ترحيب واسع بتنفيذ «اتفاق الرياض» اليمني وإشادات بالدبلوماسية السعودية

آل جابر: الحكومة ستعود إلى عدن خلال أسبوع

جانب من لقاء جمع الرئيس اليمني مع نائب وزير الدفاع السعودي في نوفمبر الماضي (سبأ)
جانب من لقاء جمع الرئيس اليمني مع نائب وزير الدفاع السعودي في نوفمبر الماضي (سبأ)
TT

ترحيب واسع بتنفيذ «اتفاق الرياض» اليمني وإشادات بالدبلوماسية السعودية

جانب من لقاء جمع الرئيس اليمني مع نائب وزير الدفاع السعودي في نوفمبر الماضي (سبأ)
جانب من لقاء جمع الرئيس اليمني مع نائب وزير الدفاع السعودي في نوفمبر الماضي (سبأ)

حظي إعلان الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة الدكتور معين عبد الملك والانتهاء من تنفيذ الشق السياسي والعسكري من «اتفاق الرياض» بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بترحيب خليجي وعربي ودولي مع إشادات بجهود السعودية في رعاية الاتفاق ومتابعة تنفيذه.
جاء ذلك في وقت أوضح فيه السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر أن الحكومة الجديدة ستعود إلى العاصمة المؤقتة عدن في غضون أسبوع أو عشرة أيام بعد استكمال الترتيبات اللوجيستية لعودتها، بحسب ما صرح به أمس (السبت) لقناة «العربية».
وأكد آل جابر أن تشكيل الحكومة الجديدة جاء بفضل تجاوب الأطراف اليمنية وتنفيذ التزاماتها المتفق عليها في «اتفاق الرياض»، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة مرحلة جديدة ومبشرة لليمنيين.
وشدد السفير السعودي على أن بلاده حريصة على استقرار اليمن، وستدعم كل الجهود بهذا الصدد، لافتاً إلى أن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة استغرق 50 يوماً من النقاش بين المكونات السياسية، مبيناً أن الضامن لعودة الحكومة إلى عدن هو «اتفاق الرياض ورعاية المملكة العربية السعودية»، وقال إن «المتابعة مستمرة ودقيقة من الأمير خالد بن سلمان (نائب وزير الدفاع السعودي) وفريق ارتباط سياسي وعسكري على الأرض لمعالجة أي خلاف والمضي قدماً في توحيد الصفوف واستعادة الدولة لعملياتها، وهذا ما جرى وسيتم استكماله في الأيام والأشهر القادمة».
في سياق الترحيب الأممي بهذه الخطوة، هنأ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأطراف اتفاق الرياض وجميع الأحزاب والمكونات السياسية التي دعمت هذه العملية وساهمت فيها، معرباً عن تهنئته للسعودية بنجاح المفاوضات لتنفيذ الاتفاق.
وقال غريفيث إن «هذه خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة ورفع مستوى الشراكة السياسية، وهي أيضاً خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع في اليمن».
وأعرب المبعوث الأممي عن أمنياته بالنجاح والتوفيق لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء في جهودهما لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها البلاد وتحسين حياة الشعب اليمني.
إلى ذلك أعرب كل من الإمارات والكويت والبحرين عن الترحيب بتنفيذ اتفاق الرياض، وعن أملها في أن تكون هذه الخطوة على طريق تحقيق حل سياسي وتسريع الدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية.
وأثنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها على الدور المحوري للسعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني ويسهم في استقراره وأمنه.
وشددت الوزارة على أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها اليمن وأساسها الانقلاب الحوثي، كما جددت الوزارة التزام الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار والسلام والاستقرار في اليمن، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
إلى ذلك، ثمنت وزارة الخارجية الكويتية عالياً الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلتها المملكة في سبيل الوصول إلى هذا الاتفاق بما يعكس حرصها على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، مشيدة بما أبدته الأطراف اليمنية من حرص على إعلاء مصلحة وطنها العليا بما يكفل عودة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار إلى ربوع اليمن.
ووصفت مملكة البحرين تنفيذ الأطراف اليمنية للاتفاق، بالخطوة المهمة لتعزيز وتوحيد الجهود اليمنية لمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والسلم والاستقرار.
وأشادت وزارة الخارجية البحرينية في بيان بالجهود المخلصة التي بذلتها في هذا الخصوص السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وما تبديه المملكة من حرص واهتمام بأمن واستقرار وازدهار اليمن.
