رحيل بيير كاردان... شيخ مصممي الأزياء في باريس

أنزل الموضة من برجها العاجي ووضع اسمه على مختلف البضائع

بيير كاردان وخلفه فساتين من تصميمه خلال افتتاح متحف بيير كاردان في باريس (أ.ب)
بيير كاردان وخلفه فساتين من تصميمه خلال افتتاح متحف بيير كاردان في باريس (أ.ب)
TT

رحيل بيير كاردان... شيخ مصممي الأزياء في باريس

بيير كاردان وخلفه فساتين من تصميمه خلال افتتاح متحف بيير كاردان في باريس (أ.ب)
بيير كاردان وخلفه فساتين من تصميمه خلال افتتاح متحف بيير كاردان في باريس (أ.ب)

عن 98 سنة، رحل مصمم الأزياء الفرنسي بيير كاردان، أمس، حسبما أعلنت عائلته لوكالة الصّحافة الفرنسية. وكان الرّاحل من أشهر الأسماء التي طبعت أناقة النساء والرجال بطابعها في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. واعتاد في سنواته الأخيرة أن يصف نفسه بأنّه «ديناصور»، وواصل تقديم مجموعاته والإشراف حتى النهاية على إمبراطورية الأزياء والبضائع الراقية التي تحمل توقيعه.
وُلد كاردان في إيطاليا لوالدين مزارعين هاجرا إلى فرنسا هرباً من الفاشية. وكان الأصغر بين 7 أبناء. وهو قد بدأ العمل خياطاً في سن الرابعة عشرة وتمكن من تحقيق أقصى ما يمكن من نجاح في بلد المهجر بحيث جرى انتخابه في الأكاديمية للفنون. وبفضل اتساع نشاطه تعاملت وسائل الإعلام الباريسية معه بوصفه الرجل الخارق. فهو المصمم الذي تعدت شهرته حدود بلاده وانتشر اسمه في أربعة أطراف العالم. وقد اختارته منظمة «اليونيسكو» سفيراً للنوايا الطيبة. ذلك أنّه كان متعدّد الاهتمامات، فهو فنان وخياط يعشق الجمال، وصاحب مطعم «مكسيم» الشهير في باريس مع فروعه في العالم، وتاجر يملك شركات تنتج مئات البضائع التي تحمل اسمه، من أقلام الحبر حتى الشباشب. وهناك من يرى أن كاردان جمع شهرة تشبه انتشار مشروب «كوكا كولا» في القارات. وهو أيضاً واحد من القلائل الذين امتد بهم العمر حتى شاهد، بأم عينيه، متحفاً يحمل اسمه وهو ما زال على قيد الحياة.
كان كاردان أوّل من شحن طائرة بالفساتين الجميلة والعارضات العالميات وسافر بها إلى بكين ليقدم عرضاً للأزياء في العاصمة الصينية الشيوعية التي لم تكن بعد قد انفتحت على الغرب. وقد تمكّن من أن يجعل عارضاته يتمخطرن على جدار الصين العظيم. ومن الصين طارت العارضات إلى عدد من البلاد التي ألهمته خطوطه وألوانه وأقمشته. ويُشهد له أنّه أعلن في تسعينات القرن الماضي رغبته بتقديم عرض للأزياء في العاصمة بغداد، لكي يكسر الحصار الدُّولي المفروض على العراق.
بنى الرجل إمبراطورية مالية ضخمة. ولم يتزوج. وكثيراً ما تساءل المقربون منه عمّن سيرث المليارات بعد رحيل المصمم العجوز. فرغم استمراره بالعمل كل يوم، واستيقاظه في الصباح الباكر ليشرف على إمبراطوريته، فقد كان من الواضح في السنتين الأخيرتين أن التعب تسلّل إلى القامة الطويلة النحيلة. كان معتاداً أن يخرج على المنصة ليحيّي الجمهور، في نهاية كل عرض، مرتدياً بدلة سوداء مع منديل حريري في جيب الصدر. لكنّه في عرضه الأخير الذي قدمه عام 2016 قابل جمهوره مرتدياً حذاءً من القماش وسترة بنيّة فوق قميص بمربعات كبيرة، كأنّه خارج لينزّه كلبه على الرصيف.
