الاستخفاف بوباء «كورونا» كان ولا يزال سلوكاً سائداً لدى كثير من الناس في لبنان وغيره من البلدان. وكثيرون رفضوا تصديق واقع يعيشونه، مفضلين نكرانه، بحجة أن كل ما يجري حولهم هو من نسج الخيال.
فلم يستوعبوا مدى خطورته وفتكه بأرواح الناس، وأبقوا على أسلوب حياة طبيعية وكأنهم يعيشون في كوكب آخر. غياب المسؤولية أسهم في تفشي الجائحة وقبضها على ملايين الأرواح. فكان لا بد من أن تكثف الوزارات المختصة والجهات المعنية حملات التوعية لإنقاذ الموقف ووضع كل شخص أمام الحقيقة.
ولأن أهل الفن يملكون قوة التأثير على محبيهم، لجأت شركة الإنتاج الفنية «الصباح إخوان» إليهم في كليب توعوي بعنوان «كرمال اللي بتحبهن». وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع وزارتي الداخلية والسياحة في لبنان للتحذير من خطورة الوباء، وما يمكن أن يحدثه من تأثير سلبي، على حياة الناس. كتب كلمات الأغنية الشاعر نزار فرنسيس، ولحنها الموسيقي ميشال فاضل، وأداها الفنان ملحم زين.
ومع باقة من نجوم التمثيل في لبنان، أمثال عبدو شاهين، وختام اللحام، وعصام الأشقر، وجوي سلامة، وقع المخرج سام كيال هذا العمل التوعوي. فوضع تصرفات أشخاص مستهترين بخطورة «كورونا» تحت المجهر. ونقل من خلال كاميرته تفاصيل صغيرة عن كيفية انتقال عدوى الوباء من شخص إلى آخر، محذراً من مغبة التمادي بهذا الاستهتار، لأنه يؤدي إلى فقدان من نحب.
ويقول سام كيال، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يختلف الكليب الغنائي التوعوي عن ذلك التجاري العادي. فموضوعه يحمل رسالة معينة، علينا أن نوصلها ونخاطب فيها ببساطة ووضوح المشاهد من مختلف الشرائح الاجتماعية والأعمار». ويتابع: «هناك كليبات مشابهة كثيرة لم تفلح في إقناع المشاهد بهدفها لأنها غير متكاملة. أما في (كرمال اللي بتحبن) فجمعنا عناصر مختلفة لها تأثيرها على الناس. وإضافة إلى صوت ملحم زين الرنان على آذان مستمعه، تضمن الكليب مشاهد من واقع أسلوب حياة يعتمده كثيرون في يومياتهم. ونقلت بكاميرتي ما يجري في البيوت، لذلك كانت عملية التصوير داخلية بمعظمها في منزل وزير الأشغال ميشال نجار، الذي قدمه لنا في منطقة أنفه لنصور فيه».
ولكن لماذا اعتمدتم مشاهد من داخل المنزل؟ يوضح كيال: «حسب أحدث دراسات أجرتها اللجنة الوزارية لـ(كورونا) فإن 70 في المائة من حالات العدوى يتناقلها الناس في البيوت، عبر أفراد العائلة نفسها والأصدقاء».
تعود فكرة الكليب لمستشارة رئيس مجلس الوزراء ليلى حجازي جعفر. فهي من حضّرت للخطوة التوعوية وأجرت الاتصالات اللازمة لإنجاحها.
تؤدي الممثلة ختام اللحام دور الأم، ويجسد عصام الأشقر دور الأب، وابنهما لا يكترث لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي. فيتصرف معهما ومع شقيقته وكأن الجائحة غير موجودة. فيقضم لقمة طعام من طبق على المائدة، ويمرر نصفها الآخر إلى والدته وشقيقته. وفي زيارة لمنزل أحد أصدقائه يدخن النرجيلة في قاعة مقفلة. وفي مشهد آخر يلعب ورق الشدة، ولا يبالي بلعق أصبعه لتسهيل عملية سحب الأوراق. وعندما يلتقي أحد أصدقائه الملتزمين بارتداء الكمامة، لا يتردد في نزعها عن وجهه باستهزاء ليسلم عليه ويقبله. ويعلق كيال: «إنها مشاهد حقيقية استوحيتها من واقع نعيشه، تُظهر كيفية انتقال العدوى من شخص لآخر. فكل منا لديه هذا النوع من الأصدقاء أو الأقارب المستخفين بالجائحة وخطورتها».
استغرقت عملية تحضير الكليب وتنفيذه أياماً قليلة، وكان لا بد أن يجهز قبل موسم الأعياد. فالجهات الرسمية في لبنان تتوقع ارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس مع اجتماعات العائلة والأصدقاء.
وفّرت شركة الصباح للإنتاج للمخرج كيال كل ما يحتاجه من عناصر فنية وتقنية ومادية ليأتي العمل على المستوى المطلوب. ويعلق كيال في معرض حديثه: «لقد كانت رائعة في طريقة تعاونها، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة الداخلية التي وقفت على طلباتنا وأمنتها». وعن سبب اختيار ختام اللحام وعبدو شاهين للمشاركة في الكليب يرد: «هذا الثنائي طبع المشاهدين اللبناني والعربي بدورهما في مسلسل (الهيبة) على مدى أجزائه الأربعة، وحصدا قاعدة شعبية لا يستهان بها. وكنت أنوي إشراك أبطال آخرين من المسلسل إلا أن حضورهم لم يكن متاحاً، لارتباطهم بأعمال أخرى أو وجودهم خارج لبنان».
ممارسة التنمر على متبعي الإجراءات الاحترازية من العدوى، وكذلك تمرير مشاهد تبين وقوع الأم والأب في براثن الجائحة وموتهما. رسائل مباشرة تمر في الكليب. مضيئة على نتيجة الاستهتار بالجائحة وعواقبها.
يختم المخرج العمل بمشهدية إيجابية يرتاح لها المشاهد، إثر معرفته أن كل أحداث الكليب هي من نسج الخيال، وكانت تراود الابن الخائف على أفراد عائلته من التقاط العدوى. ويقول كيال: «رغبت في ترجمة الشعور بالذنب الذي قد يعتري الشخص ناقل العدوى إلى من يحب. فبعد كل السلبية التي نشاهدها في العمل نكتشف أنها مجرد أفكار يتخيلها الابن، وبإمكانها أن تصبح حقيقة فيما لو استخفينا بخطورة الجائحة. ولذلك نراه في نهاية الكليب يرتدي الكمامة ويحمل معقم اليدين قبل الخروج من المنزل، للإشارة إلى ضرورة استعمال وسائل الوقاية للحد من انتشار (كوفيد 19)».
ومن هذا المنطلق نشاهد أيضاً الموسيقيّ ميشال فاضل يعزف البيانو وباقي المشاركين في العمل من ممثلين وغيرهم يضعون الكمامات على وجوههم.
8:56 دقيقه
«كرمال اللي بتحبن»... كليب توعوي يتناول نتائج الاستهتار بالوباء
https://aawsat.com/home/article/2707481/%C2%AB%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A8%D9%86%C2%BB-%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%AA%D9%88%D8%B9%D9%88%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1
«كرمال اللي بتحبن»... كليب توعوي يتناول نتائج الاستهتار بالوباء
الفنان ملحم زين نجم كليب «كرمال اللي بتحبن»
«كرمال اللي بتحبن»... كليب توعوي يتناول نتائج الاستهتار بالوباء
الفنان ملحم زين نجم كليب «كرمال اللي بتحبن»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

