خيري بشارة: السينما السعودية تحتاج إلى نقّاد يواكبون المرحلة

قال لـ«الشرق الأوسط» إن المخرجين في المملكة اخترقوا المناطق الصعبة

المخرج المصري خيري بشارة
المخرج المصري خيري بشارة
TT

خيري بشارة: السينما السعودية تحتاج إلى نقّاد يواكبون المرحلة

المخرج المصري خيري بشارة
المخرج المصري خيري بشارة

يرى المخرج خيري بشارة، أن واقع السينما اليوم، يمر بصعوبات كبيرة ليس على المستوى العربي فقط، بل العالمي أيضاً. الأمر الذي يجعلها شرارة الانطلاق مع أزمة «كورونا» التي قد تخلق جيلاً من المبدعين لم تستطع الظروف القاهرة ثنيهم عن المضي قدماً في تقديم أعملٍ رائعة.
ويستعد خيري بشارة، لإعداد فيلم لصالح منصة «نتفليكس» مع مخرجين سعوديين، من ضمنهم هديل كامل، ومحمود صباغ، وهشام عسري.
وبيّن المخرج خيري بشارة لـ«الشرق الأوسط»، أن السينما السعودية اليوم هي سينما متقدة ومتميزة وهادفة لأسباب عدة، أنها تبني إرثاً جديداً، ولا يوجد لها إرث قديم يقيد تقدمها وتميزها، وأن جميع رسائلها موجهة للداخل، خصوصاً مع التغييرات الجذرية التي مر ويمر بها المجتمع السعودي؛ لذا فإنها والمخرجين السعوديين استطاعوا الدخول في المنافسة من دون شك؛ وذلك لأن لديهم دائما ما يقال، ولديهم رسالة واضحة جاءت من سقف حرية مرتفع في إبراز المجتمع وانتقالاته وتغييراته دون رتوش، وتابع «أرى أن القادم أفضل أيضاً».
وأضاف بشارة، أن «ما ينقصها اليوم هو حركة نقدية تتواكب مع مستوى الطرح الحالي، لتوثيق وتأريخ السينما السعودية بشكل خاص؛ بسبب شجاعة المخرجين السعوديين ودخولهم في مناطق جديدة لم تطرح من قبل حتى في وسائل الإعلام».
ونظم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أول من أمس (الاثنين)، احتفالية خاصة لتكريم مسيرة المخرج المصري خيري بشارة تستمر ثلاثة أيام، شملت تقديم خمسة من أهم أفلامه، بعد إعادة ترميمها حفاظاً على الإرث السينمائي العربي، وذلك في أول عرض لها على الشاشة الكبيرة في كل من الظهران وجدة والرياض. كما شارك في ندوة تخصصية عن «التجديد السينمائي في الحبكة والقصة والأداء»، واستعرض من خلالها مسيرته وخبراته في تجديد السينما العربية وإعادة رسم ملامحها، التي استمرت لأكثر من أربعة عقود، وذلك بمشاركة مدير البرنامج العربي في المهرجان أنطوان خليفة، وبهذه المناسبة قال بشارة في تعليق له عن مشاركته «جميل بالنسبة لي، وربما لكم، أن أتذكر وأستعرض معكم 57 عاماً من حياتي في السينما وخارجها». وتُعرض خمسة من أهم أفلامه التي أُعيد ترميمها في جدة والرياض والظهران... ويصدر كتاب عنه بعنوان «المتمرد» بقلم الناقد محمد السيد عبد الرحيم.
ولد خيري بشارة عام 1947 وتخرج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة عام 1967، وكانت البداية الطبيعية من خلال السينما التسجيلية، خاصة مع إنشاء المركز القومي للأفلام التسجيلية عام 1967، وبعدها أصبح مع جماعة السينما الجديدة التي كان خيري أحد أعمدتها، وقد اعتبر النقاد فيلمه الثاني «العوامة 70» عام 1982، بداية للواقعية الجديدة في السينما المصرية؛ كما عمل مع كبار نجوم السينما أمثال أحمد زكي، وشریهان، وفاتن حمامة. وانتقل خلال التسعينات إلى سينما الفانتازيا الشعبية، قبل أن يكون من أوائل المخرجين العرب الذين تحولوا إلى السينما الرقمية.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.