تفاؤل في طرابلس بتطوير العلاقات مع مصر

قوات «الوفاق» تؤكد استمرار تعاونها العسكري مع تركيا

وزير الدفاع التركي خلال زيارته السبت إلى طرابلس لتأكيد دعم بلاده لقوات {الوفاق} (أ.ب)
وزير الدفاع التركي خلال زيارته السبت إلى طرابلس لتأكيد دعم بلاده لقوات {الوفاق} (أ.ب)
TT

تفاؤل في طرابلس بتطوير العلاقات مع مصر

وزير الدفاع التركي خلال زيارته السبت إلى طرابلس لتأكيد دعم بلاده لقوات {الوفاق} (أ.ب)
وزير الدفاع التركي خلال زيارته السبت إلى طرابلس لتأكيد دعم بلاده لقوات {الوفاق} (أ.ب)

التزمت السلطات المصرية الصمت، أمس، حيال التفاؤل الذي عبرت عنه حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، وعدد من الشخصيات السياسية، بعد إنهاء وفد رسمي مصري رفيع المستوى أول زيارة له من نوعها إلى العاصمة الليبية طرابلس منذ عام 2014.
وقال أحمد معيتيق، نائب السراج، إن اجتماعه مع الوفد المصري أكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتطويرها بما يخدم المصلحة المشتركة، مشيراً إلى أنه تم خلال الاجتماع تأكيد ضرورة التنسيق المشترك لتفعيل عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في المجال الاقتصادي والأمني، والاتفاق على استئناف عمل السفارة المصرية بطرابلس في أقرب وقت، ودراسة عودة رحلات الطيران بين المطارات الليبية والمصرية.
وفي السياق ذاته، أجرى أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية الوفاق محمد سيالة، ناقشا فيه -وفقاً لما أعلنه محمد القبلاوي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في حكومة «الوفاق»- الملف الليبي ودعم الاستقرار، مشيراً إلى أن شكري عبر عن شكره لحفاوة استقبال الوفد المصري في العاصمة طرابلس، وأعرب عن أمله في أن تكون الزيارة «خطوة جدية لاستمرار التعاون بين الجانبين».
ولم يصدر أمس أي تعليق رسمي مصري بشأن الزيارة، لكن القبلاوي نفى مساء أول من أمس، في تقارير إعلامية، وجود شروط قدمها الوفد المصري، ووثيقة طالب الطرف الليبي بالقبول بها، معتبراً أن الغرض من الزيارة كان هو التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها، والتعاون بين البلدين في مجالات عدة.
وقال القبلاوي إن الوفد المصري الذي استهل اجتماعاته خلال زيارته إلى طرابلس بلقاء وزير الخارجية محمد سيالة، ناقش مجالات التعاون بين البلدين كافة، والاتفاق على تطويرها لآفاق أرحب، وتذليل جميع العقبات لضمان الظروف المناسبة لتواصل الشعبين الشقيقين، موضحاً أن الوفد المصري وعد الجانب الليبي بإعادة عمل السفارة من داخل العاصمة طرابلس في أقرب الآجال. كما تم الاتفاق على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية الليبية للعاصمة المصرية القاهرة، بالإضافة لبرمجة سلسلة من الاجتماعات بين الخبراء والمختصين في البلدين من وزارتي الخارجية، والوزارات الأخرى، لتحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها هذه الزيارة.
ووزعت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق صوراً لجهود الدوريات التابعة للإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية في تأمين وحماية الوفد المصري الذي زار العاصمة طرابلس، بما فيها تفقده لمقر السفارة المصرية هناك.
وسعى حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لتوظيف الزيارة التي رحب بها، وعدها في بيان له أمس «بادرة طيبة من السلطات المصرية، وخطوة إيجابية في اتجاه فتح قنوات التواصل، بما يدعم الاستقرار، ويخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين».
وأكد الحزب أن اختلاف المواقف بين البلدين الجارين «مهما اشتد وطال، فإن الروابط المتينة بين شعبينا الشقيقين اللذين تجمعهما حدود مشتركة، وعلاقات ضاربة في عمق التاريخ، تجعل التواصل والتعاون أمراً لا مناص منه، وعاملاً أساسياً لتحقيق الاستقرار المحلي والإقليمي».
وعبر الحزب عن أمله في البناء على هذه الزيارة، لتطوير التواصل بما يرجع العلاقات الكاملة بين الدولتين ويرسخها، ويدعم المصالح المشتركة. ودعا مصر إلى تقديم مزيد من الدعم للمسار السياسي، وتكثيف الجهود للعب دورها المهم مع دول الجوار للدفع بليبيا للخروج من أزمتها.
ودخل عبد الحكيم بلحاج، القيادي السابق بالجماعة الليبية المقاتلة رئيس حزب الوطن، على الخط ببيان بارك فيه الجهود التي أسهمت في إنجاح زيارة الوفد المصري الرسمي إلى طرابلس، وأعلن دعمه لما وصفه برغبة القاهرة في انفتاحها على أطراف الأزمة الليبية كافة، بما يسهم في تثبيت وحدة البلاد. كما عبر عن تأييده لكل الجهود التي تسعى لتجنيب طرابلس الحرب مجدداً، وإنهاء حالة الانقسام السياسي، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من مناطق ليبيا كافة.
وأنهى وفد مصري ضم مسؤولين أمنيين زيارة إلى العاصمة طرابلس هي الأولى من نوعها منذ سنوات، التقى خلالها مع مسؤولين من حكومة الوفاق المعترف بها دولياً. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في جهاز المخابرات المصرية أن الوفد المصري ضم نائب رئيسه، ومسؤولين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع.
إلى ذلك، قال صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة الوفاق، إنه ناقش في طرابلس مع عميد بلدية مصراتة، محمود السقوطري، وعدد من أعضاء مجلسها البلدي، مساء أول من أمس، تطوير المؤسسات العسكرية والتدريبية داخل البلدية، وتدشين مراكز لتدريب وصقل القوات المساندة ودمجها بالمؤسسة العسكرية.
وأشاد النمروش بما وصفه بـ«الدور الوطني» لمصراتة، كونها «ركيزة أساسية في ملاحم الكفاح الوطني، وصد العدوان على طرابلس، وإنهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي في سرت، ضمن عملية (البنيان المرصوص) عام 2016».
وأعادت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات الوفاق نشر صور بثتها وزارة الدفاع التركية، تُظهر جانباً من عمليات التدريب على الدفاع تحت الماء، والتدريب التطبيقي لسفن خفر السواحل وعناصر قوات الوفاق، ضمن برنامج تدريبي ينفذه الجيش التركي في إطار مذكرة التعاون الأمنية العسكرية المبرمة بين الطرفين.
إلى ذلك، أكد «ملتقى برقة الجامع»، في اجتماعه الأول من نوعه، على دعم الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، ومساره التفاوضي في لجنة «5+5». كما أعلن موافقته على أي حوارات أو شخصيات يوافق عليها لحل الأزمة الليبية، ودعا لإجراء الانتخابات في موعدها المتفق عليه، نهاية العام المقبل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.