«السلالة البريطانية» تصل إلى لبنان

وزير الصحة سيصدر توصية الاثنين المقبل

«السلالة البريطانية» تصل إلى لبنان
TT

«السلالة البريطانية» تصل إلى لبنان

«السلالة البريطانية» تصل إلى لبنان

أخرج تسجيل لبنان أول إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا أمس (الجمعة)، التباينات بين المسؤولين اللبنانيين حول وقف الرحلات الآتية من بريطانيا، بانتظار إصدار توصية وعد بها وزير الصحة حمد حسن الاثنين المقبل.
وأعلن حسن «تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من COVID19 في رحلة ME 202 الآتية من لندن في 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري»، داعياً الوافدين من المملكة المتحدة، خصوصاً على متن الرحلة المذكورة وذويهم، إلى «التنبه والتزام الإرشادات الوقائية»، ولافتاً إلى أن الوزارة تتابع الحالة والمخالطين.
وقال حسن: «سنجمع معطيات الحالات القادمة من بريطانيا التي لا تزال تحت الاختبار»، لافتاً إلى أنه «ستكون لدينا توصيات يوم الاثنين المقبل». وقال إن «حالة المريض المصاب بالسلالة الجديدة لكورونا مستقرة، وطلبنا من كل الوافدين على متن هذه الطائرة أن يحجروا أنفسهم لمدة 10 أيام، حتى إن كانت حالتهم سلبية». وأكد حسن أن «المصاب بالسلالة الجديدة من كورونا لبناني الجنسية ويقطن محجوراً في طرابلس، وهو بحالة صحية جيدة».
ولم يلحق لبنان بركب الدول التي أوقفت الرحلات المقبلة من بريطانيا، حيث تنتشر السلالة الجديدة من الفيروس، بل اتخذت الحكومة إجراءات أخرى بينها إجراء الفحص لجميع الوافدين من المملكة المتحدة مرتين؛ الأولى فور وصولهم إلى لبنان والثانية بعد 72 ساعة.
وقال حسن: «ليس من صلاحيات وزارة الصحة إغلاق المطار أو إلغاء رحلات، إنما هي من صلاحيات الحكومة»، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى أن «اللجنة العلمية أوصت بإيقاف الرحلات من وإلى بريطانيا، وكان على اللجنة الفنية المتابعة الأخذ بهذه التوصية».
وتكشف تلك التباينات عن اختلافات في داخل السلطة الإجرائية اللبنانية حول القرارات التي يجب أن تُتخذ، وتعهد وزير الصحة «بأننا سوف نتشدد بتوصياتنا»، لافتاً إلى أن «الوقت حان لتشارك لجنة الكوارث بإجراءات فاعلة في الفترة المقبلة». وقال: «لا مجال للتهاون ونحن في مرحلة مفصلية». وأضاف أن «كل الإجراءات التقنية والفنية لاستيراد لقاح كورونا جارية على قدم وساق حتى وصوله في الموعود المحدد له في منتصف فبراير (شباط) المقبل».
يأتي ذلك في ظل تباينات حول قرار وقف الرحلات المقبلة من بريطانيا. فقد طالب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان المسؤولين بإيقاف الرحلات الآتية من بريطانيا فوراً. وقال: «عودوا إلى تدابير صارمة وجدية في لبنان قبل فوات الأوان».
وسجل لبنان الخميس، 2708 إصابة و20 وفاة، ليبلغ مجمل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حتى الآن 165933 حالة بينها 1353 وفاة.
ويخشى المسؤولون في لبنان من انهيار المنظومة الصحية خصوصاً مع ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الطواقم الطبية وعدم قدرتها على استقبال مرضى جدد مع امتلاء أسرة العناية الفائقة. وبلغ عدد الإصابات في القطاع الصحي 1933 حالة بينها 12 وفاة.
وخفف لبنان إجراءات الإغلاق التي كان فرضها لأسبوعين الشهر الماضي، مع ازدياد الإصابات في محاولة لإنعاش الاقتصاد في فترة الأعياد. وشاعت توقعات بارتفاع أعداد الإصابات أكثر بعد انتهاء فترة الأعياد، إثر التجمعات وإهمال الإجراءات الوقائية، من ارتداء الكمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي.
وحذر مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت فراس أبيض من أنه «عند حدوث اتصال، سينتشر الفيروس، وإذا لم يتم إجراء فحوص لفيروس كورونا سيصيب الجميع في النهاية»، كاشفاً أنه في الأيام المقبلة من المحتمل أن ينخفض عدد الفحوص التي يتم إجراؤها، وكذلك عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها. واعتبر أنه من دون تغيير في تدابير السلامة المطبقة أو في السلوك العام، فإن الواقع لن يتغير وسيستمر فيروس كورونا في الانتشار، وسيؤثر على كل من الفقراء والأغنياء.
ويأتي ازدياد تفشي الفيروس في وقت يشهد فيه لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر، ما دفع جهات اقتصادية إلى الاعتراض على قيود الإغلاق.
ونجح أول إغلاق عام تم فرضه على مستوى البلاد في مارس (آذار) بكبح انتشار الفيروس، قبل أن تُرفع القيود تدريجياً مع بداية الصيف.
لكن عدد الحالات ارتفع لاحقاً خصوصاً بعد إعادة فتح المطار، وثم في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.