إسرائيل منفتحة على فكرة اتفاق نووي موسع مع إيران

السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا جيريمي يسخاروف (أ.ف.ب)
السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا جيريمي يسخاروف (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل منفتحة على فكرة اتفاق نووي موسع مع إيران

السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا جيريمي يسخاروف (أ.ف.ب)
السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا جيريمي يسخاروف (أ.ف.ب)

يؤكد السفير الإسرائيلي في برلين أن إسرائيل منفتحة على الفكرة التي تقدمت بها ألمانيا بشأن اتفاق إيراني أوسع يشمل خصوصاً البرامج الباليستية الإيرانية بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه الشهر المقبل.
وقال السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا، جيريمي يسخاروف، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الدعوة الأخيرة التي وجهها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى توسيع الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015، «خطوة في الاتجاه الصحيح».
وكان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب الذي سيغادر البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، انسحب في 2018 من الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.
ورأى ترمب أن الاتفاق ليس كافياً للحد من تحركات الجمهورية الإيرانية التي تؤدي إلى «زعزعة الاستقرار».
من جهته، أكد الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن خطته بالعودة إلى هذا الاتفاق.
لكن طهران شددت موقفها في الأسابيع الأخيرة، إلى درجة دفعت باريس ولندن وبرلين إلى التعبير في بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عن «قلقها العميق» من تركيب 3 مجموعات متتالية جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم في «نطنز» (وسط إيران).
وكان وزير الخارجية الألماني طالب في 4 ديسمبر الحالي «باتفاقية نووية إضافية» من شأنها أن تحظر تطوير أسلحة نووية وكذلك الصواريخ الباليستية «التي تهدد المنطقة بأسرها».
وقال السفير الإسرائيلي إنه ينبغي على الدول الموقعة على الاتفاق أن تأخذ في الحسبان «تورط إيران الذي يزعزع الاستقرار» في دول مثل سوريا ولبنان واليمن والعراق، قبل أي مفاوضات جديدة مع طهران.
وأضاف: «أعتقد أن الناس يجب أن يدركوا أنه لا يمكننا العودة إلى عام 2015 ببساطة»، مشيراً إلى أنه «كان هناك إنتاج لصواريخ وتجارب لصواريخ، وهذه المسائل تحتاج إلى معالجة، بالإضافة إلى الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها إيران لمجمل اتفاق (خطة العمل الشاملة المشتركة)». ورحب يسخاروف بالتزام ألمانيا «الأنشط» في الشرق الأوسط و«بالشراكة الاستراتيجية» التي «جرى تطويرها مع الدولة العبرية بعد 75 عاماً على محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية».
وهو يتوقع أن تتحسن «لهجة» العلاقات بين برلين وواشنطن مع وصول بايدن إلى السلطة. ويأمل يسخاروف في إقامة علاقة «ثلاثية لشراكة استراتيجية» بين الدول الثلاث بشأن القضايا الأمنية في الشرق الأوسط، عادّاً أنها «ستكون جيدة جداً لجميع الأطراف».
وقال السفير الإسرائيلي إن «جهود ألمانيا للتكفير عن الفظائع النازية سمحت للعلاقات مع إسرائيل بالازدهار منذ أن بدأت العلاقات الدبلوماسية بينهما في 1965». وذكر يسخاروف خصوصاً الزيارات «المؤثرة» التي قام بها الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير إلى نصب محرقة اليهود «ياد فاشيم» في القدس وموقع «أوشفيتز» هذا العام، «إلى جانب المناورات العسكرية المشتركة التي أجريت في أغسطس (آب) بين طيارين حربيين إسرائيليين وألمان».
وقال الدبلوماسي: «من قضايا الدفاع إلى الثقافة، ومن التزامات بين الشعوب إلى الاقتصاد، ومن التحكم الآلي إلى الاستخبارات، لا يمكنني أن أرى سوى شراكة تتطور وتصبح واحدة من أهم الشراكات لإسرائيل في أوروبا وحتى في العالم، وأقول الأهم على الأرجح».
وأوضح يسخاروف أن «برلين لعبت على ما يبدو دوراً بناء في الاتفاقات المبرمة برعاية الولايات المتحدة بين إسرائيل وأربع دول عربية هي المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان». وأكد السفير الإسرائيلي أن «وزير الخارجية الألماني استضاف نظيريه الإسرائيلي والإماراتي في برلين لعقد اجتماعهما الأول»، عادّاً أنها «خطوة مهمة جداً لألمانيا وإشارة مهمة جداً إلى التزاماتها العملية».
وأشاد يسخاروف بالمستشارة أنجيلا ميركل التي ستغادر السلطة في 2021 بعد 16 عاماً من الحكم. وقال: «من المهم الاعتراف بمساهمتها المذهلة في قوة العلاقة الألمانية - الإسرائيلية». وعبر عن أمله في أن «يستمر هذا الالتزام في السياسة الخارجية الألمانية». وختم يسخاروف بالقول: «إنني متحمس للغاية للطريق التي يمكن أن يسلكها البلدان بعد فترة صعبة جداً ليصبحا قريبين للغاية».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.