ونوهت وزارة الخارجية البحرينية بالإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم جميع مكونات المجتمع اليمني، وانتهاء الترتيبات الخاصة بالجانب العسكري، مثمنة حرص الأطراف اليمنية على المصالح العليا لليمن وسعيها لتوحيد الجهود لإعادة الشرعية اليمنية وتحقيق السلم والاستقرار في اليمن.
كما رحبت مصر بما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية يمنية تنفيذاً لبنود اتفاق الرياض، وذلك في أعقاب الانتهاء من ترتيبات الشق العسكري منه، وبما يُمثله ذلك من خطوة مهمة في سبيل التوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية.
وثمن المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، في بيان، جهود السعودية في رعاية تنفيذ اتفاق الرياض، ومواصلة دعم جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية. وأشاد حافظ بحرص الأطراف اليمنية، ممثلة في الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، على إعلاء مصلحة اليمن، وتحقيق تطلعات شعبه نحو إنهاء الأزمة الممتدة في البلاد سعياً لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المنشودة.
من جهتها، أعربت الحكومة الأردنية عن ترحيبها بتنفيذ الاتفاق، وثمن المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجيتها ضيف الله الفايز جهود الأطراف كافة وتغليبها المصلحة الوطنية، وكذلك جهود السعودية في رعاية تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
في السياق نفسه، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بتنفيذ الأطراف اليمنية لاتفاق الرياض والإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني، وثمن الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام للمنظمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس القمة الإسلامية، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بمواصلة جميع الجهود لدعم الجمهورية اليمنية، وحرص المملكة الدائم على تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني.
كما أشاد العثيمين بحرص الأطراف اليمنية على تنفيذ اتفاق الرياض للوصول إلى الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، بما يحقق مصلحة اليمن ويعيد الأمن والاستقرار.
كما رحب البرلمان العربي، بتشكيل حكومة الكفاءات السياسية اليمنية الجديدة، وأكد رئيسه عادل العسومي أهمية هذه الخطوة المحورية والتاريخية في استعادة الأمن والاستقرار باليمن، مثمناً الجهود المُخلصة والمُقدرة التي بذلتها المملكة لتوحيد صف اليمنيين ومواصلة دعم جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية، مُشيداً في الوقت ذاته بحرص الأطراف اليمنية، على تغليب المصلحة الوطنية وإعلاء مصلحة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته نحو إنهاء الأزمة الممتدة في البلاد سعياً لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المنشودة.
وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية رحب في وقت سابق بقرار الرئيس اليمني تشكيل الحكومة اليمنية، وأكد الدكتور نايف الحجرف الأمين العام للمجلس في بيان حرص دول المجلس على استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم مجلس التعاون لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.
وثمن مجلس التعاون جهود جميع الأطراف اليمنية الهادفة إلى تغليب مصالح الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لممارسة الحكومة اليمنية لجميع أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن، وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة، والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية في جميع أبعادها. وأشاد في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، والذي توج اليوم بالإعلان عن تشكيل الحكومة اليمنية.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قراراً جمهورياً، الجمعة الماضي، بتشكيل حكومة جديدة من كفاءات سياسية يرأسها الدكتور معين عبد الملك، تضم 24 وزيراً، في خطوة تكمل عِقد «اتفاق الرياض» اليمني في شقه السياسي بعدما جرى الأسبوع الماضي تنفيذ الشق العسكري له.
كما لقيت هذه الخطوة ترحيباً من قبل بريطانيا والولايات المتحدة والصين ودول غربية أخرى، إذ أشاد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بإعلان الحكومة الجديدة، وبجهود الوساطة السعودية، مؤكداً على أهمية هذه الخطوة التي من شأنها أن ترسي اليمنيين إلى بر السلام.
من جانبها رحبت وزيرة خارجية السويد آن ليند بتشكيل حكومة يمنية جديدة، واعتبرتها جزءاً أساسياً من اتفاق الرياض وخطوة نحو الحل السياسي للصراع اليمني.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».