في أول ظهور علني له منذ أسابيع، أبدى «المرشد» الإيراني علي خامنئي، تحفظاً ضمنياً على رسائل وجّهها الرئيس حسن روحاني إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بشأن رفع العقوبات، إذ كرر رفضه «الوثوق» بواشنطن، معتبراً أن «العداء» الأميركي لبلاده سيستمر حتى بعد خروج الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب.
وكرر خامنئي «أهمية تحييد العقوبات» محلياً. وقال تحديداً إن «رفع العقوبات هو بين يدي الأعداء، لكن تحييدها يعود لنا». وأضاف: «لذا، علينا التركيز على تحييد العقوبات أكثر من التفكير برفعها»، غير أنه عاد للقول: «بالطبع، أنا لا أقول إنه لا يجدر بنا العمل من أجل رفع العقوبات، وفي حال كان في إمكاننا ذلك، لا يجب أن نؤخره ولو لساعة واحدة». وأضاف: «لا تعتمدوا على وعود (الآخرين) لحل مشكلات الشعب، ولا تنسوا العداوات»، مؤكداً: «سأدعم سلطات البلاد بشرط أن تبقى وفية لأهداف الأمة».
وقبل ذلك بيومين، وجّه الرئيس حسن روحاني، خلال مؤتمر صحافي، رسائل إلى خصومه في الداخل بأنه لن يسمح بعرقلة رفع العقوبات الأميركية.
واجتمع خامنئي، أمس، مع القائمين على مراسم لإحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق «القدس»، قاسم سليماني، في بغداد مطلع العام الحالي، وهي أول مناسبة عامة يظهر فيها منذ أن ترددت شائعات عن تدهور صحته في بداية ديسمبر (كانون الأول).
ونقلت «رويترز» عن تصريحات لخامنئي نقلها التلفزيون الرسمي: «أوصي بشدة بعدم الوثوق في العدو». وأضاف: «العداء (لإيران) ليس مقتصراً فقط على أميركا (في عهد) ترمب، ولن يتوقف عندما يرحل، فقد ارتكبت أميركا (في عهد باراك) أوباما أيضاً أشياء سيئة... بحق الشعب الإيراني».
وكان بايدن نائباً لأوباما الذي قادت إدارته عقوبات دولية أجبرت إيران على العودة لطاولة المفاوضات النووية في 2013.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق، إنه سعيد لأن ترمب سيترك المنصب، واصفاً إياه بأنه «أكثر الرؤساء الأميركيين خروجاً عن القانون». وكثف روحاني خلال الأيام القليلة الماضية من الرسائل الموجهة للإدارة الجديدة حول جاهزية بلاده للعودة عن انتهاك بنود الاتفاق النووي، مقابل عودة الولايات المتحدة للاتفاق ورفع العقوبات الأميركية.
غير أن روحاني حاول أن ينأى بنفسه عن ارتياح لبايدن، وقال في كلمة للحكومة نقلها التلفزيون: «لم تغمرنا الفرحة بقدوم السيد بايدن، لكننا سعداء برحيل ترمب... بأن مثل هذا الإرهابي القاتل الذي يفتقر إلى الرحمة حتى فيما يتعلق بلقاحات فيروس كورونا سيرحل».
ويأتي عقد الاجتماع بعد شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الشهر، أشارت إلى أن الحالة الصحية لخامنئي البالغ من العمر 81 عاماً تتدهور.
ونشر عدد من المؤسسات الإخبارية «شائعات» قالت إن خامنئي أوكل بعض مهامه لنجله لأسباب صحية. وذكر عضو في مكتبه الأسبوع الماضي أنه «في صحة جيدة».
والحالة الصحية لخامنئي الذي يتولى منصب «المرشد» منذ عام 1989. وهوية خليفته المحتمل، موضع تكهنات منذ سنوات.
وقبل ظهور تغريدات عن تدهور صحة خامنئي بأيام، كانت إذاعة «بيام» الإسرائيلية، الناطقة بالفارسية، قد نقلت، في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن «أوساط مطلعة على الشؤون الداخلية الإيرانية» أن مكتب «المرشد» الإيراني أمر بإعادة النظر في جميع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، على رأسها فريق الحماية لخامنئي لـ«سد الثغرات» الأمنية، على خلفية مقتل نائب وزير الدفاع الإيراني، محسن فخري زاده، الذي ارتبط اسمه بالبرنامج النووي الإيراني.
ونسبت الإذاعة إلى المصادر المطلعة أن مجتبى خامنئي، النجل المتنفذ للمرشد الإيراني، عقد اجتماعات مع كبار قادة «الحرس الثوري» والجيش والأجهزة الأمنية.
وخلال السنوات الماضية، ربطت تقارير بين خلافة خامنئي، ونجله مجتبى، إضافة إلى إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء، وحسن الخميني، حفيد الخميني، والرئيس حسن روحاني، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، صادق لاريجاني.
وأشارت المصادر إلى تبادل اتهامات بين وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات «الحرس الثوري»، حول مسؤولية الهجوم، عبر تضارب روايات حول الحادث.
خامنئي لا يثق ببايدن... وروحاني «سعيد» لرحيل ترمب
المرشد الإيراني ظهر علناً للمرة الأولى منذ أسابيع
خامنئي لا يثق ببايدن... وروحاني «سعيد» لرحيل ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة