيا».
وتعددت مؤخرا حوادث اغتيال المسؤولين أمنيين في المدينة، علما بأن نائب رئيس المجلس المحلي لتسيير المدينة قد نجا قبل يومين فقط من محاولة اغتيال مماثلة، كما تعرض عدد من الليبيين والرعايا الأجانب لعمليات قتل واختطاف في المدينة تبناها تنظيم موالٍ لـ«داعش».
وينشط بشكل كبير في المدينة منذ عام 2012 تنظيم «أنصار الشريعة» المتطرف، الذي أدرجه مجلس الأمن الدولي على لائحته السوداء الخاصة بالجماعات الإرهابية.
إلى ذلك، وفي ثاني حادث اختطاف لمسؤول حكومي، اختطف مجهولون مساء الأربعاء الماضي أكرم أبو رأس، مسؤول الشؤون القانونية بوزارة الصحة الليبية في طرابلس، دون أسباب واضحة، حسب مصدر بالوزارة. ولم يحدد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، مكان وقوع حادث الاختطاف، لكنه لفت إلى أن وزارة الصحة باشرت الاتصالات والتنسيق مع الأجهزة الأمنية للوقوف على ملابسات الحادث وكشف الخاطفين.
ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع من خطف سمير كمال، محافظ ليبيا لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومدير إدارة التخطيط بالمؤسسة الوطنية للنفط، لدى خروجه من مقر عمله في طرابلس.
وتسيطر ميليشيات «فجر ليبيا» على العاصمة الليبية منذ أغسطس (آب) الماضي، وشكلت حكومة موازية ودعمت المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) في استئناف نشاطه، في مواجهة الحكومة ومجلس النواب المعترف بهما واللذين يعملان في شرق البلاد.
إلى ذلك، أعلن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته تعليق مشاركته في الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية. وقال بيان للمؤتمر تلاه النائب الثاني لرئيس المؤتمر صالح المخزوم إن المؤتمر اتخذ هذا القرار «بعد التصعيد الذي شهدته ساحات القتال مما يسمى بجيش القبائل، واقتحام عصابات المدعو خليفة حفتر فرع مصرف ليبيا المركزي في بنغازي لسرقة أموال الشعب الليبي»، مشيرا إلى أن هذا التصعيد نتج عنه استشهاد شابين من صبراتة وأسر خمسة آخرين. وأكد المؤتمر الوطني العام على استمراره في التواصل مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن يصدر عنها موقف واضح من هذا التصعيد الخطير، داعيا المجتمع الدولي لأن يبين مدى جديته في دعم ليبيا من أجل الوصول إلى تهيئة الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحوار.
وأوضح عمر حميدان، المتحدث باسم المؤتمر، أن «المؤتمر يناقش منذ ساعات التصعيد العسكري للعمليات، والذي تشهده تحديدا مدينة بنغازي، وآخره قيام قوات تابعة للواء حفتر بالسطو على المصرف المركزي فرع بنغازي أول من أمس».
ولم يشارك المؤتمر الوطني بالجولة الأولى، وأكد رفضه المشاركة إلا بشروط، أهمها أن تعقد جلسات الحوار داخل ليبيا، وأن يتم اعتبار حكم المحكمة العليا بحل مجلس النواب المنعقد في طبرق أساسا يقام عليه الحوار.
ورفضت قوات «فجر ليبيا» انعقاد جولة الحوار في جنيف، واصفة إياها بـ«المشبوهة»، وأنها تنفيذ لأجندة خارجية، وتعزز الصراع في ليبيا. واستضافت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي جولة محادثات جديدة في جنيف بهدف نزع فتيل الصراع المسلح بين حكومتين - لكل منهما برلمان - تتنافسان على السلطة بعد أربعة أعوام من الإطاحة بالقذافي.
وعلى الرغم من أن الجيش الليبي نفى رسميا مزاعم رددتها الحكومة الموازية التي تسيطر على العاصمة طرابلس بشأن قيامه باقتحام فرع البنك المركزي، فقد أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ما وصفته بالهجوم المسلح الذي أفادت تقارير بأنه استهدف فرع المصرف الذي يعد رمزا سياديا للدولة الليبية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.