2020... عام مميز من التقنيات لخدمة مليارات المستخدمين

أنقذت العالم خلال مرحلة الحجر المنزلي... وجيل جديد من أجهزة الألعاب الإلكترونية

ساعدت التقنية الموظفين والطلاب على العمل والدراسة عن بُعد خلال مرحلة الحجر المنزلي الوقائي
ساعدت التقنية الموظفين والطلاب على العمل والدراسة عن بُعد خلال مرحلة الحجر المنزلي الوقائي
TT

2020... عام مميز من التقنيات لخدمة مليارات المستخدمين

ساعدت التقنية الموظفين والطلاب على العمل والدراسة عن بُعد خلال مرحلة الحجر المنزلي الوقائي
ساعدت التقنية الموظفين والطلاب على العمل والدراسة عن بُعد خلال مرحلة الحجر المنزلي الوقائي

شهد العام 2020 جهودا جبارة فيما يتعلق بالتقنية، حيث استنفرت التقنية لخدمة المستخدمين خلال مرحلة الحجر المنزلي الوقائي للعمل والدراسة عن بعد، وما يصاحب ذلك من مخاطر أمنية متعلقة بعدم حماية الشبكات المنزلية والأجهزة الشخصية من القراصنة الرقميين. وانطلقت في هذا العام شبكات الجيل الخامس للاتصالات بشكل موسع، صاحبها طرح هواتف جوالة تدعم السرعات الهائلة لنقل البيانات والاتصال بالإنترنت، وتقديم العديد من الهواتف المبتكرة وكومبيوتر محمول بشاشات تنثني. كما شهدنا انطلاق أجهزة الجيل الجديد للألعاب الإلكترونية بعد مرور 7 أعوام على انطلاق الجيل السابق. ونستعرض في هذا الموضوع أبرز ما شاهدناه في عالم التقنية خلال عام فريد من نوعه.

هواتف ذكية وأجهزة محمولة

شهدنا طرح العديد من الهواتف الجديدة في هذا العام بتركيزها على تبني تقنيات الجيل الخامس للاتصالات الذي يقدم سرعات اتصال بالإنترنت فائقة، إلى جانب رفع جودة المكالمات. وبدأنا نلاحظ انطلاق الهواتف الذكية التي تدعم شبكات «واي فاي 6» ذات السرعات العالية، الأمر الذي يرسم مستقبل سرعات الاتصال المحمولة المقبلة. كما طرحت العديد من الشركات هواتف تنثني شاشاتها بطرق مبتكرة، مثل الطي أفقيا أو طوليا، وتم تطوير نظم التشغيل لتحاكي الوظائف الجديدة المتعددة لهذه الهواتف لتصبح أكثر فائدة، نذكر منها «غالاكسي زيد فليب» و«غالاكسي زيد فولد 2» و«موتورولا ريزر»، وغيرها. وبالحديث عن «موتورولا»، قدمت الشركة هاتف «إيدج بلاس» الذي يقدم أكبر بطارية لهواتف الجيل الخامس للاتصالات تبلغ شحنتها 5000 ملي أمبير – ساعة، متساوية مع هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 20 ألترا».
كما أطلقت «آبل هاتف «آيفون 12» بمواصفات أفضل مقارنة بالإصدار السابق وبشاشة «أوليد» يصل قطرها إلى 6.7 بوصة ودعم لشبكات الجيل الخامس للاتصالات والشحن اللاسلكي. ويقدم نظام التشغيل «آي أو إس 14» المطور تصميما جديدا لشاشة البداية، وتنظيما آليا للتطبيقات على شكل فئات تتوزع بين الترفيه والتواصل الاجتماعي، ومشاهد بصرية تغطي نحو 80 في المائة من شاشة الاتصال عوضا عن التحديق بشاشة سوداء كبيرة عندما يكون المتصل يتكلم عبر مكبر الصوت، وتحديثات في تطبيقات الخرائط والترجمة، والقدرة على تشغيل سيارات «بي إم دبليو الذكية الجديدة عبر الهاتف.
وكان التركيز كبيرا على الكومبيوترات والأجهزة المحمولة في هذا العام بسبب الطلب الهائل عليها جراء العمل والدراسة عن بعد. وقدمت العديد من الشركات أجهزة مختلفة ذات أسعار بمتناول الجميع، إلى جانب تقديم بعض الابتكارات خلال العام، منها كومبيوتر «لينوفو ثينكباد إكس 1 فولد» ThinkPad X1 Fold المحمول الذي يقدم شاشة كبيرة بقطر 13.3 بوصة دون لوحة مفاتيح، بحيث يمكن طيها والكتابة على لوحة المفاتيح الرقمية أو استخدام الجهة السفلية لأغراض أخرى مبتكرة.

