أشرف زكي: أزمة تشغيل الممثلين المصريين فوق طاقتي

قال لـ «الشرق الأوسط» إنّ المناصب تعرقل عمله بالإخراج المسرحي

خلال تكريمه الشاعر فاروق جويدة
خلال تكريمه الشاعر فاروق جويدة
TT

أشرف زكي: أزمة تشغيل الممثلين المصريين فوق طاقتي

خلال تكريمه الشاعر فاروق جويدة
خلال تكريمه الشاعر فاروق جويدة

قال أشرف زكي، نقيب المهن التّمثيلية في مصر، إنّه اتّخذ إجراءات عديدة لحل مشكلة تشغيل الممثلين رغم أنّ النقابة ليست ملزمة بتشغيل أعضائها، مشيراً إلى أنّه سيعرض بكل وضوح وشفافية وجهة نظره في اجتماع الجمعية العمومية المرتقب، وتساءل في حواره مع «الشرق الأوسط»، لماذا أنا النقيب الوحيد في مصر الذي عليه تشغيل أعضاء نقابته؟
ويواجه مجلس النقابة، التي تضمّ نحو 4 آلاف عضو، اتهامات من بعض الأعضاء تدور حول «تقاعسهم عن إخراجهم من حالة البطالة»، الأمر الذي دفع زكي للتلويح بعدم ترشحه مجدداً وإتاحة الفرصة لاختيار آخر قادر على حل المشكلة. فيما أصدر عدد كبير من الممثلين بياناً طالبوا فيه زكي باستمراره في منصبه.
وفاز زكي بمنصب نقيب المهن التّمثيلية على مدى عدة دورات، عرف خلالها بـ«مواقفه الإنسانية، ومساندته لأعضاء النقابة في أزماتهم»، كما يؤكد كثيرون. ويرأس زكي أكاديمية الفنون التي يعمل أستاذاً بها، إضافة لعمله كممثل.
وقال زكي: «لم أتقدم باستقالتي... لكنّني سعيت مراراً لإقناع الأعضاء بخطأ اعتقادهم بأنّني المتحكم في تشغيل الممثلين وأنّني أوزّع الأدوار»، مضيفاً: «قلت لهم لا تحمّلوني فوق طاقتي، وهذه آخر جمعية عمومية بيني وبينكم، ابحثوا عمّن يتولّى هذه المهمة، وأنا تحت أمركم، فخدمة زملائي شرف لي سواء كنت داخل النقابة أم خارجها».
وعن دور النقابة في حلّ مشاكل أعضائها يقول زكي: «نحن نواجه ذلك بكل الوسائل، فهناك من يعملون وليسوا أعضاء، واتخذنا في ذلك إجراءات عديدة كإرسال خطابات لشركات الإنتاج بعدم الاستعانة بغير أعضاء النقابة... ووقف شركات استعانت بغير الأعضاء، وأقمنا مكتباً للتشغيل داخل النقابة، لكن بعض الأعضاء حاربوه لصالح مكاتب أخرى، وأقمنا مسرحاً بها لتقديم عروض وتشغيل بعضهم، وأخاطب المخرجين وشركات الإنتاج بشكل ودّي، فلا أستطيع أن أفرض عليهم شيئاً».
وحول أسباب تفجر الأزمة مؤخرا يؤكد زكي أنّها «موجودة من قبل أن أكون نقيباً، وكانت مطروحة في ستينات القرن الماضي، وكذلك حينما كنت سكرتيرا عاما للنقابة خلال رئاسة الفنان يوسف شعبان لها، كان البعض يقول إنّنا نشغّل أنفسنا وهذه بالطبع اتهامات سابقة التجهيز، لكنّ الظروف اختلفت، فقبل ذلك كانت هناك قطاعات إنتاجية عديدة تابعة للدولة مثل شركة صوت القاهرة، وقطاع الإنتاج، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وبالتّالي كانت الفرص متاحة بشكل أكبر، ومع توقف هذه القطاعات وزيادة عدد الأعضاء تفاقمت المشكلة، فأعداد الممثلين زادت، ومنافذ العمل أقل، وهذه معضلة لأنّ سوق العمل ضعيف». وتابع زكي: «ليس كل الأعضاء يواجهون الأزمة، لكن ترسخ في أذهان الآخرين أنّ النقابة هي المسؤولة عن تشغيلهم، ولن تحلّ هذه الأزمة في رأيي سوى بعودة الدّولة للإنتاج».
