«الإعلام العربي» يجمع على أهمية التحول الرقمي و«المصداقية»

محمد بن راشد: الإعلام شريك مهم ونتطلع لرسائل بنّاءة تساهم في بناء مستقبل المنطقة

الشيخ محمد بن راشد يتابع حفل «جائزة الصحافة العربية» (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد يتابع حفل «جائزة الصحافة العربية» (الشرق الأوسط)
TT

«الإعلام العربي» يجمع على أهمية التحول الرقمي و«المصداقية»

الشيخ محمد بن راشد يتابع حفل «جائزة الصحافة العربية» (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد يتابع حفل «جائزة الصحافة العربية» (الشرق الأوسط)

أجمع المشاركون في الدورة التاسعة عشرة من «منتدى الإعلام العربي»، أمس (الأربعاء)، على دور المؤسسات الإعلامية العربية بشكل خاص والعالمية بشكل عام في إظهار المصداقية عن الملتقى، ومساعدته في التصنيف بين ما يقدم من أخبار حقيقة وأخبار مضللة، التي شهدت انتشاراً واسعاً خلال السنوات الماضية بسبب كثرة الوسائل المستخدمة في تقديمها.
وشدّد مسؤولون وصحافيون وكتاب شاركوا في الدورة الاستثنائية للمنتدى، على ضرورة إمداد المتلقين بأخبار موثوقة من أجل تكوين قناعات واتخاذ قرارات مؤسسة على حقائق، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة الاستفادة مما تقدمه الوسائل الرقمية لتحقيق تلك الأهداف. وانطلقت أمس أعمال المنتدى عبر دورة افتراضية استثنائية التي ينظمها سنوياً «نادي دبي للصحافة».
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «حرصت طوال السنوات الماضية على حضور (منتدى الإعلام العربي) وتكريم الفائزين بـ(جائزة الصحافة العربية). اليوم تابعت بعض جلساته الافتراضية في دورته الحالية التي تُعقد عن بعد. الإعلام شريك مهم في مسيرتنا، ونتطلع لرسائل بنّاءة تخدم قضايا مجتمعاتنا وتساهم إيجاباً في بناء مستقبل المنطقة».

مسؤولية الجميع
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في مواجهة جائحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وخطاب الكراهية التي تشارك فيها، سواء عن قصد أو عن جهل بعض المؤسسات الإعلامية؛ ما يستدعي جهداً جماعياً لمكافحة مثل هذه الظاهرة بنشر الحقائق والارتقاء بالمنظومة الإعلامية بوجه عام. مؤكداً أن وسائل الإعلام أصبحت إما مصدر قوة للدول أو مصدر ضعف لها، وأن على الإعلام وضع برامج تجذب الشباب وترسّخ مفاهيم التسلُّح بالعلم والمعرفة، وتحفزهم على الإيجابية في الحياة. وقال «يجب أنْ تُسند هذه الرسالة إلى إعلاميين على قدرٍ رفيع من الثقافة والوعي والوطنية والإلمام بالشأن العربي، ليبقى الإعلام بمثابة حائط صدٍ منيع في وجه كل التيارات الهدَّامة، وجسر للتواصل بين الشعوب العربية».

التعاون الخليجي
من جهته، ألقى الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال جلسة حوارية، الضوء على التأثير الإيجابي للمجلس على الصعيدين الإقليمي والدولي ضمن مسيرته الممتدة على مدار نحو أربعة عقود كاملة، أثبت خلالها دوره كعامل استقرار وتوزان ثابت ورئيس في المنطقة، وشريك في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ودعم جهود المجتمع الدولي في العديد من الملفات المهمة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
وتطرق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جهود دفع عملية السلام في المنطقة في ضوء اتفاقات السّلام الموقعة مؤخراً، منوّهاً بأن دول المجلس لطالما نادت بأن يعمّ السلام العالم أجمع، وليس المنطقة فحسب.
وفيما يتعلق بأداء الإعلام العربي في مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة، قال الدكتور نايف الحجرف، إن هناك حاجة مُلحّة إلى إطار شامل يحكم عمل المؤسسات الإعلامية في المنطقة، خاصة في ضوء المتغيرات الديموغرافية للعالم العربي، وزيادة تأثير الشباب في المشهدين العربي والخليجي، معرباً عن أمله أن يكون منتدى الإعلام العربي، المنصة التي سينطلق منها مثل هذا الإطار الإعلامي الشامل قريباً.

