يركّز الكاتب الفرنسي ميشال أونفري، في كتابه الصادر قبل أيام قليلة، عن دار نشر «روبير لافون»، بعنوان «ديغول، ميتران... حياتان متوازيتان»، على تعظيم إنجازات الرئيس الجنرال شارل ديغول، وتحطيم إرث خلفه فرنسوا ميتران.
فالكاتب لا يدّعي الحيادية، ولا يسعى للتجلبب بستار الأكاديمية وصرامة المؤرخ والقوانين الناظمة لكتابة التاريخ إطلاقاً بين رئيسين للجمهورية، أحدهما جنرال، اسمه شارل ديغول، تحول سريعاً إلى رمز لفرنسا الرافضة للذل والخضوع، والعازمة على مواصلة القتال ضد ألمانيا النازية. والآخر سياسي، فرنسوا ميتران، محنك، حفلت حياته الشخصية والمهنية بكثير من المحطات اللافتة، وصارع للوصول إلى الموقع الأول في الجمهورية، وله أتباع ومؤيدون وتيار، بيد أن ديدنه كان دوماً محاربة الأول.
ويقول الكاتب «المقارنة بين شارل ديغول وفرنسوا ميتران تبين التضاد بين رجلين؛ حيث إن الأول جاهد لوقف تداعي الحضارة، بينما الآخر يسخر من انهيارها، ما دامت أنها تمكنه من العيش على حطامها، وعلى شاكلة الحاكم بأمره. الأول وهب حياته لإنقاذ فرنسا، والآخر باعها لإنقاذ حياته. الأول يريد فرنسا قوية، كبيرة ومتمكنة وقادرة على الدفع باتجاه قيام أوروبا الأمم، بينما الآخر يريدها ضعيفة، صغيرة وعاجزة تبتلعها أوروبا الرأسمالية».
...المزيد
«حياتان متوازيتان»... ديغول وميتران
كتاب لميشال أونفري ينحاز للأول ويحطّم إرث الآخر
«حياتان متوازيتان»... ديغول وميتران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة