تجاوز المهرجان القومي للمسرح المصري «ذروة الموجة الثانية» لوباء «كورونا»، بعد أن اختتمت فعاليات دورته الـ13، مساء أول من أمس على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
واقتصر حفل الختام على إعلان وتوزيع الجوائز، وبدأ بالوقوف دقيقة حداد على رحيل السيناريست الكبير وحيد حامد الذي وافته المنية صباح أول من أمس.
الدورة الـ13، التي حملت عنوان «الآباء»، تنافس بها 29 عرضاً مسرحياً من جهات إنتاج مختلفة على غرار «البيت الفني للمسرح، المسرح المستقل، الهيئة العامة لقصور الثقافة، المعهد العالي للفنون المسرحية، المسرح الجامعي»، وقدمت العروض على مدار 12 يوماً على مسارح القاهرة «القومي، وميامي، والسلام، والطليعة، والعرائس، ومتروبول، والغد، والعائم، والجمهورية، والهناجر، ومركز الجيزة الثقافي، والمعهد العالي للفنون المسرحية».
واعتبر يوسف إسماعيل، رئيس المهرجان، أن هذه الدورة تعد من أهم دورات المهرجان بسبب تحدي إجراءات مجابهة «كورونا» من جهة، وإفرازها عدداً كبيراً من الموهوبين والمبدعين الشباب على غرار فرق المسرح الجامعي والفرق الخاصة وفرقة الكنيسة المصرية من جهة أخرى، وأضاف في كلمته خلال حفل الختام أن «هذه الدورة قدمت عدداً كبيراً من ورش العمل التي شملت الماكياج والكتابة، بالإضافة لتدشين موقع إلكتروني خاص بالمهرجان ليكون بمثابة أرشيف للدورات المقبلة».
وقال إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «إن الحضور الجماهيري بالدورة الـ13، فاق التوقعات في ظل جائحة (كورونا)، إذ اضطررنا إلى عرض بعض المسرحيات أكثر من مرة بسبب الإقبال الكبير لإتاحة الفرصة للجمهور المتعطش للفنون المسرحية لمشاهدة تلك العروض، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية في كل عرض على 14 مسرحاً بالقاهرة».
ووفق إسماعيل، فإن ظاهرة زيادة إقبال الجمهور المصري على المسرح، بدأت خلال السنوات الخمس الأخيرة بعد فترة من ضعف الإقبال، مشيراً إلى أن «مسرحية (ليلة من ألف ليلة) بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني التي قُدمت في عام 2015، كانت مؤشراً مهماً لاستعادة المسرح المصري لرونقه وقوته، حيث اجتذبت عروضه الجمهور مرة أخرى بشكل لافت».
وأشار إسماعيل إلى أن سيطرة الشباب الموهوبين على معظم العروض تعد من أبرز سمات الدورة الـ13، ما ينبئ بوجود أجيال واعدة تستطيع حمل لواء المسرح في المستقبل، بالإضافة إلى بزوغ العروض الكوميدية بالمهرجان، التي خففت من وطأة الجائحة.
وقررت إدارة المهرجان القومي للمسرح، إنهاء فعاليات الدورة الـ13، قبل موعدها المقرر بيومين، لتنتهي يوم 2 يناير (كانون الثاني) بدلاً من 4 يناير الحالي، تنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء، بشأن الموجة الثانية من الوباء، وبدأت الدورة الأخيرة يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) 2020، حاملة اسم دورة «الآباء»، واحتفل فيها المهرجان بمرور 150 عاماً على بداية المسرح المصري، الذي يؤرخ له منذ عام 1870، وضمت اللجنة العليا للمهرجان 13 عضواً من أجيال مختلفة وتخصصات متنوعة في مجال المسرح.
وأوصت لجنة التحكيم برئاسة الدكتور أسامة أبو طالب، بالاهتمام بأعمال المؤلف المسرحي المصري، لتقديم أعمال مصرية خالصة، مع إتاحة الفرصة لعرض الأعمال المتميزة في قصور وبيوت الثقافة والجامعات والمعاهد العليا في المحافظات المختلفة، والتوسع بدعم فرق مسرح الهواة والفرقة المستقلة مادياً وأدبياً، وإطلاق مسابقة خاصة لمسرح العرائس، وزيادة الدعم المادي للفرق المشاركة، وإعادة إحياء مهرجان الكاتب المسرحي المصري.
وفاز بجائزة أفضل عرض مسرحي (مركز أول) مسرحية «أفراح القبة» من البيت الفني للمسرح، وفاز بالمركز الثاني عرض «الوحوش الزجاجية» في المعهد العالي للفنون المسرحية، أما جائزة أفضل مؤلف مسرحي، التي تبلغ قيمتها 30 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) ففاز بها مناصفة، كل من إبراهيم الحسيني، عن عرض «ظل الحكايات»، ومحمود جمال الحديني عن عرض «سينما 30». كما فاز بجائزة أفضل مؤلف صاعد، محمود محسن، عن عرض «القاع» إنتاج كلية الهندسة جامعة المنصورة، وفاز بجائزة أفضل إخراج مسرحي يوسف المنصور، عن عرض «أفراح القبة»، وفاز بجائزة أفضل مخرج صاعد، حسام سعيد، عن عرض «المأوى» إنتاج جامعة عين شمس.
«القومي للمسرح» يتجاوز «الموجة الثانية» بحضور لافت
توصية بدعم الفرق المستقلة واعتماد النص المحلي في ختام دورة «الآباء»
«القومي للمسرح» يتجاوز «الموجة الثانية» بحضور لافت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة