بوتين يتهم واشنطن بـ«سباق تسلّح... لن ننزلق إليه»

وصف بايدن بـ«السياسي المحنك» وأشاد بـ«علاقات راسخة» مع العالمين العربي والإسلامي

بوتين يتهم واشنطن بـ«سباق تسلّح... لن ننزلق إليه»
TT

بوتين يتهم واشنطن بـ«سباق تسلّح... لن ننزلق إليه»

بوتين يتهم واشنطن بـ«سباق تسلّح... لن ننزلق إليه»

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل داخلية وخارجية أمس، خلال مؤتمره الصحافي السنوي الذي تضمن إيجازاً لمجريات العام في روسيا وحولها. وبرغم أن التركيز انصب خلال أكثر من أربع ساعات استغرقها الحديث المباشر على الملفات الداخلية وشكاوى الأقاليم من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب تفشي وباء «كورونا»، أو لأسباب تتعلق بالإهمال أو الفساد، فإن الملفات السياسية التي أثيرت عكست توجه الكرملين لتعزيز سياسة «مواجهة محاولات التضييق على روسيا واستهدافها» وفقاً لعبارات بوتين الذي اتهم أيضاً واشنطن ببدء سباق تسلح جديد، واصفاً الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بـ«المحنك»، قائلاً إن المعارض أليكسي نافالني ليس بالأهمية التي تستدعي تسميمه.
ومع التغيير الذي شهدته الفعالية التي تنظم للعام الـ16 على التوالي، لجهة أنها غدت «حواراً افتراضياً» بين بوتين وممثلي وسائل الإعلام، فإن الكرملين قرر في هذا العام دمج المؤتمر الصحافي الشامل بفعالية كان يتم سابقاً تنظيمها بشكل منفصل، وهي «الحوار المفتوح مع الشعب».
وكما كان متوقعاً، فقد ركزت غالبية الأسئلة على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وتزايد معدلات الفقر والبطالة، وتراجع قدرات القطاعات الاقتصادية، فضلاً عن الهموم المتعلقة بأداء القطاع الصحي في مواجهة تفشي الوباء، والمشكلات التي نجمت عن الوباء على صعيد عمل القطاعات الأخرى مثل القطاع التعليمي. وأقر بوتين في مستهل الحديث بأن الوباء ترك آثاراً قاسية على «كل مناحي الحياة» وبأن الصناعة شهدت تراجعاً مع القطاعات الأخرى المختلفة ما انعكس على حياة المواطنين، لكنه لفت إلى أن الأرقام الرسمية تظهر أن روسيا تأثرت بدرجة أقل من بلدان أخرى عديدة، مشيراً إلى أن الدخل العام تراجع بمعدل 3.6 في المائة، وهي نسبة «أفضل من نتائج كل الاقتصادات الغربية».
كما أورد الرئيس الروسي أرقاماً أخرى دلت على نجاح تدابير الدولة في تخفيف آثار تفشي الجائحة، بينها ارتفاع متوسط الرواتب بنسبة 1.5 في المائة، على الرغم من أن الدخل الحقيقي للمواطن تراجع بمعدل 3 في المائة بسبب ارتفاع الأسعار. وأقر بوتين بأن نحو 20 مليون روسي يقبعون حالياً تحت خط الفقر، لكنه قال إن هذه النسبة «ليست الأسوأ في تاريخنا»، وفي نهاية تسعينات القرن الماضي كان ثلث الروس يقبعون تحت خط الفقر (نحو 50 مليونا في ذلك الوقت).
وقال بوتين إن روسيا كسبت وقتاً مهماً عندما أغلقت حدودها مع الصين فور تفشي الوباء، ما ساعد في تقليل تداعياته إلى أدنى درجة، وزيادة فاعلية الإجراءات لمواجهته، مشيرا إلى أن روسيا نشرت خلال العام 277 ألف سرير إضافي لتعزيز القدرات الطبية، وتم تشييد أربعين مركزاً طبياً للطوارئ وتم رفع الكوادر الطبية لمواجهة الفيروس من 8300 طبيب في بداية العام إلى نحو 150 ألف طبيب في نهايته. كذلك أشار إلى تخصيص نحو 550 مليار دولار لمواجهة ضعف قدرات الطواقم الطبية. وبرغم كل هذا، أقر بوتين بأن المستشفيات الروسية مشغولة بدرجة 85 في المائة.
مع الحديث عن «كورونا»، واجه بوتين عدداً من الأسئلة الحادة بينها سؤال حول التعديلات الدستورية الأخيرة وعملية «تصفير العداد» بالنسبة إلى الولايات الرئاسية. ودافع الرئيس الروسي عن الإصلاحات الدستورية وقال إنها موجهة لخدمة البلاد ونموها، وتجنب في الوقت ذاته الرد بشكل واضح على سؤال حول نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2024 وقال إنه لم يتخذ قراراً بهذا الشأن بعد.
كما واجه سؤالاً حاداً حول اتهامات المعارض أليكسي نافالني لأجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء تسميمه، على خلفية التحقيق الذي أجرته أخيرا مؤسسات إعلامية غربية بالتعاون مع نافالني وبرزت خلاله أسماء شخصيات في أجهزة الاستخبارات تعقبت نافالني في كل تحركاته لسنوات، ونفذت عملية استهداف نافالني بأوامر مباشرة من بوتين. ورد الرئيس الروسي على التحقيق والاتهامات بالقول إنها «من تنظيم أجهزة الاستخبارات الأميركية»، مضيفاً أنها أعطت نافالني هذه المعطيات ليقدمها ضمن التحقيق المصور. وفي إقرار بأن نافالني كان ملاحقاً من جانب الأجهزة الخاصة، قال بوتين إنه «إذا كان الشخص مرتبطاً بأجهزة أجنبية فمن الطبيعي أن تضعه أجهزتنا تحت المراقبة». لكنه نفى مجدداً الاتهامات حول قيام الأجهزة الروسية بمحاولة تسميم نافالني، قائلاً إن «هذا (وضعه تحت المراقبة) بالتأكيد لا يعني أن هناك حاجة لتسميمه». وتابع «لو كان هناك من يريد تسميمه لكان قضى عليه».
