وفيات وإصابات «كورونا» تنخفض في شرق المتوسط

«الصحة العالمية» لم تعتمد أي لقاح بعد... وتحذر من تجمعات الأعياد

وفيات وإصابات «كورونا» تنخفض في شرق المتوسط
TT

وفيات وإصابات «كورونا» تنخفض في شرق المتوسط

وفيات وإصابات «كورونا» تنخفض في شرق المتوسط

بينما سجلت منظمة الصحة العالمية زيادة في الوفيات والإصابات عالمياً، فإن «الأرقام تتجه للانخفاض في إقليم شرق المتوسط»، بحسب ما أكد مدير الإقليم الدكتور أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي افتراضي نظمته إدارة الإقليم أمس (الأربعاء).
وقال المنظري إن المنظمة «سجلت قرابة 4.6 مليون إصابة جديدة على مستوى العالم الأسبوع الماضي، وتم الإبلاغ عن 78 ألف حالة وفاة جديدة في الأسبوع نفسه، وهو رقم قياسي جديد منذ بداية اندلاع الجائحة، ليتجاوز بذلك إجمالي حالات الإصابة التي تم إبلاغ المنظمة بها 75 مليون حالة، مع تسجيل أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة».
وفي المقابل، أوضح المنظري أنه «على المستوى الإقليمي شهدنا اتجاهاً عاماً لانخفاض عدد الحالات والوفيات خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ حيث أبلغ 15 بلداً من أصل 22 بلداً عن انخفاض عدد الحالات، وأبلغ 13 بلداً عن انخفاض عدد الوفيات».
ورغم ذلك شدد المنظري على أن «الأسابيع المقبلة حرجة؛ لأننا سنشهد اجتماعات الناس التقليدية للاحتفال بموسم الأعياد، كما سيشهد الشتاء انخفاض درجات الحرارة بمعدل أكبر، وهو ما يفرض ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات».
وعن السلالتين الجديدتين من الفيروس اللتين تم الإبلاغ عنهما الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة، قال المنظري إن «السلالة الجديدة التي ظهرت في المملكة المتحدة قد اكتُشِفَت بأعداد قليلة في أستراليا والدنمارك وإيطاليا وآيسلندا وهولندا، ومع أن كلتا السلالتين لهما تحور مشترك واحد، فإنهما مختلفتان؛ حيث كشف تحليل التسلسل أن كلاً منهما نشأ على حدة». وأضاف: «تُجرَى الآن دراسات لتحديد ما إذا كانت زيادة الانتشار ترجع إلى سلالة الفيروس نفسها، أم ترجع إلى ما حدث من تغيرات في سلوك الناس على مدى الأشهر العديدة الماضية، أم كلا الأمرين معاً». وشدد المنظري على أن تحور الفيروسات ليس أمراً غريباً، وقال إن جميع الفيروسات تتحور أثناء سريانها، وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في خصائصها.
ومن جانبه، نفى الدكتور عبد الناصر أبو بكر، رئيس برنامج إدارة أخطار العدوى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، تسجيل أي دولة من دول إقليم شرق المتوسط حتى الآن لسلالات الفيروس الجديدة، مؤكداً خلال مشاركته بالمؤتمر أهمية ما أشار إليه المدير الإقليمي من ضرورة التعاون مع دول العالم في إجراء تحليل لتسلسل الفيروس، لاكتشاف أي سلالات جديدة.
ورغم بدء أكثر من دولة في العالم حملات تطعيم بلقاحات «كورونا»، شدد أبو بكر على أن «المنظمة لم تعتمد بعد أياً من اللقاحات، ولكن فرق العمل تعمل حالياً على مراجعة الملفات المقدمة من الشركات لمراجعتها، ومن ثم اعتماد اللقاحات».
وعن إمكانية إعطاء اللقاحات لمن أصيبوا بالفيروس، قال أبو بكر: «علمياً لا توجد حاجة لذلك؛ لأن الشخص تكون لديه أجسام مضادة بسبب الإصابة بالفيروس، ولكن حصول الشخص الذي أصيب مسبقاً على اللقاح ليس مضراً، ومن المفترض أنه يزيد من مناعته». ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، بشأن أهمية اعتماد المنظمة للقاحات، على الرغم من أن بعضها تم بالفعل اعتماده من هيئات صحية أخرى، ويجري تداوله حالياً، قال المنظري إن «اعتماد المنظمة ليس ملزماً للدول؛ لكنه يعني أن اللقاح الذي حصل عليه تمت مراجعة بياناته بدقة شديدة، ولديه قدر كبير من المأمونية».
وطمأن سكان دول الإقليم بأن اللقاح سيتم توفيره للجميع من خلال مرفق «كوفاكس»، سواء عن طريق التمويل الذاتي الذي ستقوم به 11 دولة من دول الإقليم (22 دولة)، أو عن طرق الشراء المعدوم والتوصيل المجاني للدول الأخرى.
وكان المؤتمر الصحافي قد شهد مشاركة الدكتور إبراهيم الزيق، ممثل المنظمة في المملكة العربية السعودية، والدكتور بيتر غراف، ممثلها في أفغانستان بالإنابة؛ حيث استعرضا الجهود المبذولة في الدولتين للسيطرة على الوباء.
وقال الزيق إن المملكة العربية السعودية اتخذت خطوات مبكرة للسيطرة على الوباء من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك قبل تسجيل أول حالة في المملكة يوم 2 مارس (آذار) الماضي، وأشاد بحملات التوعية التي نفذتها الملكة بـ15 لغة، إضافة إلى لغة الإشارة.
ورداً على سؤال حول أسباب إقبال المواطن السعودي على التلقيح، عزا الزيق ذلك إلى الثقة المتبادلة بين السلطات الصحية والمواطن السعودي منذ بداية الجائحة، بسبب إحاطة المواطن بالتطورات بشكل مستمر، كما أن حصول وزير الصحة السعودي على اللقاح في البداية ساعد على تدعيم هذه الثقة.
وتحدث الدكتور بيتر غراف، ممثل المنظمة في أفغانستان على أن وجود 10 في المائة من سكان أفغانستان في المناطق التي تسيطر عليها حركة «طالبان»، يمثل تحدياً كبيراً واجه السلطات الصحية في سعيها للتعامل مع الوباء، كما سيمثل تحدياً أيضاً مع بدء حملات التلقيح.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.