بكين: العلاقات مع واشنطن وصلت إلى «مفترق طرق»

لقاء جمع ترمب وشي في أوساكا بمناسبة قمة العشرين في يونيو 2019 (رويترز)
لقاء جمع ترمب وشي في أوساكا بمناسبة قمة العشرين في يونيو 2019 (رويترز)
TT

بكين: العلاقات مع واشنطن وصلت إلى «مفترق طرق»

لقاء جمع ترمب وشي في أوساكا بمناسبة قمة العشرين في يونيو 2019 (رويترز)
لقاء جمع ترمب وشي في أوساكا بمناسبة قمة العشرين في يونيو 2019 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في تصريحات رسمية، نُشرت أمس السبت، إن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة وصلت إلى «مفترق طرق جديد»، وإنها يمكن أن تعود إلى المسار الصحيح في أعقاب فترة «صعوبة غير مسبوقة»، كما نقلت وكالة «رويترز».
وتعرّضت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لضغوط كبيرة وسط سلسلة من الخلافات حول التجارة وحقوق الإنسان وبدايات تفشي فيروس «كورونا». وفي أحدث تحرك لها، أدرجت الولايات المتحدة عشرات الشركات الصينية على قائمتها السوداء، قائلة إن لها صلات بالجيش. وذكر وانغ في مقابلة مشتركة مع وكالة «شينخوا» للأنباء ووسائل إعلام رسمية أخرى، أن سياسات الولايات المتحدة تجاه الصين في الآونة الأخيرة أضرت بمصالح البلدين وجلبت مخاطر جسيمة للعالم. واستدرك قائلا إن ثمة فرصة الآن أمام الجانبين «لفتح نافذة جديدة من الأمل» وبدء جولة جديدة من الحوار.
وكان من المتوقع على نحو كبير أن يؤدي انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة إلى تحسين العلاقات بين البلدين بعد تصاعد التوتر على مدى أربع سنوات في ظل إدارة دونالد ترمب. وفي الشهر الماضي، عبّر وانغ عن أمله في أن يتيح انتخاب بايدن عودة السياسة الأميركية تجاه الصين «إلى الموضوعية والعقلانية».
لكن بايدن الذي سيتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) استمر في توجيه الانتقادات للصين بسبب «انتهاكاتها» المتعلقة بالتجارة وغيرها من القضايا. ولم يذكر وانغ ترمب أو بايدن، لكنه حثّ الولايات المتحدة على «احترام النظام الاجتماعي ومسار التنمية» اللذين اختارتهما الصين. وقال: «لو أن واشنطن تتعلم من الدروس»، لأمكن حل الخلافات بين الجانبين.
واتّهم سياسيون في الولايات المتحدة الصين بعدم الإفصاح عن تفشي فيروس كورونا في مراحله المبكرة، مما أخّر التعامل مع الأمر وساهم في انتشار المرض بشكل أكبر وأسرع. لكن وانغ قال إن الصين بذلت قصارى جهدها لمكافحة انتشار الفيروس، و«دق ناقوس الخطر» لبقية العالم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».