السياحة السعودية بحاجة لضخّ 200 مليار دولار خلال العقد المقبل

الخطيب: واثقون من تحقيق 100 مليون زيارة للمملكة سنوياً بحلول عام 2030

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب
TT

السياحة السعودية بحاجة لضخّ 200 مليار دولار خلال العقد المقبل

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

أكد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن المملكة لديها كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق خطوتها الطّموح الهادفة إلى تحويلها إلى إحدى أفضل الوجهات السّياحيّة في العالم.
ورفض الخطيب المزاعم التي تشير إلى أنّ المملكة ربما «أفرطت بالطّموح» عندما حدّدت هدف تسجيل 100 مليون زيارة بحلول عام 2030. كما دعا المستثمرين للانضمام إلى المملكة في مسعاها الهادف إلى ضخّ 200 مليار دولار خلال العقد المقبل للمساهمة في بناء هذا «القطاع الجديد» على حدّ تعبيره، مضيفا أنّ الذين سيكونون أول المتحركين استثماريا سيستفيدون بشكل كبير.
وأضاف الخطيب في حديثه مع برنامج «فرانكلي سبيكينغ» الذي تنتجه صحيفة «عرب نيوز» السعودية «فتحنا أبوابنا وقلوبنا للسيّاح من حول العالم ليحصلوا على فرصة زيارة المملكة العربية السعودية واستكشافها واختبار ثقافتنا وطبيعتنا وشواطئنا النقيّة الرائعة على البحر الأحمر أو على الساحل الشرقي بالإضافة إلى مدننا الرئيسيّة. وبالتالي، كما تعلم، نعتقدُ أنّه بإمكاننا استقطاب نسبة كبيرة من مجمل عدد السيّاح في العالم، الذين بلغ عددهم 1.4 مليار سائح في عام 2019».
وحول هدف تحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030 أوضح الخطيب «هدفنا طموح بالفعل ولكنّنا نمتلك كلّ متطلّبات تحقيقه».
وأضاف أن «هناك فرصا استثماريّة مربحة في قطاع السياحة السعودي، وبخاصة لأولئك الذين يغتنمون هذه الفرصة قبل غيرهم. هذا قطاع بكر، وستكون مكاسب المستثمرين الأوائل فيه هائلة».
وأشار الخطيب إلى أنّنا «بحاجة لضخّ قرابة 70 مليار دولار بحلول عام 2023 وأكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030 لسدّ الفجوة الحاصلة من حيث العرض، سواء كان ذلك في مجال البيع بالتّجزئة أو الضّيافة أو الترفيه. لذلك، بتنا نتشارك قصّتنا مع العالم».
كما تحدّث وزير السياحة السعودي أيضًا عن الطّريقة التي استفادت بها وزارته من عام فيروس كورونا من حيث بناء الوزارة ودعم السياحة المحليّة مع الالتزام بجميع الإجراءات الصحيّة الواجب التقيّد بها، مشيرًا إلى أنّه مسعى سيستمر العمل عليه في عام 2021 بهدف التّخفيف من «التّسرّبات» الحاصلة، على حدّ قوله.
«كما هو معروف، يُعتبر السعوديون من بين أكثر المنفقين عالميًا، إذ ننفق حوالي 22 مليار دولار سنويا على السّفر والتسوّق. وبالتالي نريد الإبقاء على جزء كبير من إجمالي الإنفاق هذا على المستوى المحلّي، لذا يُعتبر السّفر الداخلي في غاية الأهميّة».
وعند سؤاله عن الطّريقة التي تنوي المملكة من خلالها الرّد على الانتقادات ودعوات المقاطعة التي تصدر عن بعض وسائل الإعلام الدولية، أجاب الخطيب عبر دعوة السيّاح لزيارة المملكة العربية السعودية واختبارها ورؤية التغيّرات التي حصلت ضمن الجهود الرّامية إلى تحقيق «رؤية 2030».
وقال: «أعتقد أن أفضل ما يمكنهم فعله هو المجيء إلى المملكة واختبار طريقة عيش الناس هنا والتعرّف على كيفيّة استمتاع 9 ملايين وافد وأسرهم بالعيش فيها».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».