حزب تونسي معارض يتهم الغنوشي بمحاولة «إلغاء المؤسسات»

رئيس «الدستوري الحر» قالت إنه يتوجه نحو «الحكم الفردي» للبرلمان

حزب تونسي معارض يتهم الغنوشي بمحاولة «إلغاء المؤسسات»
TT

حزب تونسي معارض يتهم الغنوشي بمحاولة «إلغاء المؤسسات»

حزب تونسي معارض يتهم الغنوشي بمحاولة «إلغاء المؤسسات»

اتهم الحزب الدستوري الحر المعارض، الذي تتزعمه عبير موسي، راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي بالتوجه نحو الحكم الفردي وإلغاء المؤسسات، وذلك بعد أن «تعمد الغنوشي عدم الدعوة لعقد مكتب المجلس للنظر في الملفات المتراكمة، وتحديد المواعيد الهامة المرتبطة بآجال قانونية طبق النظام الداخلي» للبرلمان.
وقالت موسي إن رئيس البرلمان لم يجتمع بمكتب المجلس منذ الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو ما أدى إلى فوات آجال عدة قضايا مهمة، ومنها تحديد مواعيد مناقشة اللوائح البرلمانية المطروحة، وتنظيم إجراءات الجلسات العامة، التي ستنظر في تلك اللوائح. مضيفة أن كتلة الحزب الدستوري الحر البرلمانية تقدمت بمشروع لائحة تطالب البرلمان بإصدار موقف يدين العنف ضد النساء، والالتزام بالمحافظة على حقوقهن المكتسبة، والتمسك بقانون الأحوال الشخصية ودعمه، إضافة إلى تطوير التشريعات لفائدة المرأة، والتصدي لمحاولات التراجع عن النموذج المجتمعي التونسي، «غير أن رئاسة البرلمان لم تكترث للأمر، ولم تتابع الإجراءات المطلوبة، خاصة أن الأجل الأقصى لمناقشتها والتصويت عليها يصادف السادس من يناير (كانون الثاني) المقبل، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك حتى الآن، على حد تعبيرها.
واتهمت موسي رئيس البرلمان الغنوشي بـ«رفض الدعوة لانعقاد المكتب، وتهربه المفضوح من تحديد موعد جلسة عامة لمناقشة اللائحة التي تدين العنف ضد النساء، وغيرها من القضايا الحارقة، رغم مراسلته في هذا الغرض»، على حد قولها.
وكان الحزب «الدستوري الحر»، الذي يدعو إلى إخراج ممثلي الإسلام السياسي، قد قاد نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي حملة برلمانية لسحب الثقة من الغنوشي. غير أنه لم يحصل سوى على 97 صوتا، ولم يتمكن من بلوغ الأغلبية المطلقة المقدرة دستوريا بـ109 صوتاً.
على صعيد متصل، من المنتظر أن يعرض الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية، تركيبة المكتب التنفيذي للحركة على مجلس الشورى، المزمع انعقاده اليوم (الخميس)، حيث أكدت مصادر مقربة من الحزب أن الغنوشي اختار التركيبة، وأنه سيتولى قيادة المكتب الذي سيتولى تصريف الأعمال إلى غاية انعقاد المؤتمر 11 للحركة، الذي تم تأجيله بعد أن كان منتظراً نهاية السنة الحالية.
لكن سمير ديلو، القيادي في حركة النهضة، قال إن ما قام به الغنوشي «لا علاقة له بالحوار... صحيح أنه استمع إلى عدد من الآراء. ولكن ليس هناك ما يوحي بأنه سيأخذ بعين الاعتبار ما استمع إليه بأي شكل من الأشكال». مضيفا أن عملية الاختيار «تمت بشكل منفرد»، وأن الغنوشي «اتبع تمشيا أحادياً، حيث استمع للمقربين منه فقط»، وهو ما يعني أن التركيبة المختارة ستكون بعيدة عن منطق التوافق، وأنه لن تكون هناك بوادر لحل الأزمة بين التيار المطالب بالإصلاح، والتيار المحافظ الداعم للتمديد لرئيس الحركة.
ويرى مراقبون أن الغنوشي يحاول من خلال اختيار أعضاء المكتب التنفيذي تأمين جبهة داخلية، وحزام من الموالين له داخل هذا المكتب، خاصة في ظل تصاعد حالة الغضب، وعدم الرضا من قواعد الحركة وبعض قادتها، بسبب التأجيل المتواصل للمؤتمر الـ11 للحزب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.