وباء «كورونا» يفاقم الاضطرابات النفسية للمهاجرين

مهاجرون سوريون في انتظار حافلات تقلهم من حدود المجر إلى داخل النمسا (أرشيف - إ.ب.أ)
مهاجرون سوريون في انتظار حافلات تقلهم من حدود المجر إلى داخل النمسا (أرشيف - إ.ب.أ)
TT

وباء «كورونا» يفاقم الاضطرابات النفسية للمهاجرين

مهاجرون سوريون في انتظار حافلات تقلهم من حدود المجر إلى داخل النمسا (أرشيف - إ.ب.أ)
مهاجرون سوريون في انتظار حافلات تقلهم من حدود المجر إلى داخل النمسا (أرشيف - إ.ب.أ)

أدى وباء «كوفيد - 19» إلى تفاقم الاضطرابات النفسية التي لوحظت لدى المهاجرين الشباب بسبب رحلة الهجرة الشاقة في كثير من الأحيان، ونتيجة زيادة العزلة، وفق ما قالت باحثتان في علم الاجتماع في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي أوروبا، غالباً ما يكون الوضع الاجتماعي والإداري للمهاجرين متفاوتاً، فبعضهم أكمل دراسته والبعض الآخر لم يكملها. ومن ناحية أخرى، يتمتع هؤلاء المهاجرون بسمة مشتركة تتمثل في كونهم صغاراً في السن إذ بلغ متوسط العمر 29 عاماً في 2019 وفقاً لهيئة الإحصاء الأوروبية (يوروتسات)، كما أنهم في وضع محفوف بالأخطار وفق باتريسيا لونكل، الأستاذة في علم الاجتماع في كلية الدراسات المتقدمة في الصحة العامة في رين (غرب فرنسا).
وتقود هذه الباحثة مع أليسيا لوفيبور، عالمة الاجتماع ومديرة الدراسات في الكلية، مشروع بحث حول صحة المهاجرين الشباب قدمتاه على موقع «ذي كونفرسيشن».
وأكدت لونكل أن الصحة العقلية للمهاجرين على المحك، حيث يعاني 38 في المائة منهم اضطرابات نفسية.
وأضافت: «لقد مروا بتجارب صادمة أثناء رحلة الهجرة وهم معرضون لأمراض عقلية ونفسية وجسدية».
وتابعت: «قد يواجه أولئك المهاجرون نوبات قلق أو هلوسة ناتجة عن الضغط المرتبط بعدم اليقين».
ومنذ بداية الأزمة الصحية، ازداد الشعور بانعدام الأمن بين المهاجرين. وفي بعض الأحيان، لم يكن يتوافر الغذاء لهم كما ازدادت عزلتهم بشكل حاد.
وقالت أليسيا لوفيبور: «لقد وجد المهاجرون أنفسهم متروكين لتدبير أمورهم بأنفسهم. واضطرت العديد من الجمعيات الصغيرة لتعليق نشاطها كما تفاقم شعور المهاجرين بالعزلة والتشرد أكثر».
كذلك، توقفت كل المساعدات غير الرسمية مثل ورش العمل وتقديم الألعاب والوجبات الخفيفة التي تنظمها جمعيات لمساعدة المهاجرين.
وتابعت الباحثة: «لم يعد هناك دفء بشري من حولهم بحيث يعتمد التفاعل البشري بشكل أساسي على المتطوعين، وقد تدهورت صحتهم العقلية بشكل أكبر».
وفي فبراير (شباط)، اعتبرت الأكاديمية الوطنية الفرنسية للطب الوضع الصحي للمهاجرين «مقلقاً» مستشهدة بمعاناتهم اضطرابات عقلية «بمعدل ست مرات أكثر من السكان العاديين».
وأرجعت ذلك خصوصاً إلى عدم استقرار ظروف السكن والنظافة، إضافة إلى التأخر في حصولهم على الحقوق.
ومن بين الظروف الأكثر خطورة، أشارت الباحثتان خصوصاً إلى مراكز الاحتجاز الإداري التي بقي بعضها مفتوحاً خلال فترات الإغلاق التي فرضت لمكافحة «كوفيد - 19» رغم استحالة إعادة المحتجزين فيها إلى بلدانهم الأصلية.
وقالت لوفيبور: «تعتبر الدولة أن هذه المراكز محطة قبل الترحيل نحو وجهة أخرى. لذا، لم يكن هناك اهتمام بمعاناة المحتجزين. والعام الماضي، أدان المراقب العام لمراكز الاحتجاز صعوبة حصول المحتجزين على الرعاية خصوصاً النفسية».
ولفتت لوفيبور إلى أن احتجاز الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية يفاقم حالتهم.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.