وفي ملفات السياسة الخارجية، أشاد بوتين، رداً على سؤال صحافي، بالعلاقات الروسية مع الدول العربية، واصفا إياها بالمتطورة والقوية. وقال: «لدينا علاقات مستقرة للغاية وطويلة الأمد تعود لقرون، واليوم تميل إلى التوسع، إذا كانت مرتبطة بطريقة ما باعتبارات آيديولوجية معينة في العهد السوفياتي، فقد أصبح نطاق تعاوننا مع العالم الإسلامي والعالم العربي وجغرافيته الآن أوسع بكثير. نحن نقدر هذا كثيراً وسنواصل تطوير هذه العلاقات».
وتابع الرئيس الروسي: «يتعاون صندوق الاستثمار المباشر الروسي مع جميع صناديق الاستثمار السيادية تقريباً في العالم، ومع بعض صناديق الاستثمار العربية تطورت علاقات فريدة بشكل عام».
وزاد أن الروسي مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان اللذين أمضيا أكثر من عام في سجن ليبي عادا إلى روسيا أخيرا «بفضل التعاون مع بعض أصدقائنا في الدول العربية، الذين ساعدونا في هذه القضية».
ومع أنه تعمد استخدام لهجة ودية في الحديث عن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ووصفه بأنه «سياسي محنك» و«نأمل أن يحل جزء من المشكلات القائمة الحالية في ظل إدارته»، لكن بوتين شدد، في الوقت ذاته، على أن روسيا ستواصل العمل لـ«إنتاج أنواع جديدة من الأسلحة على التهديدات الجديدة». وقال: «نأمل في حلّ كافة المشاكل المطروحة أو ربما ليس كلها إنما على الأقل جزء منها، في ظلّ الإدارة الأميركية الجديدة».
وفي انتقاد قوي لواشنطن، قال: «هل انسحبنا من معاهدة الدفاع ضد الصواريخ؟ لم نفعل ذلك، ونحن مضطرون للرد من خلال إنشاء أنظمة أسلحة جديدة توقف التهديدات».
وأشار إلى أن روسيا «سمعت» في الوقت المناسب تأكيدات بأن «الناتو» لن يتوسع شرقاً، وقال إن حلف شمال الأطلسي شهد في الواقع موجتين من التوسع، ونتيجة لذلك «أصبحت البنية التحتية العسكرية للناتو أقرب إلى حدودنا».
بالإضافة إلى ذلك، أشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة، وليس روسيا، هي التي انسحبت من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة.
واتهم الرئيس الروسي أيضاً الولايات المتحدة ببدء سباق تسليح جديد، وقال إن موسكو اضطرت لتطوير أسلحة فائقة للصوت ردا على ذلك. ورداً على سؤال بشأن خطورة سباق تسلح جديد، قال بوتين «إنه يحدث بالفعل وهذا واضح». وعبّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سيفتح حواراً بهذا الشأن، لكنه أضاف «نحن في حاجة لبعض رد الفعل من شركائنا الأميركيين». وأكد أن بلاده لن تشارك في سباق تسلح جديد، لكنها ستضمن أمنها. وزاد: «سباق التسلح قد بدأ لكننا لن ننزلق إليه».
وأعلن بوتين أن نظام الدفاع الصاروخي الأميركي لا يشكل عائقاً أمام الأسلحة الروسية الجديدة، مذكراً بأن روسيا «طورت نظم دفاعية بمساعدة أسلحة تفوق سرعة الصوت، بما في ذلك نظام أفانغارد». وزاد أن «العمل على إنشاء صاروخ باليستي ثقيل عابر للقارات (سارمات) يقترب من مرحلته النهائية». وسيحل «سارمات إر إس 28» محل أثقل صاروخ استراتيجي في العالم «فويفودا». وسيكون الصاروخ الجديد قادراً على مهاجمة أهداف عبر القطب الشمالي والجنوبي، «متغلباً على أنظمة الدفاع الصاروخي»، بحسب تأكيد بوتين.
وأكد بوتين الخميس أنه سيتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المستجدّ ما إن يصبح ذلك ممكناً لفئته العمرية، مشيداً بلقاح «سبوتنيك - في» الروسي الذي اعتبر أنه «جيد وآمن».
وخلال مؤتمره الصحافي أيضاً، قال بوتين إن «مشروع (نورد ستريم الذي يصل إلى ألمانيا) في حكم المكتمل»، مشيراً إلى أن المشروع بقي به مد 160 كيلومتراً من الأنابيب، وقال إن المشروع سينتهي قريباً.



الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذي هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذي هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

من جهتها أكدت إدارة الهجرة في مانيلا الثلاثاء أن الرجل وابنه اللذين كانا وراء واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي دموية في أستراليا، أمضيا نوفمبر (تشرين الثاني) بأكمله تقريبا في الفلبين حيث دخل الأب البلاد بصفته «مواطنا هنديا». ووصل ساجد أكرم وابنه نافيد في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجة كوجهتهما النهائية.وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة دانا ساندوفال لوكالة الصحافة الفرنسية «وصل ساجد أكرم (50 عاما) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفلبين معا في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 من سيدني، أستراليا»، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني).

إلى ذلك، قدم ألبانيزي الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية»، وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.