القاهرة لتحصين الدارسين بالخارج ضد «الأفكار المتطرفة»

«الهجرة» تنظم 20 برنامجاً لتوعية الشباب المصري من «المعلومات المغلوطة» عن بلدهم

TT

القاهرة لتحصين الدارسين بالخارج ضد «الأفكار المتطرفة»

في إطار الجهود المصرية لمواجهة «الأفكار المتشددة والمغلوطة عن البلاد في الخارج»، تعقد وزارة الهجرة المصرية لقاءات مع الشباب الدراسين بالخارج، عبر تطبيق «زووم» للاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم وتساؤلاتهم، بهدف «تحصين شباب مصر الدارسين بالخارج ضد أي أفكار متطرفة»، وذلك في إطار استكمال أهداف مبادرة وزارة الهجرة المصرية للشباب المصريين الدارسين بالخارج من أجل «ربطهم بوطنهم الأم، والاستفادة من طاقاتهم المتنوعة في خطط التنمية». فيما أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أمس، «تنظيم أكثر من 20 برنامجاً لتوعية الشباب في الخارج من المعلومات المغلوطة، التي تروج ضد الدولة المصرية»، مشيرة إلى «حرص وزارتها على عقد لقاءات دورية مع الشباب لمناقشة المسؤولية، التي تقع على عاتقهم في المرحلة القادمة، بشأن التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، خاصة وأنهم سفراء لمصر بالخارج وخبراء المستقبل».
وبحسب الوزيرة المصرية فإن الهدف من اللقاءات «الاستماع إلى مقترحات الشباب واستفساراتهم، من أجل الوصول إلى صيغة توافقية، تسهم في خروج استراتيجية تحقق استدامة التواصل معهم، وربطهم بالوطن، وأيضا للاستفادة من المهارات والعلوم والخبرات التي اكتسبوها لتصحيح أي صور، أو أفكار مغلوطة عن مصر متداولة بالخارج».
ووفق بيان عبر الصفحة الرسمية لـ«مجلس الوزراء المصري»، مساء أول من أمس، فقد «تم الاتفاق على تكوين قاعدة بيانات لهؤلاء الدارسين بالخارج للاستفادة من تخصصاتهم، ومن ثم ربطهم بأنشطة مؤسسة (مصر تستطيع)، وكذلك إقامة منصة لهم تستهدف استدامة التواصل معهم، ونقل ما يحدث في الوطن على أرض الواقع، وعرض الحقائق عبر مصادر موثوق بها لمواجهة تزييف الوعي، الذي يتعرض له المصريون بالخارج، وربطها بمبادرة (اتكلم عربي)، التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتتبناها وزارة الهجرة المصرية».
وتستهدف مبادرة «اتكلم عربي» الحفاظ على الهوية والثقافة العربية والمصرية وقبول الآخر، من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات، التي من شأنها تعليم اللغة العربية البسيطة لأبناء المصريين بالخارج، وكذا تعريفهم بالعادات والتقاليد العربية والمصرية، «مما يعزز انتماءهم لوطنهم الأم وارتباطهم به»، بحسب وزارة الهجرة المصرية.
وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، خلال مشاركتها أمس في الندوة الافتراضية، التي نظمها مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، لمناقشة التحديات التي تواجه اللغة العربية، «نواجه في مصر والمنطقة العربية حرب طمس الهوية، وقتل اللغة العربية، الذي هو بمثابة قتل للثقافة العربية وقتل للهوية العربية».
واستعرضت الوزيرة المصرية خلال الندوة «جهود وزارتها في التواصل مع المصريين بالخارج، خصوصاً البرامج التي يتم تنفيذها لأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج للتعريف بوطنهم، ومفاهيم الأمن القومي المصري، وتنظيم زيارات ميدانية، ولقاءات مع الوزراء المصريين للإجابة عن استفسارات الشباب، وتعريفهم بحجم التنمية التي تحدث على أرض مصر»، مشيرة إلى أن «كل هذا من شأنه ربط هؤلاء الشباب بالدولة المصرية، خاصة وأن هذه الشريحة من الشباب معرضة في الخارج للاستقطاب عبر الأفكار المتطرفة والزائفة».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.