بريطانيا تكشف عن سلالة «كوفيد ـ 19» سريعة الانتشار

أعادت فرض الحجر المنزلي حتى نهاية ديسمبر

شاشة ضخمة وسط لندن تحذر من ارتفاع الإصابات في المدينة (أ.ف.ب)
شاشة ضخمة وسط لندن تحذر من ارتفاع الإصابات في المدينة (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تكشف عن سلالة «كوفيد ـ 19» سريعة الانتشار

شاشة ضخمة وسط لندن تحذر من ارتفاع الإصابات في المدينة (أ.ف.ب)
شاشة ضخمة وسط لندن تحذر من ارتفاع الإصابات في المدينة (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس (السبت) إعادة فرض الإغلاق في لندن وجنوب شرقي إنجلترا اعتباراً من اليوم (الأحد)، ما يعني عدم إمكانية اجتماع العائلات خلال عيد الميلاد، في محاولة لوقف ارتفاع الإصابات المنسوب إلى سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي: «يبدو أن هذا الانتشار يغذيه نوع جديد من الفيروس» ينتقل «بسهولة أكبر بكثير».
وأضاف أنه «لا يوجد ما يشير إلى أنه أكثر فتكاً أو أنه يسبب أعراضاً مَرضية أكثر خطورة»، أو يقلل من فعالية اللقاحات. ووضح جونسون أن على الحكومة التخلي عن خططها الخاصة بتخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا خلال عيد الميلاد، وذلك بسبب ارتفاع حالات الإصابة «في ظل ما لدينا من أدلة أولية عن سلالة جديدة من الفيروس والخطر المحتمل الذي تمثله، أجد نفسي مضطراً لأن أبلغكم، بقلب يعتصره الألم، بأنه لا يمكننا مواصلة خطط عيد الميلاد».
من جانبه، قال كريس ويتي، أكبر مسؤول طبي في إنجلترا، أمس، إن سلالة جديدة من كوفيد - 19 اكتشفت في المملكة المتحدة يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع وإنه يجري العمل بشكل عاجل للتأكد من أنها لا تسبب معدل وفيات أعلى. وأضاف ويتي في بيان: «اكتشفت المملكة المتحدة نوعاً جديداً من فيروس كوفيد – 19، ونتيجة للانتشار السريع للنوع الجديد والبيانات الأولية ومعدلات الإصابة المتزايدة بسرعة... فإن السلالة الجديدة يمكن أن تنتشر بسرعة أكبر».
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن جونسون عقد مؤتمراً عبر الهاتف مع كبار وزرائه لبحث القلق بشأن السلالة الجديدة من فيروس كوفيد - 19 التي يزداد انتشارها في أنحاء بريطانيا.
أظهرت بيانات رسمية أن بريطانيا سجلت أمس 27052 حالة إصابة بفيروس كورونا مقابل 28507 حالات يوم الجمعة. كما أظهرت البيانات تسجيل 534 وفاة، ارتفاعاً من 489 في اليوم السابق.
ويخضع سكان العاصمة وجنوب شرقي إنجلترا حالياً لقيود صارمة، وسيتم وضعهم تحت مستوى إنذار جديد، هو الرابع والأعلى. وسيُطلب منهم البقاء في منازلهم حتى 30 ديسمبر (كانون الأول) على أقرب تقدير. ولن تتمكن المتاجر والشركات غير الأساسية من إعادة فتح أبوابها بعد أن أغلقتها أمس السبت، الأمر الذي سيحرم الناس من التسوق في اللحظة الأخيرة من أجل عيد الميلاد.
كما أن الحانات والمطاعم والمتاحف مغلقة في هذه المنطقة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وفي إطار الإغلاق الجديد سيُمنع الخروج من هذه المنطقة، سواء للذهاب إلى أي مكان آخر في المملكة المتحدة أو إلى الخارج. هذا التشدد في التدابير الذي رفضه بوريس جونسون قبل بضعة أيام، أطاح بتوقعات الانفراج النسبي عبر السماح لثلاث أسر بأن تلتقي لخمسة أيام حول عيد الميلاد.
واعتباراً من اليوم الأحد، يُحظر أي تجمع بمناسبة عيد الميلاد حيث يفرض أعلى مستوى تأهب، بينما سيتعين على الأسر أن تجتمع خلال يوم واحد فقط في سائر البلاد. وقال بوريس جونسون: «علي أن أخبركم بقلب مثقل أنه لا يمكننا أن نقضي عيد الميلاد كما كان مخططاً له»، مؤكداً أن «ليس لدينا خيار» في الأمر. وطلب من البريطانيين «التضحية بفرصة لقاء أحبائنا في عيد الميلاد هذا العام من أجل توفير حماية أفضل لهم ومن ثم أن نتمكن من رؤيتهم خلال احتفالات عيد الميلاد المقبلة».
وقال كريس ويتي في بيان إن «المجموعة الاستشارية بشأن التهديدات الجديدة والناشئة لفيروسات الجهاز التنفسي تعتبر الآن أن هذه السلالة الجديدة (من الفيروس) يمكن أن تنتشر على نحو أسرع». وتابع: «ليس هناك ما يشير في الوقت الحالي إلى أن هذه السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار على نحو عاجل للتحقق من ذلك». وأضاف أن المملكة المتحدة أبلغت منظمة الصحة العالمية عن سرعة انتشار هذه النسخة الجديدة من فيروس سارس - كوف - 2، ولوحظت بالفعل طفرات سابقة للفيروس أبلغ عنها في أنحاء أخرى من العالم.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».