مئات المهاجرين غير الشرعيين يواجهون الموت في سواحل ليبيا

خفر السواحل أنقذ 79 منهم في البحر المتوسط... وتسجيل 8 في عداد المفقودين

جانب من عملية إنقاذ مهاجرين بعد انطلاقهم من السواحل الليبية (أ.ب)
جانب من عملية إنقاذ مهاجرين بعد انطلاقهم من السواحل الليبية (أ.ب)
TT

مئات المهاجرين غير الشرعيين يواجهون الموت في سواحل ليبيا

جانب من عملية إنقاذ مهاجرين بعد انطلاقهم من السواحل الليبية (أ.ب)
جانب من عملية إنقاذ مهاجرين بعد انطلاقهم من السواحل الليبية (أ.ب)

قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن خفر السواحل بالبلاد اعترض 79 مهاجراً غير شرعي في البحر المتوسط وأعادهم إلى ليبيا، بعد فقد ثمانية أشخاص على الأقل في البحر. وجاء ذلك في وقت نقل فيه مسؤول بالبحرية الليبية أن سفينة إنقاذ إسبانية التقطت أيضاً 265 شخصاً، كانوا يستقلون قوارب خشبية في عرض «المتوسط».
وشدد بيان للمنظمة الدولية على أنه «لا ينبغي إعادة أي شخص إلى ميناء غير آمن»، مشيرة إلى أن موظفيها قدموا المساعدة الطارئة لـ79 مهاجراً أعيدوا إلى ليبيا، من بينهم 13 امرأة وسبعة أطفال. فيما لا يزال البحث جارياً عن المفقودين الثمانية.
وأوضح متحدث باسم سفينة الإنقاذ الإسبانية «أوبن آرمز»، مساء أول من أمس، أن المهاجرين الـ265 الذين عثر عليها في عرض «المتوسط»، يتم الآن البحث عن ملاذ آمن لهم، لكنه قال وفقاً لوكالة الصحافة الألمانية إن هناك مساعي للحصول على إذن بالرسو في إيطاليا.
وتم العثور على رجال ونساء وأطفال في قوارب خشبية قبالة سواحل ليبيا، قبل أن تلتقطهم السفينة في عمليتي إنقاذ منفصلتين، كانت الأولى في رأس السنة الجديدة، عندما تم التقاط 169 شخصاً، والثانية السبت الماضي، عندما أنقذت 96 شخصاً آخرين في حالة موت محقق. وقالت منظمة «أوبن آرمز» إن العديد ممن تم نقلهم على متن السفينة من مواطني إريتريا. و«أوبن آرمز» هي واحدة من بين عدة منظمات إنقاذ تعمل في البحر المتوسط. وقد حاول المسؤولون في إيطاليا تثبيط مثل هذه العمليات، بحجة أن المهاجرين قد يقلعون من أفريقيا إذا اعتقدوا أنه سيتم إنقاذهم من جانب هذه المنظمات، وفقاً للوكالة ذاتها.
ورفضت مالطا إنزال 56 طفلاً بموانئها، بينهم عدد كبير غير مصحوبين بذويهم، وذلك بعد إنقاذ الـ169 مهاجراً، بعدما تم إنقاذ أطفال آخرين داخل المياه المالطية على متن قوارب أخرى. وأمام إصرار العشرات على الهرب عبر البحر، قال مسؤول بسفينة الإنقاذ إنه «لا عيد الميلاد، ولا رأس السنة الجديدة، ولا حتى جائحة (كورونا)، ستوقف اليائسين من الفرار من ليبيا التي مزقتها الحرب عبر المتوسط».
وسبق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، القول، إنه تم إنقاذ أو اعتراض 11265 لاجئاً ومهاجراً في عرض البحر، من قبل خفر السواحل الليبي، وإنه تمت إعادتهم إلى البلاد في 113 عملية خلال 2020 المنقضي.
وتسعى ليبيا جاهدة إلى تيسير رحلات نقل المهاجرين عبر برنامج «العودة الطوعية»، وخلال يوم أمس تم التجهيز لنقل عدد المهاجرين غير النظاميين إلى بلادهم. وقال جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع طرابلس‏ (طريق السكة)، إنهم أخضعوا جميع المهاجرين الماليين (مالي) للفحص عن فيروس «كورونا»، قبل إعادتهم إلى بلادهم جوا عبر الرحلة المقررة اليوم الثلاثاء، والمتجهة من مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس إلى مطار العاصمة باماكو بدولة مالي، ضمن برنامج العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين، برعاية المنظمة الدولية للهجرة(IOM).
وسبق لمسؤول أمني بجهاز الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا القول لـ«الشرق الأوسط» إن حكومة الوفاق «لا تمانع في ترحيل جميع المهاجرين غير النظاميين من البلاد، وإغلاق مراكز الإيواء. وهي تفكر حالياً في الأمر، رغم الظروف الدولية التي لا تساعد على ذلك»، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تقدم كل الدعم لتسهيل مهمة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مساعدة الراغبين من المهاجرين على مغادرة البلاد.
وأضاف المسؤول الأمني أن وزارة الداخلية، التابعة للحكومة، سهلت ترحيل 5360 مهاجراً لأسباب مختلفة، عبر رحلات جوية خلال العام الماضي، منها العودة الطوعية، وإعادة التوطين، أو الإجلاء لدواعٍ إنسانية.
وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» إن هذه الخطوة جاءت «في إطار جهود جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، بتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)»، مشيرة إلى أن آخر الرحلات الجوية لترحيل المهاجرين اتجهت إلى رواندا، وكان على متنها 130 مهاجراً في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لدوافع إنسانية، وكانت تضم إلى جانب الرجال نساءً وأطفالاً.


مقالات ذات صلة

​ميركل لم تندم على قرار إدخال اللاجئين السوريين رغم أنه دفعها للتقاعد

أوروبا كتاب ميركل «حرية» طرح للبيع في مكتبة ببرلين (رويترز)

​ميركل لم تندم على قرار إدخال اللاجئين السوريين رغم أنه دفعها للتقاعد

لم تبد المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أي ندم حول قرارها بفتح أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين عام 2015 في كتابها «حرية».

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

استبعد وزير الدفاع التركي يشار غولر شن عملية عسكرية تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا سبق أن لوح بها الرئيس رجب طيب إردوغان مراراً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)

عدد النازحين داخلياً في أفريقيا ازداد 3 مرات خلال 15 عاماً

أدت النزاعات والكوارث الطبيعية في أفريقيا إلى زيادة كبيرة بعدد النازحين داخلياً حتى وصل إلى 35 مليوناً بنهاية العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون نازحون في أحد شوارع غرب مدينة غزة اليوم (أ.ف.ب)

حكومة غزة: مئات آلاف النازحين يستعدون للعيش في الشوارع دون مساعدات أو مأوى

قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن مئات آلاف النازحين في القطاع يستعدون للعيش في الشوارع دون مساعدات أو مأوى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.