هل ما زالت فلسفة ألاردايس مناسبة للعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز؟

المدير الفني المتخصص في إنقاذ الأندية من الهبوط يأمل أن يكرر سحره مع وست بروميتش

بيليتش يشعر بخيبة أمل لإقالته (أ.ف.ب)
بيليتش يشعر بخيبة أمل لإقالته (أ.ف.ب)
TT

هل ما زالت فلسفة ألاردايس مناسبة للعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز؟

بيليتش يشعر بخيبة أمل لإقالته (أ.ف.ب)
بيليتش يشعر بخيبة أمل لإقالته (أ.ف.ب)

تولى المدير الفني الإنجليزي سام ألاردايس، البالغ من العمر 66 عاماً، مهمة تدريب نادي وست بروميتش ألبيون، بعد ابتعاده عن عالم التدريب لمدة عامين كاملين. ومن المعروف أن أي نادٍ يتعاقد مع ألاردايس لا يتعاقد مع مدير فني أو موظف فحسب؛ لكنه يتعاقد مع اسم كبير وعلامة تجارية شهيرة، وأسلوب حياة سيفرضه المدير الفني المخضرم على الجميع داخل النادي.
ويحتل وست بروميتش ألبيون الذي يمتلك تاريخاً كبيراً للغاية، المركز التاسع عشر وقبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وتكمن المشكلة الأكبر في أن النادي يعاني من فقدان الهوية والشخصية داخل المستطيل الأخضر. في الواقع، ربما يكون من الغريب، إلى حد ما، أن ألاردايس لم يكن قد تولى بالفعل تدريب نادي وست بروميتش ألبيون في وقت ما قبل ذلك!
ومن منظور أوسع، فإن إقالة سلافين بيليتش من منصبه بعد تعادل وست بروميتش ألبيون مع مانشستر سيتي بهدف لكل فريق، تعد أول إقالة لمدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ تفشي فيروس «كورونا». وحتى هذا الأسبوع، كان نايغل بيرسون، المدير الفني السابق لنادي واتفورد، هو أول مدير فني يقال من منصبه في الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2020 بأكمله.
لكن هناك عديداً من المديرين الفنيين المهددين بفقدان وظائفهم لسوء النتائج وتدهور مراكز أنديتهم في جدول الترتيب، مثل المدير الفني لشيفيلد يونايتد، كريس وايلدر، والمدير الفني لبيرنلي، شون دايش، والمدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، والمدير الفني لفولهام، سكوت باركز، والمدير الفني لنيوكاسل يونايتد، ستيف بروس. ورغم أن الأمور قد تبدو هادئة وآمنة إلى حد ما مع هؤلاء المديرين الفنيين في الوقت الحالي، فإن الأمور قد تتغير بسرعة هائلة، في ظل تدهور الأمور على مستوى النتائج وعلى المستوى المالي، في صورة مصغرة لأحوال البلاد كلها.
وبالتالي، يرى وست بروميتش ألبيون أن ألاردايس هو الخيار الأمثل في هذه المرحلة، نظراً لأنه يجيد إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بسرعة، ويلعب بطريقة واقعية من أجل حصد النقاط والابتعاد عن شبح الهبوط. ودائماً ما كان ألاردايس نفسه يشعر بالاستياء من تصويره على أنه مدير فني متخصص في إنقاذ الأندية من الهبوط، وليس مديراً فنياً قادراً على قيادة الأندية الأكبر في وسط ومقدمة جدول الترتيب.
لكن بالقدر نفسه كان هناك دائماً جانب في شخصية ألاردايس يستمتع ويشعر بالسعادة، وهو يقاتل من أجل قيادة أحد الأندية للهروب من مناطق الهبوط، كما يشعر بالفخر دائماً بسجله الحافل والمتمثل في أنه لم يهبط أي ناد تحت قيادته من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويبدو أن المدير الفني الإنجليزي المخضرم يجد متعته في العمل في ظل الصعوبات، وأن الحياة السهلة لا تناسب شخصيته على الإطلاق. ومن المؤكد أن ألاردايس لم يشعر بالرضا أو السعادة وهو بعيد عن عالم التدريب منذ عامين. وبالتالي، كان من الصعب للغاية بالنسبة له أن يرفض عرضاً للعودة إلى التدريب والأضواء والعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.