اختار كاردان أن يقدم آخر عروضه للأزياء الراقية «هوت كوتور» في قصره في منطقة «فوكلوز». وهو القصر الذي كان منزلاً للماركيز دو ساد. وفي ذلك العرض قدم 200 زي عابر للمواسم، تختصر مسيرته على مدى 70 عاماً. وخلال تلك السنوات رحل رفاقه من كبار المصممين: ديور وكوريج وكارفن وسان لوران وجيفنشي وكينزو، ولم يبق من الكبار سوى باكو رابان، المصمم الإسباني الأصل الفرنسي الإقامة.
بدأ كاردان حياته العملية، عام 1947، متدرباً لدى «كريستيان ديور»، الرجل الذي كان القامة الأعلى في ميدان الأزياء الرّاقية. وفي بداياته، قدّم تنورات كلاسيكية ضيّقة ومستقيمة وبدلات رجالية ذات لون كحلي أو بنّي. هذا فيما يخص النهار، أمّا أناقة الليل فقد أرادها حريرية وهفهافة. وكان يقول إنّه يميل للفساتين ذات الثنيات الكثيرة. فقد كانت تصاميمه بسيطة لكن القَصة المميزة تمنحها انسدالاً جميلاً، لا سيما حين يكون القماش مختاراً من خامات رقيقة. وبعد ثلاث سنوات افتتح داراً للأزياء تحمل اسمه في الدائرة الثامنة من باريس.
غاب كاردان عن عدد من المواسم في سنوات سبقت عرضه الأخير. وقيل إنّه تقاعد وسيبيع دار الأزياء الخاصة به، كما انتشرت أخبار عن بيعه لمطعمه في باريس. لكنّ ماريز غاسبار، المديرة المسؤولة عن مجموعات «الهوت كوتور»، أكّدت أنّ مسيو كاردان ينفّذ تصاميم عروضه بنفسه ويتولى تضبيط الثياب على أجسام العارضات من دون الاستعانة بمساعدين. وهو أمر دفع الصّحافة إلى إغراقه بالمدائح التي ردّ عليها، بكل تواضع: «هذه هي الموهبة».
لم يتوقف كاردان عند حدود الصين بل اخترق روسيا ونثر فيها أزهار الأناقة الباريسية. وعن سبب اهتمامه بموسكو منذ سنوات طوال، قال إنّ الروس يملكون تاريخاً ممتداً من الموسيقى والعمارة والمجوهرات وفن «الباليه»، وهو، بوصفه سفيراً لـ«يونيسكو»، المنظمة الدّولية المعنية بالتربية والثّقافة والعلوم، وكذلك بوصفه عضواً في الأكاديمية الفرنسية للفنون، فإنّ التعامل مع روسا أمر طبيعي، عدا عن أنّ العلاقات التجارية معها تتوطد باستمرار. والحقيقة أنّه لم يكن طارئاً على موسكو ولم يمدّ لها اليد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بل بدأ التعاون معها منذ 40 سنة. وقد نقل إلى هناك مصانع الثياب التي يملكها، مستفيداً من الخبرات العريقة في الخياطة والتطريز ومن رخص الأيدي العاملة.
خلال حياته العملية المديدة، سخر بيير كاردان من قانون التقاعد الفرنسي الذي يمنح للموظف والعامل حق التوقف عن العمل في منتصف الستينات من العمر. وكان يؤمن بأنّ من حق الإنسان أن يستمر في النّشاط ما دام كان قادراً عليه. كان التصميم هو المخدر الذي يبقيه على قيد التنفس. وفي عام 2017، افتتح متجراً جديداً في شارع «روايال» في باريس، قريباً من ساحة «الكونكورد». كما كان يرى نفسه الرّائد الذي أنزل الموضة من برجها العاجي، وذلك عندما قدّم قبل نصف قرن أول مجموعة للثياب الجاهزة، فانخفضت أسعار القطع وباتت في متناول فئات أوسع من الزبائن. وكان يحبّ أن يكرّر: «أنا من جعل الموضة ديمقراطية».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».