«كورونا» يصيب أحلام المصريين بـ«القلق» في 2021

مخاوف من تأثيرات اجتماعية واقتصادية للموجة الثانية

TT

«كورونا» يصيب أحلام المصريين بـ«القلق» في 2021

بينما نشطت حركة المرور ذهاباً وإياباً في القاهرة، ومن خلفها تزينت واجهات المحلات بأشجار الكريسماس ودمى بابا نويل قبل أيام قليلة من استقبال العام الجديد، قال المهندس الثلاثيني «أشرف يحيى» متمتماً من خلف واقي الوجه الذي يرتديه داخل إحدى سيارات التاكسي: «عيد بأي حال عدت يا عيد»، قبل أن يوجه حديثه للسائق: «أتمنى ألا تدخلنا السنة الجديدة في حظر تجوال جديد»، ليرد السائق من دون تفكير: «الناس كلها تعبت... الجميع في حالة قلق من كورونا».
قطع حوار الرجلين إعلان نشرة الأخبار، المنبعثة من مذياع التاكسي، عن بعض القرارات الحكومية الجديدة لكبح جماح الموجة الثانية من الفيروس. ومع رفع السائق صوت المذياع، أنصتا إلى قرارات إلغاء الاحتفالات بمناسبة رأس السنة.
يفسر أشرف، مشاعره القلقة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «كورونا يهدد حياة المواطن بشكل متطور، فنحن أمام فيروس ذكي، والبيانات اليومية لوزارة الصحة تزيد من هذا القلق».
في المواصلات العامة والدواوين الحكومية والمقاهي والأسواق المصرية، لا صوت يعلو فوق صوت الفيروس، لا سيما بعد تزايد حالات الإصابة في ظل الموجه الثانية خلال الأيام الأخيرة من 2020، وتخطت معدل الألف حالة يومياً.
وسجلت مصر، حسب بيانات وزارة الصحة، إصابة أكثر من 135 ألف شخص بالفيروس، بينما تقترب مؤشرات حالات الوفاة من 8 آلاف حالة منذ اكتشاف أول حالة في مارس (آذار) الماضي.
مع عام صعب مضى؛ تنصب جل الأمنيات في أن يكون العام الجديد بخلاف سابقه، فمقارنة بين الساعات الأخيرة من 2020 وبين ما سبقتها من أعوام ماضية، نجد تحولا كبيرا في الأمنيات المصاحبة لاستقبال عام جديد، إذ غيرت الجائحة من تطلعات وأمنيات المصريين، ورصدت «الشرق الأوسط»، اقتران غالبية الأمنيات بـ«القلق»، والخوف من أن يفرق «كورونا» شملهم.
«يا رب تنتهي غمة كورونا»، دعاء يقوله وليد محروس، حارس الأمن بأحد معارض السيارات، متمنيا أن «يهل عام 2021 على جميع المصريين بالخير، وزوال هذه الغمة، وأن يعود الجميع لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بلا قيود، وألا يفقد أحد عمله».
وساهمت جائحة كورونا في فقدان الكثيرين لعملهم في دول عدة منها مصر، التي تقول الأرقام الرسمية، إن معدل الفقر فيها سجل 29.7 في المائة، ويبدي العامل العشريني، محروس، خوفه من تزايد حالات كورونا مجددا وبالتالي «وقف الحال»، حيث ترك عمله لأشهر عدة بسبب غلق مقهاه، واضطراره إلى البحث عن مهنة بديلة. وضاحكا يكشف عن أمله في «أن تعود الشيشة مرة أخرى لأنها روح القهوة».
ربة المنزل الستينية جيهان حسن، تدعو إلى أن تكون 2021 «وشها حلو علينا»، لافتة إلى أنها تتمنى أن يحفظ الله أبناءها وأحفادها، وأنها تنتظر أن يتاح لقاح كورونا للجميع في وقت قريب جدا، وأن يكون كبار السن على رأس الفئات التي تحظى به.
أما الموظفة الحكومية دعاء محمد المقيمة في القاهرة، فتقول: «أتمنى نكون أنا وعائلتي كاملين، لا ينقص منا أحد»، مبدية قلقها على أطفالها في المدارس في ظل هذه الموجه، متسائلة: «الإصابات والوفيات تتزايد وأغلب الطلاب لا يذهبون للمدارس والجامعات... فكيف سيكون الوضع إذا ذهب الجميع؟».
ويقول الدكتور أحمد البحيري، استشاري أول الطب النفسي، لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل القلق الظاهر قد يكون سمة لأمنيات البعض لعام 2021، ولكن الباطن أكثر هو الأمل، وجمال وحكمة هذا الأمل نراهما في أدعية البعض بالصحة والسلامة، وتمني آخرين أن يحفظ الله ذويهم ومحبيهم من دون أن ينقص أحد».
ويلفت البحيري إلى تغيير الجائحة من التطلعات مع حلول العام الجديد، موضحا أن «قسوة الموقف أوجدت الأمل في الله بدلا من الآمال المادية البحتة، التي ربما إن تحققت لم تحقق السعادة، ولكن تمني الصحة والستر والأمان للعائلة والمجتمع يحقق بعضا من الرضا والهدوء النفسي في ظل الظروف الحالية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.