ورغم كل ذلك، هناك شكلان من أشكال المجهول هنا: الأول هو ألاردايس نفسه الذي ظل بعيداً عن كرة القدم لمدة عامين كاملين، وهي الفترة التي تعد - وبحسب اعترافه شخصياً - أطول فترة انقطاع عن كرة القدم في مسيرته، منذ ترك المدرسة وهو في سن الخامسة عشرة من عمره. فهل تغير المدير الفني المخضرم خلال تلك الفترة الطويلة؟ أم هل تغير العالم من حوله؟ وهل لا تزال الفلسفة القديمة التي كان يعتمد عليها في عالم التدريب تصلح للعمل في هذا المشهد الجديد؟ وهل لا يزال ألاردايس هو الخيار المناسب في هذا الوقت الذي تعاني فيه اللعبة كلها من تراجع لم تشهده من قبل؟
أما المجهول الثاني فيتمثل في الفريق الذي «ورثه» ألاردايس من سلفه؛ خصوصاً أن هذا الفريق يعاني من ضعف واضح وعدم توازن إلى حد كبير بين المواهب الشابة واللاعبين أصحاب الخبرات الذين لم يحققوا ما كان منتظراً منهم. صحيح أن الفريق يضم عدداً من اللاعبين الجيدين، مثل سام جونستون، ودارنيل فورلونغ، وسيمي أجايي، وماثيوس بيريرا، وكونور غالاغر، وغرادي ديانغانا؛ لكن الفريق يعاني أيضاً من عديد من نقاط الضعف الواضحة، ولا يملك اللاعبين القادرين على تغيير شكل ونتائج المباريات في الأوقات الصعبة، كما لا يوجد به عدد كافٍ من اللاعبين الهدافين القادرين على استغلال أنصاف الفرص. فهل لدى ألاردايس حل مبتكر لأي من هذه المشكلات؟ أم أنه سيقوم بكل بساطة بالاستغناء عن اللاعبين المتواضعين، ويعتمد على ما تبقى من اللاعبين وفق طريقة 5-4-1، ويأمل أن يتمكن تشارلي أوستن وبرانيسلاف إيفانوفيتش من الوصول بالفريق إلى بر الأمان؟
في الحقيقة، ربما يكون هذا هو بالضبط ما يحتاجه وست بروميتش ألبيون في الوقت الحالي. وربما يكتشف الفريق بعد ذلك أنه كان بحاجة إلى العكس تماماً، فمن يعرف ما الذي سيحدث خلال الفترة المقبلة؟ ولكي نفهم الأسباب التي جعلت مسؤولي وست بروميتش ألبيون يصرون على التعاقد مع ألاردايس، يجب أن نلقي نظرة على ما حدث في إيفرتون بعد إقالة رونالد كومان والتعاقد مع ماركو سيلفا، وما حدث في كريستال بالاس بعد إقالة آلان بارديو وتعيين فرانك دي بوير. أما في وستهام يونايتد، فقد كان يُنظر إلى بيليتش على أنه الحل الأمثل لقيادة الفريق إلى بر الأمان بعد أربع سنوات من وجود ألاردايس على رأس القيادة الفنية للفريق. والآن، بات الأمر معكوساً في وست بروميتش ألبيون الذي يرى أن ألاردايس يمكنه إيجاد حلول للمشكلات الكبيرة التي تركها بيليتش.
هذه هي الطريقة التي تعيد بها كرة القدم التوازن إلى نفسها دائماً، فتارة تجد بيليتش هو الحل للمشكلات التي خلقها ألاردايس، وتارة أخرى ترى ألاردايس هو القادر على حل جميع مشكلات فريقك، فهذا هو العالم الذي لا يتوقف أبداً عن الدوران!
بيليتش أعرب عن شعوره بخيبة أمل كبيرة بعد إقالته من تدريب وست بروميتش؛ لكنه قال إنه رحل عن النادي «برأس مرفوعة». وكان بيليتش الضحية الأولى بين مدربي الدوري الممتاز هذا الموسم، بعدما حصد فريقه سبع نقاط فقط. وقال بيليتش: «أنا حزين لأن الأمر لم ينجح بالطريقة التي أردناها؛ لكني أرحل برأس مرفوعة... وبكل صدق أتمنى التوفيق للنادي في المستقبل».
وسيكون ألاردايس أمام تحدٍّ صعب في أول مباراة يخوضها مع وست بروميتش في مواجهة أستون فيلا اليوم. وسيسعى ألاردايس الذي خاض أكثر من 500 مباراة في دوري الأضواء مع سبعة أندية إلى الحفاظ على سجله الرائع، وحصد فوز يعزز به رصيده السحري.
وقال ألاردايس مدرب إنجلترا السابق، والذي يتولى أول منصب منذ إقالته من تدريب إيفرتون في مايو (أيار) 2018، إن التوقيت مثالي لخوض تحديات جديدة. وأوضح: «أنا متعطش للتدريب أكثر من أي وقت مضى. أشعر بالحماس والنهم. لم أحصل على مثل هذه الراحة الطويلة من قبل. في مايو سيكون قد مر ثلاث سنوات. لدي طاقة مكبوتة وأحتاج إلى الاستفادة منها. افتقدت هذه الأجواء كثيراً. في بعض الأحيان أتساءل: هل اتخذت الخطوة الصحيحة؟ لكن الأمر كله يتعلق بالسعي لتحقيق النجاح. إنه لمن دواعي سروري قيادة فريق آخر لتحقيق الفوز».
ويأمل المدرب البالغ من العمر 66 عاماً أن يمنحه جدول المباريات المزدحم خلال فترة أعياد الميلاد الفرصة لترك بصمة سريعة، والتعرف أكثر على مناطق قوة وضعف اللاعبين.



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.