منطقة اليورو تتجه للانكماش مجدداً

توقعات متحفظة رغم تحسن الأداء

التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو ترجح عودة الانكماش في الربع الرابع (رويترز)
التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو ترجح عودة الانكماش في الربع الرابع (رويترز)
TT

منطقة اليورو تتجه للانكماش مجدداً

التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو ترجح عودة الانكماش في الربع الرابع (رويترز)
التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو ترجح عودة الانكماش في الربع الرابع (رويترز)

من المتوقع أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 2.7 في المائة خلال الربع الرابع من هذا العام، وذلك بسبب الموجة الثانية من تفشي فيروس «كورونا».
ونُشرت هذه التوقعات الثلاثاء في تقرير ربعي يصدره «مكتب الإحصاءات الإيطالي» و«معهد إيفو الألماني» و«المعهد الاقتصادي السويسري»، ويطلق عليها «التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو». وجاء في التقرير: «بعد تعاف حاد خلال الربع الثالث، سوف يتراجع النشاط الاقتصادي مجدداً خلال الربع الرابع بسبب إجراءات الإغلاق الجديدة». وكان إجمالي الناتج المحلي في منطقة اليورو قد تراجع بنسبة 11.7 في المائة خلال الربع الثاني، وارتفع بنسبة 12.5 في المائة خلال الربع الثالث. وتوقع التقرير انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7.3 في المائة خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019.
وبالنسبة لعام 2021؛ توقع التقرير نمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال الربع الأول، وبنسبة 3 في المائة خلال الربع الثاني.
مع ذلك ذكر التقرير أن «المستقبل يخضع لمخاطر الصعود والهبوط، وفعالية السياسات الاقتصادية، وتطور الجائحة، وتوزيع اللقاحات، وتأثير حزم الإنعاش التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمواجهة تأثير الجائحة على الاقتصاد».
وفي منتصف الشهر الحالي، توقع «البنك المركزي الأوروبي» انتعاشاً أبطأ للنمو في العام المقبل حتى مع إقراره مزيداً من إجراءات التحفيز لدعم اقتصاد المنطقة الذي تعصف به الجائحة. وقالت كريستين لاغارد، مديرة «البنك المركزي»، إن البنك يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو 3.9 في المائة العام المقبل، انخفاضاً من توقع سبتمبر (أيلول) الماضي البالغ 5 في المائة. لكن من المتوقع تحقيق نمو 4.2 في المائة في 2022، وهو ما يفوق التوقع السابق البالغ 3.2 في المائة.
وقال آرون أندرسون، نائب المدير الأول للأبحاث في «فيشر إنفستمنتس»، إن «مسؤولي البنوك المركزية أغدقوا المال على ميزانيات البنوك، لكن تلك الأموال لا تصل إلى الاقتصادات. بعبارة أخرى، حجم المال يزيد، لكن سرعة تدفقه تنخفض، مما يضعف الأثر الاقتصادي».
وتأتي التوقعات المتحفظة رغم ارتفاع ثقة المستهلكين في منطقة اليورو خلال الشهر الحالي، بعكس توقعات المحللين باستقرارها. وكشفت بيانات صادرة عن المفوضية الأوروبية يوم الاثنين، ارتفاع ثقة المستهلكين في منطقة اليورو بنحو 3.7 نقطة، لتسجل سالب 13.9 نقطة. وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن ثقة المستهلكين في منطقة اليورو سوف تسجل سالب 18 نقطة. فيما ارتفعت ثقة المستهلكين في الاتحاد الأوروبي بنحو 3.4 نقطة، لتسجل مستوى سالب 15.3 نقطة. وجاء تحسن ثقة المستهلكين مع بدء طرح لقاح «كورونا» في دول عدة حول العالم.ةوأيضاً؛ فإن التوقعات السلبية لنمو منطقة اليورو جاءت رغم أن مسحاً حديثاً كشف عن أن اقتصاد منطقة اليورو حقق أداء أفضل من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، رغم أنه لا يزال منكمشاً على نحو طفيف.
وسجلت الصناعات التحويلية نمواً قوياً مدعومة بارتفاع الصادرات وانتعاش الأداء في ألمانيا؛ لكن قطاع الخدمات ظل متراجعاً بفعل إجراءات التباعد الاجتماعي. وارتفعت القراءة الأولية لمؤشر «آي إتش إس ماركت» المجمع الذي يعدّ مقياساً جيداً لمتانة الاقتصاد، إلى 49.8 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 45.3 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما يقل بقليل عن حد الخمسين نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع زيادة أقل بكثير إلى 45.8 نقطة. وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» هذا الشهر انكماش الاقتصاد 2.6 في المائة هذا الربع.
وقفز مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة إلى 47.3 نقطة من 41.7. متجاوزاً التوقعات كافة في استطلاع «رويترز»، التي كانت تشير إلى زيادة متواضعة عند 41.9 نقطة. وسجل مؤشر التوظيف 49.4 نقطة، وهو ما يمثل انكماشاً، وإن كان أفضل من نوفمبر حين بلغ 48.2 نقطة.
وكانت المصانع أقل تضرراً من إجراءات العزل العام؛ حيث ظل كثير منها مفتوحاً، وقفزت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 55.5 نقطة من 53.8. وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2018. ويفوق أيضاً التوقعات كافة في استطلاع أجرته «رويترز» وكان متوسط التوقعات فيه عند 53.0 نقطة. وصعد مؤشر يقيس الإنتاج ويغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع إلى 56.6 نقطة من 55.3.



