مكتبة الإسكندرية تحتفي بجماليات عمارة «عروس البحر المتوسط»

مبنى جامعة الإسكندرية التاريخي
مبنى جامعة الإسكندرية التاريخي
TT

مكتبة الإسكندرية تحتفي بجماليات عمارة «عروس البحر المتوسط»

مبنى جامعة الإسكندرية التاريخي
مبنى جامعة الإسكندرية التاريخي

تحتفي مكتبة الإسكندرية بجماليات عمارة بعض المعالم الأساسية لمدينة الإسكندرية (شمال مصر) التي يلقبها مسؤولون ومتابعون مصريون بـ«عروس البحر الأبيض المتوسط»، لما تزخر به من معالم سياحية وأثرية وتاريخية فريدة. وفي العدد الثاني والأربعين من مجلة «ذاكرة مصر» يستحوذ مبنى محطة مصر، والمتحف اليوناني الروماني ومبنى جامعة الإسكندرية على مساحة مميزة، إذ تبرز المجلة جماليات عمارة وكواليس إنشاء تلك المباني التي تنفرد بها المدينة الساحلية والتي تعدّ العاصمة الثانية لمصر بعد القاهرة، وتتمتع بخصوصية وسط كل المدن المصرية، إذ تتفرد هذه المدينة بوجود بعض المتاحف النادرة من بينها متحف المجوهرات الملكية، ومتحف الأحياء المائية، والمتحف اليوناني الروماني، بالإضافة إلى وجود عشرات المباني التراثية والأثرية بوسط المدينة، كما أنّها تعدّ المدينة المصرية الوحيدة التي استطاعت الحفاظ على تسيير خطوط «الترام» العتيقة مع تحديثها بعربات جديدة.
ووصف الدكتور مصطفي الفقي، هذه المدينة العريقة في افتتاحية العدد الجديد من ذاكرة مصر، بأنّها «العروس في ثوبها الجديد».
ويعدّ المتحف اليوناني الروماني، أحد أهم معالم مدينة الإسكندرية، وافتتح رسميا عام 1892، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان الهدف من تشييده هو حفظ الآثار المكتشفة في الإسكندرية. ووفق وزارة السياحة والآثار المصرية فإنّ المتحف ضمّ في البداية 11 قاعة لتتابع إضافة القاعات حتى وصل عددها بعد التطوير الذي حصل في عام 1984، إلى 27 قاعة بالإضافة إلى الحديقة المتحفية.
ويرجع تاريخ معظم مقتنيات المتحف إلى الفترة الممتدة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، وتشمل العصرين البطلمي والروماني وكذلك العصر القبطي.
وتعدّ محطة مصر في الإسكندرية الأقدم في الشرق الأوسط وأفريقيا وأُنشئت عام 1856 مع إنشاء أول خط سكة حديد يربط الإسكندرية بالقاهرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني. أمّا جامعة الإسكندرية التي أُنشئت عام 1938 فيتميز مبناها الإداري التراثي ذو اللون الأحمر بواجهة معمارية فريدة.
ووفق الدكتور سامح فوزي، رئيس تحرير مجلة «ذاكرة مصر» فإنّ العدد الجديد لا يكتفي بالاهتمام ببعض معالم الإسكندرية التراثية فقط، بل يتضمّن أيضا تسليط الضوء على الفن القبطي بعد مرور ألفي عام على بدايته، بجانب اللوحة الجامعة الخطية في عصر أسرة محمد علي، ويبرز إحدى المهن التراثية المصرية المعرضة للانقراض وهي (بائع اللبن الطواف)، مشيراً إلى أنّ «المجلة تهتمّ في كل عدد بتسليط الضوء على إحدى المهن المعرضة لخطر الانقراض مع تنامي الوسائل التكنولوجية الحديثة».
وتضم المجلة في عددها الجديد أيضا المراسيم الملكية، ونظام الخدمة العسكرية في عهد محمد علي وخلفائه، وتاريخ كرة اليد المصرية، بمناسبة تنظيم مصر بطولة كأس العالم لكرة اليد خلال شهر يناير الحالي، كما تتناول رحلة الفنان الراحل رخا، أول فنان كاريكاتير مصري (1910 - 1989)، وكذلك مئوية الفنان فريد شوقي، الذي أثرى السينما المصرية على مدار تاريخه.
ويقول فوزي لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص على تحقيق التنوع في أعداد المجلة بشكل تبادلي مع الأعداد الخاصة، ففي العدد السابق أصدرنا عدداً خاصاً عن تاريخ الأوبئة، وفي العدد الخاص المقبل، (عدد الشتاء) سنصدر ملفاً خاصاً عن نهر النيل بداية من منابعه وجغرافيته، وحتى الأغاني الشعبية المصرية المرتبطة به».
يشار إلى أنّ «ذاكرة مصر» احتفت في عددها الأربعين الذي صدر في شهر يونيو (حزيران) الماضي بمئوية الملك فاروق الأول (1920 - 1965) آخر حكام الأسرة العلوية في مصر، وضمّ العدد مقالات تحليلية، وصوراً تسرد حياة فاروق منذ بداياته ونشأته وشبابه وهواياته، وحتى نهايته في منفاه.
وسبق لمجلة «ذاكرة مصر» الاحتفاء برؤساء وزعماء مصريين بمناسبة ذكرى مئوية ميلادهم خلال السنوات الماضية على غرار الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات.
وصدر العدد الأول من مجلة «ذاكرة مصر» (دورية ربع سنوية)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2009. وتتميز المجلة بموضوعاتها ذات الطابع الثقافي الذي يجمع بين السياسة والتاريخ والاقتصاد والمجتمع المصري بعاداته وتقاليده وهواياته واتجاهاته واهتماماته المختلفة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.