أجهزة الألعاب الإلكترونية

وتم إطلاق أجهزة الجيل الجديد من الألعاب الإلكترونية في هذا العام، والتي شملت جهاز «إكس بوكس سيريز إكس» ونسخته الخالية من الأقراص المسماة «إكس بوكس سيريز إس»، و«بلايستيشن 5» ونسخته الخالية من الأقراص. وقدمت هذه الأجهزة تطويرات كبيرة على سرعات تحميل البيانات من وحدات التخزين المدمجة ومستويات رسومات متقدمة جدا، إلى جانب الصوتيات التجسيمية بتقنيات حديثة مبهرة. وقامت مجموعات من التجار والأفراد باستغلال الطلب العالي على هذه الأجهزة في فترة إطلاقها، واشترت أعدادا كبيرة من الأجهزة وقامت ببيعها بأسعار مضاعفة بسبب انخفاض أعدادها في الأسواق. ووصل الحد بالبعض إلى بيع علب فارغة للأجهزة أو صورة لها في مواقع المزادات الرقمية لقاء مبالغ كبيرة، وذلك في محاولات لخداع المشترين المتحمسين للعب.
كما لوحظ ازدياد اهتمام شركات تطوير الألعاب بتعريب ما تقدمه في المنطقة العربية، وجاء ذلك على شكل تقديم المزيد من الألعاب باللغة العربية، وحتى تعريب مؤتمراتها (مثل شركة «يوبيسوفت» ومؤتمرها «فورووارد») ومشاركة اللاعبين العرب في البطولات الإلكترونية العالمية.

التقنية في زمن «كورونا»

يمكن اعتبار أن أبرز فائدة للتقنية أتت في الأوقات العصيبة، وخصوصا فترة الحجر المنزلي الوقائي الناجم عن انتشار فيروس «كوفيد - 19»، حيث اضطر الناس للاعتماد عليها بشكل كبير للدراسة والعمل والتواصل والترفيه. ولاحظنا تطور منصات الدراسة لتقدم الدروس بشكل تقليدي في البداية، ومن ثم تتطور وتصبح تفاعلية بين الطلاب والمدرسين، وتصل إلى مرحلة ناضجة تسهل الأمور على الطرفين، مثل قدرة الأنظمة على تصحيح أسئلة الامتحانات آليا بعد اختيار كل طالب لإجاباته، وقدرة الطلاب على العمل المشترك على المشاريع الدراسية ومعاودة مشاهدة تسجيلات الدروس في حال لم يفهموا فكرة ما، الأمر الذي لم يكن موجودا في السابق.واستطاعت منصات الاجتماعات تطوير خدماتها لتتسع لأعداد أكبر من موظفي الشركات وتطور آلية عرضها لتتسع للمشاركين الذين وصل عددهم إلى المئات في الاجتماعات الكبيرة للمكاتب عبر عدة بلدان. ونذكر كذلك توفير التقنية القدرة للموظفين الذين تم تسريحهم من أعمالهم جراء الجائحة القدرة على العمل على أي مشروع عن بعد والحصول على دخل من أي مكان في العالم.
كما لوحظ ازدياد الإقبال على خدمات بث المسلسلات والأفلام عبر الإنترنت جراء إغلاق صالات السينما، الأمر الذي اضطر بالكثيرين إلى الاستعاضة عن ذلك بالاشتراك بتلك الخدمات لمتابعة كل جديد. ونجم عن إغلاق صالات السينما إطلاق الأفلام الجديدة مباشرة عبر منصات البث الرقمية المختلفة، الأمر الذي جعل المستخدمين يرغبون الاشتراك بها بشكل أكبر من السابق. وبدأ الفنانون بتقديم حفلات موسيقية «منزلية» لمعجبيهم، مع تدريب أعضاء الفرق على الأغاني الجديدة مع بعضهم البعض عبر الإنترنت، ومشاركة الملفات الصوتية ضخمة الأحجام لآلاتهم وأصواتهم بين مهندسي الصوتيات الذي يعملون من منازلهم على أعداد الألبومات الجديدة للفنانين.ولكن هذا الإقبال متسارع النمو تسبب في ازدياد الضغط على شبكة الإنترنت، وخصوصا في الدول ذات البنية التحتية الرقمية الضعيفة. وتسبب هذا الأمر بأعباء مالية إضافية على العائلات ذات الدخل المتدني وحتى المتوسط، ذلك أن العائلة أصبحت مضطرة لشراء عدة كومبيوترات محمولة إن كان لديها عدة أطفال يدرسون عبر الإنترنت في الفترة ذاتها. ومن المخاطر التي نجمت عن الاستخدام الموسع للأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت في تلك الفترة تزايد هجمات القراصنة على الطلاب والموظفين الذين لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لتأمين وحماية شبكاتهم المنزلية وأجهزتهم الشخصية من محاولات الاختراق، وعدم وجود البرامج اللازمة للحماية على أجهزتهم. وظهرت خلال أول 5 أشهر من عام 2020 بعض الأساليب الهجومية والتخريبية المبتكرة التي من شأنها أن تسمح للمهاجمين مفاجأة المستخدمين الذين يجب أن يظلوا متيقظين للحيل الخبيثة القائمة على استغلال الجائحة، ويحرصوا على اتباع القواعد الأساسية للأمن الرقمي. وعلى صعيد الهجمات في المنطقة العربية، شهد العام 157475 هجوماً تخريبيا على مستخدمي الهواتف الجوالة في السعودية في الفترة الممتدة بين بداية يناير (كانون الثاني) ونهاية مايو (أيار) 2020. وازدادت الهجمات في فترة الإغلاق الناجم عن «كوفيد - 19» بمعدل 35 ألف هجوم. ووصلت أعداد الهجمات إلى 220 ألفا في مصر، و70 ألفا في الإمارات، و20 ألفا في الكويت، و15 ألفا في عمان.
وقدمت السعودية مجموعة من المنصات المتخصصة، منها «خريطة كورونا» التي توفر معلومات غنية حول الفيروس وإحصاءات حول العالم ومحتوى تثقيفي وتوعوي للمستخدمين ودليلا عن مستشفيات العزل في السعودية، وغيرها. وأطلقت المملكة أيضا «بشاير بوت» BashairBot الذي يعتبر مساعدا افتراضيا يعمل بتقنية الذكاء الصناعي Artificial Intelligence AI للرد على كافة الاستفسارات والتساؤلات المتعلقة بالفيروس باللغتين العربية والإنجليزية، والذي يقدم خدمات لمساعدة المستخدمين من خلال التواصل معهم حول ما يخص الفيروس والرد على استفساراتهم المختلفة، ومعالجة المحادثات المتعلقة بالفيروس بشكل فوري على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.