14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

انطلقت أعمال النسخة الثالثة من «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»، الاثنين، بحضور الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والمهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، في المدينة الساحلية جدة (غرب السعودية)، بمشاركة أكثر من 480 خبيراً ومتحدثاً يمثلون نخبة من العلماء والمبتكرين يمثلون أكثر من 20 دولة في أنحاء العالم، حيث حقق 14 مبتكراً (فائزان في الجائزة الكبرى و12 فائزاً في جوائز الأثر) في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

الأمير سعود بن مشعل وم. عبد الرحمن الفضلي وم. عبد الله العبد الكريم في صورة جماعية مع الفائزين بالجوائز (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وحصد الجائزة الكُبرى لي نوانغ سيم من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة عن مشروعه «كشف قوة التناضح العكسي بالطرد»، وسو ميشام من شركة «NALA Membranes» الأميركية عن مشروعها «أغشية مركبة رقيقة من مادة البولي سلفون الجديدة لتحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف».

وشهد المؤتمر الإعلان عن 11 براءة اختراع عالمية جديدة تعزز الحلول المبتكرة لمعالجة التحديات في القطاع وذلك في كلمة للمهندس عبد الله العبد الكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، خلال حفل الافتتاح، أكد خلالها أن الحدث يعكس التزام السعودية بتعزيز الابتكار العلمي والبحثي ركيزةً لتحقيق استدامة الموارد المائية وتأكيد مكانتها مرجعاً عالمياً في تطوير حلول مبتكرة لإدارة المياه وتحقيق الأمن المائي المستدام.

م. عبد الله العبد الكريم خلال إلقاء كلمته في حفل افتتاح مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (الشرق الأوسط)

وتأتي مبادرة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بإعلان تأسيس المنظمة العالمية للمياه لتحقيق الأمن المائي العالمي على رأس المبادرات التي تعزز أهداف الاستدامة وجودة الحياة والتعاون الدولي في هذا المجال، وفق العبد الكريم.

ودُشّن على هامش المؤتمر ولأول مرة، هاكاثون المياه «مياهثون»، الذي ينظمه مركز الابتكار السعودي لتقنيات المياه بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف إلى تعزيز التنافسية الإبداعية عبر تطوير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المائية.

وأعلن خلال الحفل عن الهوية الجديدة لجائزة الابتكار العالمية، لتكون انطلاقاً من الموسم المقبل باسم «الجائزة العالمية للابتكار في صناعة المياه»، بما يتماشى مع توسع أهداف الجائزة وتعزيز دورها في تطوير حلول مستدامة وإشراك العقول الشابة في الابتكار.

جانب من مشاركة الفرق في المرحلة الأخيرة من هاكاثون المياه «مياهثون» خلال انطلاقة أعمال المؤتمر (الشرق الأوسط)

من جهته، أوضح سلطان الراجحي، المدير التنفيذي للتواصل والتسويق في الهيئة السعودية للمياه، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تعديل اسم الجائزة العالمية للابتكار من «تحلية المياه» إلى «صناعة المياه» بنسختها القادمة لتكون أشمل وأوسع، مشيراً إلى أن هاكاثون المياه الذي سمي «مياهثون» تنافس خلاله 50 فريقاً مثّل الشباب السعودي أكثر من 60 في المائة من الفرق مقابل 40 في المائة لفرق من مختلف دول العالم.

وأكد أن تواجد الحضور الكبير من مختلف دول العالم في المؤتمر يؤكد المكانة الرائدة للسعودية بصفتها مركزاً رئيساً للابتكار والإبداع في صناعة المياه، التي بدأت من جدة بـ«الكندسة»، وأن الحدث سيشهد مناقشة الباحثين والمبتكرين عدداً من المجالات في القطاع، منها الإنتاج والنقل والتوزيع وإعادة الاستخدام، للخروج بتوصيات تساهم بشكل كبير في استدامة الموارد المالية وتعزيز الابتكار فيها.

من جانبه، قال فؤاد كميت، بإدارة المركز الابتكاري لتقنيات المياه، إن هاكاثون المياه «مياهثون»، يتيح للمبتكرين ورواد الأعمال في 5 مجالات رئيسة لتطوير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المائية، لافتاً إلى تأهل 15 فريقاً إلى المرحلة النهائية بعد منافسة مع أكثر من 500 شخص شاركوا في المرحلة التمهيدية.

السعودية غدير البلوي عبّرت عن اعتزازها بالجائزة العالمية للابتكار في تحلية المياه (الشرق الأوسط)

وبيّن أن المرحلة الأخيرة تمتد طوال أيام المؤتمر الثلاثة، وستعكف الفرق المتأهلة على تحويل أفكارهم نماذج عمل أولية تؤسس لشركاتهم الناشئة.

الأميركية سو ميشام الفائزة بإحدى الجوائز الكبرى (الشرق الأوسط)

في المقابل، أفادت غدير البلوي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء في جامعة تبوك وإحدى الفائزات بالجائزة العالمية، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأن ابتكارها يتمثل في استخدام النانو «متيريل» في محطات معالجة المياه في السعودية.