«حافة العالم» و«جبال دكا» أبرز مواقع «الهايكنغ» في السعودية

إحدى الرياضات الشتوية التي عملت المملكة على دعمها

«حافة العالم» و«جبال دكا» أبرز مواقع «الهايكنغ» في السعودية
TT

«حافة العالم» و«جبال دكا» أبرز مواقع «الهايكنغ» في السعودية

«حافة العالم» و«جبال دكا» أبرز مواقع «الهايكنغ» في السعودية

عندما نرمز للوصول إلى القمة يعني ذلك الانتصار والنجاح، ولكن عندما تعيش تجربة حقيقية للوصول إلى القمة في منطقة جبلية سيضاف إلى هذا الانتصار الاستمتاع بروح المغامرة المليئة بالإثارة والمتعة والتحدي واكتشاف جمال الطبيعة.
رياضة المشي في الجبال (الهايكنغ) إحدى الرياضات الممتعة التي عملت المملكة على تعزيزها ودعمها، فهي تثري ممارسيها بتجربة غنية من الاكتشاف لجمال طبيعتها وتنوع تضاريسها ومناخها، ويجد هواة هذه الرياضة متنفساً يُسهم في تحسين نمط حياتهم الصحية والترفيهية.
«حافة العالم» أو ما يسميها السكان المحليون «المطل» هي واحدة من أجمل المناطق الطبيعية ذات التكوين النادر في العالم، التي تستقطب المغامرين، وهي واحدة من أكثر من 17 وجهة تزخر بالطبيعة الساحرة والجاذبة لممارسة «سياحة رياضة الهايكنغ» اختارتها هيئة السياحة من خلال موسم «شتاء السعودية» الذي انطلق تحت شعار «الشتاء حولك» في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى نهاية مارس (آذار) المقبل (2021).
«حافة العالم» الذي يقع على بعد 90 كيلومتراً من الرياض في منطقة العيينة، من الأماكن المفضلة لمحبي رياضة الهايكنغ في الخريف والشتاء لاعتدال الأجواء فيها، والتخطيط للمغامرات الشيقة والممتعة، وما يميز هذه التجربة السياحية في موسم «الشتاء حولك» هو توفير منظمي الرحلات لباقات تضم أنشطة مصاحبة تشمل التخييم، وجلسات السمر، وركوب الخيل والجمال، وقيادة الدبابات الرباعية التي تعد خياراً رائعاً لمن يرغبون في الاستمتاع بالقيادة على الرمال، ومن الأنشطة المصاحبة أيضاً التزلج على الكثبان الرملية، وهو ما يجعل منها تجربة سياحية شيقة.
ليس فقط «المطل» هو المكان المفضل للهايكنغ، بل يشكل متنزه الشرف بمحافظة تنومة «منطقة عسير» إحدى المواقع السياحية الجديدة التي افتتحها الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنغ في الخامس من مارس 2020. وتبلغ مسافة المسار الجديد 30 متراً وبعدد 41 مساراً للمبتدئين والمحترفين، لتصبح بذلك محطة جديدة لمحبي هذه الرياضة الممتعة، وسط أحضان الطبيعية الساحرة التي تنعم بها هذه المنطقة والأجواء الشتوية اللطيفة، وأما «سودة عسير» فهي من أعلى القمم الجبلية في المملكة وأهم الأماكن الجاذبة لهواة الهايكنغ، لإطلالاتها الأخاذة وموقعها المتميز.
كذلك «جبل دكا» في منطقة الشفا بالطائف، يعد أحد أبرز المناطق والوجهات السعودية لممارسة رياضة الهايكنغ، وهو امتداد لسلاسل جبال الحجاز التي ترتفع على سطح البحر بـ2500 متر تقريباً، وهو ما يجعلها من الأماكن المفضلة التي يحرص المشغلون السياحيون على تنظيم عدد من الباقات السياحية فيها؛ لوجود المناطق الطبيعية الخلابة، والأجواء المميزة التي تحفّز الأشخاص على استكشافها وخوض المغامرات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».