هجوم على «حماس» بسبب «أعياد الميلاد المسيحية»

الحركة تدافع: المسيحيون في قلب النسيج الوطني

تزيين شجرة عيد الميلاد خارج كنيسة العائلة المقدسة في غزة (أ.ف.ب)
تزيين شجرة عيد الميلاد خارج كنيسة العائلة المقدسة في غزة (أ.ف.ب)
TT

هجوم على «حماس» بسبب «أعياد الميلاد المسيحية»

تزيين شجرة عيد الميلاد خارج كنيسة العائلة المقدسة في غزة (أ.ف.ب)
تزيين شجرة عيد الميلاد خارج كنيسة العائلة المقدسة في غزة (أ.ف.ب)

وقعت حركة «حماس» تحت هجوم واسع، بسبب إقرار وزارة الأوقاف التابعة للحركة في قطاع غزة، سلسلة خطوات للحد من فعاليات أعياد الميلاد الخاصة بالمسيحيين خلال الأسبوعين المقبلين في القطاع.
ووصف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، حسن الشيخ، قرار منع الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة في قطاع غزة، بالقرار الظلامي، «الذي لا يمت إلى أخلاقيات شعبنا الدينية والوطنية والاجتماعية بصلة». هجوم الشيخ العنيف، جاء ضمن هجوم أوسع شنته فصائل ومسؤولون ونشطاء على قرار «حماس» التي دافعت عن نفسها، بالقول إن المسيحيين في قلب النسيج الوطني. وشهدت الساعات الماضية عاصفة انتقادات، قبل أيام من احتفال المسيحيين الذين يسيرون وفق التقويم الغربي بالأعياد. وبدأت الضجة مع تعميم رسمي لوزارة أوقاف غزة، يقر سلسلة خطوات للحد من فعاليات أعياد الميلاد خلال الأسبوعين المقبلين للطائفة المسيحية في القطاع.
جاء قرار الأوقاف في غزة، بعدما طالب مدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد، وليد عويضة، وكيل الوزارة عبد الهادي الأغا، باعتماد سلسلة من الفعاليات للحد من التفاعل مع أعياد «الكريسماس» للطائفة المسيحية.
وحسب وثيقة رسمية رفعها عويضة للأغا، للموافقة على سلسلة الفعاليات التي تنوي الدائرة تنفيذها، وحظيت بالموافقة وعمل اللازم وفق الأصول، فتوى بشأن فعاليات الكريسماس، ودعوة إلكترونية وبطاقات إلكترونية ومادة فيديو تفاعلية ونشر فتاوٍ، ومراسلة بعض الدعاة للحديث عن الموضوع، وجولة ميدانية دعوية، وتشكيل لجنة للتحصين المجتمعي، واستخدام الإذاعات المحلية والفضائيات والإعلام.
وبعد عاصفة الانتقادات، عادت وزارة الأوقاف، وقالت إن «النصارى» في فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة خصوصاً، هم شركاء الوطن والقضية والنضال، ونتمثل معهم أسمى قيم التعايش الإنساني، ونبادلهم المناسبات الاجتماعية، وتربطنا بهم علاقات استراتيجية، ومن حقهم أن يُقيموا احتفالاتهم الدينية الخاصة بهم، ولا يجوز الإساءة لهم أو التضييق عليهم، والحكومة تُؤمن إقامتهم لشعائرهم، وتحمي كنائسهم وأماكن احتفالاتهم.
وتأتي المراسلة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، الأحد، في سياق إرشاد المسلمين للأحكام الشرعية المتعلقة بمشاركة المسلمين في المناسبات الدينية لغير المسلمين، «وتقليدهم في شعائرهم الخاصة بهم». كما اضطرت «حماس» لإصدار بيان قالت فيه، إن «المسيحيين في قلب النسيج الوطني، نفتخر بعلاقتنا بهم، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا». وصرح فوزي برهوم الناطق باسم «حماس»: «نعتز ونفتخر بالعلاقة التاريخية بين أبناء شعبنا الفلسطيني المسيحيين والمسلمين، ونعيش معاً على هذه الأرض (فلسطين)، وهم في قلب النسيج الوطني، وبنينا معاً تاريخاً وحضارة لهذا الشعب، وندفع معا ثمن تجذرنا في هذه الأرض المباركة على مدار سنوات كفاح ونضال شعبنا الطويل ضد الاحتلال الإسرائيلي».
هذا وتعهدت «حماس» بالتنسيق مع الكنائس من أجل الاحتفالات، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، بغزة، إياد البزم، إنه يجب «ألا تُحمل المراسلة الداخلية لوزارة الأوقاف حول احتفالات (الكريسماس) أكثر مما تحتمل». وتابع: «دأبنا سنوياً في وزارة الداخلية على زيارة الكنائس في قطاع غزة، وتقديم التهنئة والتأكيد على حقوقهم كاملة، وضمانة كافة التسهيلات لإقامة تلك الأعياد والطقوس والشعائر الخاصة بهم. نحن على تواصل مستمر مع الكنائس، وكل من يحاول الاصطياد في الماء العكر لن يجني شيئاً من ذلك، وإن شعبنا - مسلمين ومسيحيين - سيبقى موحداً في مواجهة الاحتلال».
وتكتسب الاعياد المسيحية في فلسطين أهمية خاصة بوجود كنيسة المهد فيها. وتصل احتفالات الفلسطينيين، بأعياد الميلاد المجيدة للطوائف التي تسير وفق التقويم الغربي، ذروتها، الخميس، مع وصول بطريرك القدس للاتين وسائر الأراضي المقدسة، إلى بيت لحم، في مشهد احتفالي يتكرر كل عام في مثل هذا الوقت. وعادة تحتفل بيت لحم، التي تضم كنيسة المهد، الكنيسة الأشهر للمسيحيين في العالم، حيث ولد السيد المسيح، وفق الاعتقاد الديني المسيحي، بشكل مختلف عن باقي المدن الفلسطينية، بحضور جماهيري وكشافة وقداس منتصف الليل الذي يحضره الرئيس الفلسطيني، لكن هذه المرة توجد اختصارات وتشديدات بسبب انتشار فيروس كورونا.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.