مستقبل الإعلام
ودعا أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام في مصر، إلى وضع استراتيجية إعلامية تضمن التنسيق وتعزيز الاتصال بين الدول والشعوب العربية، مطالباً وسائل الإعلام بتلبية الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والثقافية للإنسان العربي.
في حين تطرق مايكل فريدنبرغ، رئيس وكالة «رويترز»، إلى ظاهرة انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وحذّر منها، وحمّل المؤسسات الإعلامية مسؤولية تثقيف المُتلقّي في أبعاد تلك الظاهرة ومساعدته على فرز ما يصله من أخبار ومعلومات، وأن تقدم له البديل الذي يمتاز بالصدقية والموضوعية، مؤكداً أن على المؤسسات الإخبارية إمداد متابعيها بأخبار موثوقة لمساعدتهم على تكوين قناعات واتخاذ قرارات مؤسسة على حقائق.
ويرى فريدنبرغ، أن المنظومة الرقمية تشكل تحدياً جديداً أمام الإعلام؛ كونها تزيل الحواجز المهنية الفاصلة بين الاحترافي والفردي.

الإدارة الجديدة
وحاورت الإعلامية زينة يازجي، من قناة «الشرق» الكاتب الصحافي الأميركي توماس فريدمان، المعروف بدرايته الواسعة بالشأن الشرق أوسطي، فاستعرض آراءه وتوقعاته حول مستقبل المنطقة في ضوء تولي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأميركية بداية العام المقبل، وطبيعة العلاقة بين دول المنطقة والإدارة الأميركية الجديدة، والعوامل الأساسية التي ستتحكم فيها.
وأوضح فريدمان، أن إدارة الرئيس بايدن تدرك تماماً أهمية الحفاظ على أمن السعودية واستقرارها، وهو ما يشكّل إحدى أولويات الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن هناك العديد من العوامل التي ستسهم في تشكيل مسار السّلام في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، مع مراعاة المصالح الوطنية للأطراف كافة.
ورجّح فريدمان، أن تتبنّى الولايات المتحدة موقفاً متحفظاً نسبياً مقارنة بأسلوبها سابقاً، وبدلاً من التدخل المباشر في شؤون المنطقة، في الوقت الذي وصف النظام الإيراني بأنه «كارثي»؛ إذ فوّت على شعبه العديد من الفرص؛ مشيراً إلى أنه شعب ذكي وله حضارة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ولديه موارد طبيعية هائلة. وقال إن «التغيير الأعظم في منطقة الشرق الأوسط هو القناعة الجديدة السّائدة هناك بأن الأجندات السابقة جميعها غير ذات جدوى، وأن المستقبل يحتاج إلى فكر جديد ورؤية أكثر انفتاحاً».

