يشير تقرير صحافي إلى أنه رغم الجهود المبذولة من أجل مكافحة فيروس «كورونا»، فإن المخاطر الجسدية لا تعتبر وحدها الناتجة عن الوباء؛ لكن هناك مخاطر على الصحة العقلية.
وبينما ركزت المخاوف المتعلقة بالضيق النفسي أثناء الوباء في الغالب على القلق وإجراءات الحجر الصحي، قالت إحدى الدراسات: «قد تكون هناك موجة ثانية وشيكة من الاعتلال النفسي بسبب المرض الفيروسي»، حسبما ذكر تقرير لشبكة «سي إن إن» الأميركية.
وقالت ليزا كارلسون، الرئيسة السابقة مباشرة لـ«جمعية الصحة العامة الأميركية»، والمسؤولة التنفيذية في كلية الطب بجامعة «إيموري» في أتلانتا: «الجوانب الجسدية للوباء مرئية حقاً. لدينا نقص في الإمدادات وضغوط اقتصادية، وخوف من المرض، وجميع أعمالنا الروتينية معطلة، وهناك حزن حقيقي في كل ذلك؛ لكن ليس لدينا لقاح لصحتنا العقلية مثلما نفعل لصحتنا الجسدية. لذا سيستغرق الخروج من هذه التحديات وقتاً أطول».
وتابعت الخبيرة بأن «العزلة التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالوحدة قد أصابت الناس من جميع الأعمار في زمن «كورونا»، وفقد عديد من الأطفال والمراهقين فرصاً مهمة للتنمية الاجتماعية».
وأردفت كارلسون بأن كيفية إدارة التوتر أمر بالغ الأهمية للحصول على راحة من الوباء، ويتعلق الأمر بالأساسيات، إذ يمكن أن يتحقق بالوجود بأمان في الهواء الطلق وحول الأشجار، والذي تعتقد كارلسون بأنه أمر يؤدي إلى تحسين الصحة العامة. وتنصح: «عندما تستطيع، خذ وقتك في الاسترخاء وقطع الاتصال بالأخبار». وأضافت أن التركيز على «النوم الكافي، وتناول وجبات صحية، والتحرك طوال اليوم، وقضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة والأحباء سيكون أمراً بالغ الأهمية. يجب أن يكون الاهتمام بأنفسنا وبعضنا ببعض هو محور اهتمام الجميع مع حلول عام 2021».
وفي سياق متصل، قال الدكتور راج داسغوبتا، طبيب أمراض الرئة والنوم والأستاذ المساعد في الطب السريري، في كلية الطب بجامعة «جنوب كاليفورنيا»، إن قضاء مزيد من الوقت في المنزل يعني مزيداً من النوم بالنسبة للبعض، وإن «الأحلام الوبائية» الغريبة التي تحدَّث الناس عنها هذا العام لديها فرص أكبر للظهور.
وقال داسغوبتا إن الإجهاد والصدمات والتحديات الجديدة هي عوامل أخرى أدت إلى اضطرابات نفسية واضطرابات النوم. وقد يعاني الأشخاص في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية، والذين شهدوا الموت، والأفراد الذين علقوا على متن السفن السياحية، من إجهاد ما بعد الصدمة الذي يمكن أن يؤدي إلى الأرق والكوابيس. وأردف: «هناك أشياء تراها تظل محفورة في ذهنك».
وقال داسغوبتا أيضاً، على سبيل المثال: «كثير من الناس يكتسبون الوزن. الوزن دائماً عامل خطر عندما نتحدث عن أشياء مثل توقف التنفس أثناء النوم. والأمر مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق». وتابع: «نظراً لأن جودة النوم مرتبطة بالصحة العقلية، فإن الحصول على ما يكفي من ضوء الشمس ضروري لإيقاع يومي طبيعي. سيكون الاهتمام بنظام النوم وممارسة الاسترخاء أمراً بالغ الأهمية في عام 2021».
وقالت الدكتورة تينا تشينغ، رئيسة قسم طب الأطفال بجامعة «سينسيناتي» في ولاية أوهايو الأميركية، ومديرة «مؤسسة أبحاث الأطفال» في سينسيناتي، إن بعض الدراسات «وجدت زيادة كبيرة في الاكتئاب؛ خصوصاً بين الآسيويين»، بينما أفاد الأميركيون الآسيويون والأميركيون الصينيون بأنهم يعانون من أعراض صحية عقلية سلبية بسبب العنصرية المرتبطة بالوباء.
وعدَّت جاسمين مينا، الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة «بوكنيل» في لويسبيرغ ببنسلفانيا، أن التأثيرات الخاصة بالوباء على معيشة الفرد «من المتوقع أن تؤدي إلى تضخيم أزمة الصحة العقلية المتدهورة بالفعل في المجتمع الأميركي».
جدير بالذكر أن خبراء صحة بالأمم المتحدة حذروا في مايو (أيار) من أن أزمة صحة نفسية تلوح في الأفق؛ حيث يحاصر الموت والمرض الملايين في أنحاء العالم من الذين هم في حالة عزلة وفقر وقلق بفعل جائحة «كوفيد- 19».
كيف تحمي صحتك العقلية في زمن الوباء؟
خبيرة تنصح بالنوم الكافي وتناول وجبات صحية مفيدة
كيف تحمي صحتك العقلية في زمن الوباء؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة