قتلى وجرحى في هجوم انتحاري بشمال بغداد

هاموند: لا تزال أمام القوات العراقية أشهر حتى تتمكن من شن عمليات ملائمة ضد «داعش»

قتلى وجرحى في هجوم انتحاري بشمال بغداد
TT

قتلى وجرحى في هجوم انتحاري بشمال بغداد

قتلى وجرحى في هجوم انتحاري بشمال بغداد

قتل سبعة أشخاص وجرح 17 آخرون على الأقل، اليوم (الخميس)، في هجوم انتحاري في منطقة التاجي شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وتباينت المصادر حول عدد الانتحاريين المشاركين في الهجوم ومكانه. وفي حين قالت مصادر إن التفجير وقع عند مدخل البلدة (30 كم شمال بغداد)، أشارت أخرى إلى أنه وقع عند مدخل قاعدة التاجي العسكرية حيث يوجد عسكريون أميركيون يدربون عناصر من الجيش العراقي على قتال تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد.
وفي حين لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، فإن التفجيرات الانتحارية تكون بغالبيتها الساحقة من تنفيذ متطرفين ينتمون إلى تنظيم داعش، الذي شن في يونيو (حزيران) هجوما كاسحا سيطر خلاله على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها.
وأدى الهجوم إلى انهيار قطعات واسعة من الجيش العراقي لا سيما في الموصل (شمال)، ثانية كبرى مدن البلاد، حيث انسحب الضباط والجنود من مقراتهم من دون قتال، وتركوا أسلحتهم الثقيلة وعتادهم صيدا سهلا للتنظيم.
وعلى صعيد متصل، صرّح فيليب هاموند، وزير الخارجية البريطاني، اليوم، بأن القوات العراقية لا تزال أمامها أشهر حتى تتمكن من شن عمليات قتالية ملائمة ضد تنظيم داعش. وأثنى هاموند على القوات العراقية، وأفاد بأن التحالف يساعد في إعادة بنائها حتى تتمكن من شن هجوم بري على «داعش» يحقق نتائج دائمة. لكنه نبه إلى أنها عملية بطيئة. وقال هاموند لـ«بي بي سي»: «يتطلب الأمر شهورا حتى يكونوا مستعدين لبدء عمليات قتالية كبيرة».
وجاءت تصريحات هاموند قبل ساعات من عقد اجتماع في لندن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف. ويستضيف هاموند مسؤولين كبارا من 21 دولة لمناقشة سبل تكثيف الحملة على «داعش» في كل من العراق وسوريا وغيرهما، من خلال بذل المزيد على الصعيد العسكري وعلى صعيد قطع تمويل التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
ويشارك في اجتماع لندن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي من المقرر أن يلتقي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون قبل ذلك. وسيطلع العبادي الوفود على التقدم الذي تحققه القوات الحكومية في معركتها ضد التنظيم المتطرف. ويريد العبادي المزيد من برامج التدريب والعتاد لجنوده بخلاف الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالفعل.
وتمكنت القوات العراقية، بدعم من فصائل موالية وأبناء عشائر، من استعادة بعض الزخم في الفترة الماضية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم منذ أغسطس (آب).



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.