«دوامة العطس»... خطر «كورونا» الأكبر في الممرات الضيقة

دراسة صينية تحذر من تأثيرها على الأطفال

لوحة جدارية للفنان البريطاني بانكسي من واقع ما تعانيه البشرية اليوم (إ.ب.أ)
لوحة جدارية للفنان البريطاني بانكسي من واقع ما تعانيه البشرية اليوم (إ.ب.أ)
TT

«دوامة العطس»... خطر «كورونا» الأكبر في الممرات الضيقة

لوحة جدارية للفنان البريطاني بانكسي من واقع ما تعانيه البشرية اليوم (إ.ب.أ)
لوحة جدارية للفنان البريطاني بانكسي من واقع ما تعانيه البشرية اليوم (إ.ب.أ)

استخدم فريق بحثي صيني من معهد الميكانيكا بالأكاديمية الصينية للعلوم، عمليات المحاكاة الحسابية للتنبؤ بدقة بأنماط تدفق الهواء وتشتت القطرات في المواقف التي قد ينتشر فيها فيروس «كورونا المستجد»، المسبِّب لمرض «كوفيد – 19».
وتُظهر النتائج المنشورة أول من أمس (الثلاثاء)، في مجلة فيزياء السوائل، أهمية شكل الفضاء في كيفية تحرك القطرات المحملة بالفيروسات عبر الهواء.
وتُستخدم عمليات المحاكاة لتحديد أنماط التدفق خلف فرد يمشي في مساحات مختلفة الشكل، وتكشف النتائج عن وجود مخاطر انتقال أعلى للأطفال في بعض الحالات، مثل انتقال الأشخاص بسرعة في ممر ضيق طويل.
وساعدت التحقيقات السابقة، باستخدام تقنية المحاكاة، العلماء على فهم تأثير الأشياء، مثل الحواجز الزجاجية والنوافذ ومكيفات الهواء والمراحيض، على أنماط تدفق الهواء وانتشار الفيروسات.
وافترضت عمليات المحاكاة السابقة عادة وجود مساحة داخلية كبيرة ومفتوحة، لكنها لم تأخذ في الاعتبار تأثير الجدران المجاورة، مثل تلك التي قد توجد في ممر ضيق.
وعندما يسعل شخص يسير في ممر، فإن أنفاسه تطرد القطرات التي تنتقل حول الجسم وخلفه، مما يكوّن شكلاً دائرياً أشبه بالذي يشكّله القارب في أثناء تنقله في الماء، يسمى «دوامة العطس»، والتي توجد خلف جذع الشخص مباشرةً، أو تتدفق خلفه عند ارتفاع الخصر تقريباً.
وبمجرد تحديد أنماط تدفق الهواء، قام الباحثون بنمذجة تشتت سحابة من القطرات المنبعثة من فم الشخص المحاكي، وتم العثور على نوعين من أوضاع التشتت، ففي أحد الأوضاع، تنفصل سحابة القطرات عن الشخص المتحرك وتطفو بعيداً خلف ذلك الفرد، مما يؤدي إلى تكوين فقاعة عائمة من القطرات المحملة بالفيروسات.
وفي الوضع الآخر، يتم ربط السحابة بظهر الشخص، متخلفة خلفه مثل الذيل في أثناء تحركه عبر الفضاء.
يقول يانغ: «بالنسبة إلى الوضع المنفصل، يكون تركيز القطرات أعلى بكثير من التركيز في الوضع المرفق، وبعد خمس ثوانٍ من السعال يشكّل هذا تحدياً كبيراً في تحديد مسافة اجتماعية آمنة في أماكن مثل ممر ضيق للغاية، حيث يمكن للشخص أن يستنشق قطرات فيروسية حتى لو كان المريض الذي أمامه بعيداً».
ويضيف أن «الخطر سيكون كبيراً بشكل خاص بالنسبة إلى الأطفال، لأنه في كلا الوضعين، تحوم سحابة القطرات على مسافة فوق الأرض تبلغ نحو نصف ارتفاع الشخص المصاب، وبعبارة أخرى، تكون عند مستوى الفم للأطفال».
وبالإضافة إلى تأثير «دوامة العطس» على الأطفال في الممرات الضيقة، يشير الدكتور محمود فوزي، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، إلى دراسة يابانية كانت قد حذرت من تأثيرها على الأطفال الذين يكتفون فقط بارتداء دروع الوجه.
وذهبت الدراسة إلى أنه عندما يعطس أحد قريب من الطفل الذي يرتدي درع الوجه، فإن دوامة العطس يمكنها التقاط الجسيمات المجهرية التي يولّدها العطس، وتنقلها إلى الحواف العلوية والسفلية لدرع الوجه، في غضون 0.5 إلى 1 ثانية بعد بداية العطس، وإذا تزامن وقت الوصول مع الاستنشاق، فإن مرتدي الدرع سوف يستنشق القطرات.
يقول فوزي لـ«الشرق الأوسط»: «نتائج الدراستين هي تأكيد لأهمية ارتداء الكمامة في الأماكن الداخلية والخارجية، حيث لا يمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي بمسافة لا تقل عن متر واحد».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.