سنة المعلومات
وصنّف عبد الرحمن الراشد، الإعلامي والكاتِب في صحيفة «الشرق الأوسط»، السنة الحالية، بأنها «سنة المعلومات»، والإعلام هو جزء أساسي من صناعة المعلومة؛ لافتاً إلى أن العديد من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة حقّقت خلال أزمة «كورونا» إقبالاً لم يُشهد له مثيل خلال مسيرته الإعلامية، والسبب هو اهتمام العالم أجمع بموضوع واحد يهدّد البشرية كلها، على خلاف السنوات السابقة التي كانت تجمع الناس فيها قضايا مختلفة.
وقال الراشد خلال الجلسة، إن «عام 2020 كان عاماً مضطرباً وحافلاً بالتحديات وصعباً، خاصة بالنسبة للإعلام بسبب أزمة (كورونا)، وإن الأمر الوحيد الذي ربّما نتّفق عليه خلال هذا العام هو صعوبة ما مررنا به من تحديات».
وأوضح الراشد، أن الإعلام العربي خلال عام 2020، كان جزءاً من المشكلة وأيضاً جزءاً من الحل، فبقدر ما أسهمت المنصات الرّقمية في التخفيف من وطأة أزمة التواصل المباشر بين البشر بفعل المخاوف التي انتشرت بسبب تفشي الفيروس، بقدر ما فشلت بعض وسائل الإعلام في اختبار المصداقية.
وأكّد الراشد، أن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي يتحمّل جانباً كبيراً من المسؤولية فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية، سواء نشر الأخبار المفبركة أو نشر الشائعات، وصولاً للسعي عن قصد أو دون قصد لبثّ الخوف والذّعر في نفوس الناس، الذين وضعتهم الأزمة في حالة من القلق، ودفعتهم للتّشبث بأي معلومة ربما تكون في أساسها غير صحيحة.
وأضاف الراشد، أن الإعلام التقليدي الذي «أفضّل تسميته بـ(الإعلام المتجدد) يتميز بخاصيتين أساسيتين، أولاً لديه أعداد هائلة من المتابعين، وثانياً لديه كمية ضخمة من المعلومات التي ينشرها باستمرار ومصداقية».
وقال الراشد خلال الجلسة الافتراضية التي تضمنها «منتدى الإعلام العربي» أمس «نشهد نظاماً إعلامياً جديداً في المنطقة قائماً على استهداف شريحة محددة تتميز بخصائص إنسانية وجغرافية معينة، على عكس النموذج السابق الذي استهدف الجمهور وخاطبه بصفة عامة».
وأكد الراشد، أن أزمة «كورونا» غيّرت المشهد الإعلامي العربي، وخلال انتشار الوباء اكتشف الإعلاميون أن العالم ليس فقط سياسة، فثمّة قضايا أكثر أهمية للبشرية مثل الصّحة والطّب وغيرها من المواضيع ذات الارتباط ببقاء الإنسان وتطوره.

دور الإعلام في خدمة الناس
وطرح الخبير الإعلامي ميريل براون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «نيوز بروجيكت» الأميركية المتخصّصة في دعم روّاد الأعمال والمستثمرين الجدد في مجال الأخبار، رؤية حول مستقبل صناعة الأخبار في ضوء التجربة الأميركية خلال عام 2020، وفي ظل تداعيات أزمة «كوفيد - 19» العالمية.
واستعرضت جلسة حوارية بعنوان «الإعلام العربي... تحولات جيوسياسية»، جملة من الموضوعات المتعلقة بسبل استعادة دور الإعلام في خدمة الناس ومناقشة قضايا المجتمع، والأسباب التي تقف وراء تراجع أداء الإعلام العربي، وتأثيره أثناء الأزمات، وتوقعات التحولات المقبلة في المنطقة، سواء كانت سياسية أو إعلامية؛ كما شارك في الجلسة الدكتور علي النعيمي، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، والدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، والكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ، من قناة «العربية الحدث».

حافز الاستمرار
وكانت منى غانم المري، رئيسة «نادي دبي للصحافة»، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي، قد ألقت كلمة خلال المنتدى الافتراضي، رحبت فيها بالمشاركين ووجّهت لهم الشكر على جعل هذه الدورة الاستثنائية ممكنة بمشاركة أفكارهم ورؤاهم حتى وإن كان اللقاء عن بُعد، مؤكدة أن انعقاد المنتدى في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة والعالم، يحمل رسالة مهمة كحافز على الاستمرار والعمل لمستقبل إعلامي عربي أفضل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.