موجز أخبار

TT

موجز أخبار

باريس لا تستبعد استمرار مفاوضات بريكست إلى ما بعد الأحد
باريس - «الشرق الأوسط»: لم يستبعد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون السبت استمرار المفاوضات النهائية الجارية بين الأوروبيين والبريطانيين بشأن علاقتهم بعد بريكست إلى ما بعد يوم الأحد، خلافاً لرغبة البرلمان الأوروبي. وقال بون لإذاعة «فرانس إنتر»: «بينما أتحدث إليكم، لا تزال هناك مفاوضات» و«سنحاول تحقيق تقدم خلال الساعات القادمة». وأضاف أنه «من الطبيعي ألا نقول (أنصتوا، إنه مساء الأحد لنتوقف، وبالتالي نضحي بكل شيء). لن نفعل ذلك، لأن ما هو على المحك قطاعات كاملة، مثل الصيد، وشروط المنافسة لشركاتنا على المدى الطويل»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وطالب البرلمان الأوروبي بأن يطّلع على نص أي اتفاق بحلول الأحد على أبعد تقدير، لتدقيقه والمصادقة عليه حتى يدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني) تاريخ الخروج النهائي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي التي غادرت التكتل رسمياً في 31 يناير الماضي. وأكد الوزير: «أعلم أن الأمر الصعب، ومن المعقد أحياناً فهمه، لكن من الضروري أخذ هذا الوقت وعدم التضحية بمصالحنا تحت ضغط الجدول الزمني». واعتبر أنه «يجب ألا يتم التفاوض أبداً تحت ضغط الوقت لأنه في مثل هذه الحالات سيتعين تقديم تنازلات لإنهاء المسألة مهما كلّف الأمر». وأضاف: «نحن لا نريد اتفاقاً بأي ثمن (...) نحن نتفاوض حول أكبر اتفاقية قد يكون الاتحاد الأوروبي أبرمها على الإطلاق، والتي سنكون ملزمين بها لسنوات».

روسيا تعيد أيقونة إلى البوسنة بعد شكوى من أوكرانيا
موسكو - «الشرق الأوسط»: أعلنت روسيا السبت أنها ستعيد إلى البوسنة أيقونة قديمة كانت ساراييفو قد قدمتها لموسكو، بعد شكوى من أوكرانيا، ليجري تحديد مصدرها بمساعدة الإنتربول. وقدم ميلوراد دوديك الصربي البوسني الذي يشغل الرئاسة الدولية للبوسنة أيقونة أرثوذكسية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الاثنين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وسائل إعلام محلية. وذكرت وزارة الخارجية البوسنية أن السفارة الأوكرانية وجهت إليها مذكرة تطلب «توضيحاً عاجلاً بشأن امتلاك تراثهم الثقافي الذي (...) تم تقديمه كهدية». وقالت وكالة أنباء «صرب البوسنة» إن الأيقونة الذهبية التي تعود إلى 300 عام جاءت من منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية لوكالة الصحافة الفرنسية السبت بأن الأيقونة «ستعاد» إلى البوسنة لتحديد مصدرها بمساعدة الإنتربول. وتواجه أوكرانيا المتمردين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ 2014، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية في العام نفسه.

اندماج مجموعات مسلحة في أفريقيا الوسطى
بانغي - «الشرق الأوسط»: أعلن قادة المجموعات المسلحة الثلاث الكبرى التي تسيطر على الغالبية العظمى من أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى وتشن هجوماً في شمال وغرب البلاد، اندماجها وتشكيل تحالف في بيان صدر السبت ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وبات هذا التحالف يهدد العاصمة بانغي بحصار عن بعد، بينما من المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 27 ديسمبر (كانون الأول)، لكن المعارضة تخشى حدوث تزوير واسع النطاق. وذكر البيان أن أعضاء المجموعات المسلحة قرروا «دمج جميع تحركاتنا في كيان واحد، يدعى (تحالف الوطنيين من أجل التغيير)، ووضعه تحت قيادة موحدة»، ودعا «جميع المجموعات المسلحة الأخرى إلى الانضمام». ودعا أعضاء هذا التحالف أعضاءهم إلى «التآخي» مع جنود القوات النظامية الذين يرغبون في الانضمام إليهم، و«الاحترام التام لنزاهة السكان المدنيين» و«السماح بحرية تنقل مركبات» الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني.

حداد في أرمينيا على ضحايا حرب قره باغ
يريفان - «الشرق الأوسط»: بدأت أرمينيا السبت حداداً مدّته ثلاثة أيام على أرواح ضحايا المواجهات التي وقعت مع القوات الأذربيجانية في وقت تضغط المعارضة على رئيس الوزراء للاستقالة على خلفية طريقة إدارته لأزمة النزاع. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من يرفان إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص بينهم مدنيون قُتلوا في أرمينيا وأذربيجان عندما اندلعت مواجهات بين البلدين أواخر سبتمبر (أيلول) بشأن إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي. وانتهت الحرب أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) بفضل اتفاق سلام رعته موسكو وتخلى الأرمينيون بموجبه عن أراض لصالح أذربيجان التي حظيت بدعم من حليفتها تركيا. وأثار الاتفاق غضباً في أرمينيا حيث طالبت المعارضة رئيس الوزراء نيكول باشينيان بالاستقالة.

3 قتلى بتفجير انتحاري نفذته مراهقة في نيجيريا
كانو (نيجيريا) - «الشرق الأوسط»: قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب آخران بجروح بالغة في تفجير نفذته مراهقة انتحارية مساء الجمعة في شمال شرقي نيجيريا، حيث كثّفت جماعة بوكو حرام مؤخراً هجماتها، وفق ما أفادت مصادر أمنية وإنسانية وكالة الصحافة الفرنسية السبت.
وقال العامل في المجال الإنساني أبو بكر محمد للوكالة الفرنسية بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع في مدينة كوندوغا على بعد 38 كيلومتراً من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو: «نقلنا ثلاث جثث وشخصين مصابين بجروح بالغة». وأكد المسؤول في ميليشيا موالية للحكومة إبراهيم ليمان الحصيلة، مشيراً إلى أن المراهقة البالغة 17 عاماً فجّرت نفسها وسط مجموعة رجال كانوا متجمعين قرب منزل زعيم محلي.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