«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

متجر هواوي في شنغهاي
متجر هواوي في شنغهاي
TT

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

متجر هواوي في شنغهاي
متجر هواوي في شنغهاي

في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» (Mate 70).

قفزة «هواوي» التقنية

وكتب كل من ميغان توبين من تايبيه، وجون ليو من سول(*)، أن شركة التكنولوجيا العملاقة «هواوي» حققت قفزة كبرى، العام الماضي، نحو قمة سوق الهواتف الذكية في الصين، عندما أطلقت «مايت 60 برو» (Mate 60 Pro)، وهو هاتف يحتوي على شريحة كمبيوتر صغيرة أكثر تقدماً من أي شريحة كمبيوتر صنعتها شركة صينية سابقاً.

وأصبحت الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية من «هواوي» رمزاً في الصراع بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على التكنولوجيا المتقدمة. لقد أمضى صناع السياسات في واشنطن سنوات في محاولة منع الشركات الصينية من القدرة على صنع نوع الشريحة التي تستخدمها «هواوي» في هاتفها «Mate».

انتصار تقني ضد القيود الأميركية

لكن «هواوي» مضت قدماً، وصقل ذلك الهاتف صورتها بصفتها زعيمة وطنية، منتصرة في مواجهة القيود الأميركية. وأضحى كل المتسوقين في الصين متحمسين لشراء هاتف بمكونات متطورة جرى تصنيعها بالكامل في بلادهم. وتمكَّنت «هواوي» من جذب العملاء الصينيين الذين كانوا في السابق أكثر ميلاً لشراء أجهزة «آيفون»، ما أدى إلى تآكل أهم سوق لشركة «أبل» خارج الولايات المتحدة.

جيل مطور من الهواتف الصينية

وكشفت «هواوي»، الثلاثاء، عن الجيل التالي من هذا الهاتف (سلسلة «مايت 70») من مكاتبها في شنتشن بجنوب شرقي الصين. ووصف ريتشارد يو، رئيس مجموعة المستهلكين في «هواوي»، الجهاز الرائد بأنه «أذكى» هاتف «مايت».

ميزة الدعم بالذكاء الاصطناعي

وبدعم من نظام التشغيل المحلي «HarmonyOS Next»، الذي جرى إطلاقه رسمياً الشهر الماضي، تحتوي سلسلة «مايت 70» على وظائف مدعمة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي المُحسن والنسخ المباشر وترجمة المكالمات الهاتفية.

وتجدر الإشارة إلى أن «أبل» لم تُطلق بعد ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الصين.

* خدمة «نيويورك تايمز».

اقرأ أيضاً