ويساند زكي - في الوقت نفسه - كبار الفنانين الذين شكوا مراراً لعدم الاستعانة بهم في أعمال فنية تناسبهم، ويقول: «بالطبع لديهم كل الحق لأنّ آليات الإنتاج اختلفت، والدّولة خرجت من الإنتاج، وطبيعة الأعمال أصبحت محدودة جداً، ونسعى لإيجاد حلول لكبار الفنانين لأنّهم ثروة مصر الحقيقية... وهم لا يتجاوزن عشرين فناناً، بينما أعضاء النقابة أربعة آلاف».
ويقول في تعدد مناصبه: «ليس لدي تعدد مناصب... التحقت بمعهد الفنون المسرحية لأدرس تمثيل وإخراج، ووصلت إلى عمادة المعهد ثم رئيسا للأكاديمية بحكم وظيفتي كأستاذ، أما النقابة فخضت انتخاباتها كعضو مجلس ثم سكرتير عام ثم نقيب على مدى أكثر من 27 سنة، وبات العمل العام في دمي، وفي كل الأحوال ليس هناك تعارض بين هذه المهام».
ولفت إلى وجود «أفضل نظام علاجي وضعه منذ كان سكرتيرا عاما للنقابة يستفيد منه الأعضاء كافة، ولا توجد مشكلة في علاج أي فنان، فالنقابة تتكفل بذلك».
وتستعد نقابة الممثلين لافتتاح دار للمسنين لخدمة أعضائها الكبار وقال زكي: «تجري حاليا مرحلة تأسيسها، وستُفتتح قريبا، وهي مقامة بمنحة من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة».
ويشدّد نقيب الممثلين على مواجهة شائعات الوفاة التي تلاحق كبار الفنانين قائلاً: «تقدمنا ببلاغات ضد ما يتعرض له كبار الفنانين وما يترتب عليه من ضرر نفسي عليهم وعلى ذويهم وسنظل نطارد أهل الشر حتى يتوقفوا عن بث الشائعات المغرضة».
قدم أشرف زكي الممثل أدواراً مهمة، وشارك مع النجم عادل إمام في عدد من أعماله الفنية، عن ذلك يقول إنّ «هناك أعمالا كثيرة في حياتي أعتز بها، منها مسلسل (كلام على ورق)، و(أم كلثوم)... عملي مع الفنان الكبير عادل إمام شرف لأي فنان يقف أمامه، فله رهبة وهيبة، لكنّني اشتغلت معه في أكثر من عمل منها (صاحب السعادة، وعوالم خفية)، وأتمنّى أن أعمل معه دائماً».
ويضيف: «أشارك في أعمال بسيطة جداً، وبأدوار ضيف الشرف لأنّ هذا هو المتاح في الوقت الحالي، ولا بد أن أفصل بين وظيفتي ومنصبي، وبلا شك فإنّ منصبي يجور على عملي كممثل، لكنّني بطبيعتي أحب العمل العام».
وتولى زكي قبل ذلك رئاسة البيت الفني للمسرح، كما قدم كمخرج عددا من العروض المسرحية، يقول عن عمله المسرحي: إنّ «المناصب الإدارية تحول بيني وبين إخراج عروض لمسرح الدولة لكي نترك الفرصة للآخرين... أخرجت عدة مسرحيات للقطاع الخاص ولدي أكثر من مسرحية جديدة للموسم المقبل».
وكرم المركز الثقافي الروسي مؤخراً زكي في احتفالية خاصة أقيمت تحت عنوان «سفير الفن والإنسانية»، بحضور بعض الفنانين من بينهم إلهام شاهين، ومحمود حميدة، وسميحة أيوب، وشقيقته ماجدة زكي وزوجته روجينا، وعبّر عن سعادته بدعم زوجته وشقيقته. وعن مشاركته في أعمال تجمعه بهما يقول: «العمل مع روجينا وماجدة يسعدني، لكن حينما يكون هناك عمل مناسب».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.