82 % من أنصار ترمب غير مقتنعين بفوز بايدن

استطلاع يظهر أن نصف مؤيدي الرئيس يطالبونه بالمضي في رفض النتائج

الشرطة تبعد أنصار ترمب عن مظاهرة لناشطين مناهضين للعنصرية في واشنطن الأحد (رويترز)
الشرطة تبعد أنصار ترمب عن مظاهرة لناشطين مناهضين للعنصرية في واشنطن الأحد (رويترز)
TT

82 % من أنصار ترمب غير مقتنعين بفوز بايدن

الشرطة تبعد أنصار ترمب عن مظاهرة لناشطين مناهضين للعنصرية في واشنطن الأحد (رويترز)
الشرطة تبعد أنصار ترمب عن مظاهرة لناشطين مناهضين للعنصرية في واشنطن الأحد (رويترز)

أظهر استطلاع للرأي أن أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يزالون غير مستعدين لقبول خسارة مرشحهم في انتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 رغم تصويت المجمع الانتخابي لصالح فوز جو بايدن.
وكشف الاستطلاع الذي أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» ونشرته أمس، أن أكثر من ثمانية من بين كل عشرة ناخبين مؤيدين لترمب (أو 82 في المائة) لا يعترفون بأن بايدن هو الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويقول نصف من شاركوا في الاستطلاع إن الرئيس لا يجب أن يتنازل عن السلطة حتى بعد أن قامت الهيئة الانتخابية بالتصويت لصالح فوز بايدن.
وتعتقد أغلبية واضحة من الناخبين الأميركيين بصفة عامة أن الانتخابات قد انتهت، وأنه يجب على الجميع قبول النتائج. وقال 62 في المائة من الناخبين إن الانتخابات تم حسمها وانتهت، وإنه حان الوقت للمضي قدما، بينما يقول 64 في المائة من الناخبين إنه يتوجب على الجمهوريين في الكونغرس الانتقال إلى أمور أخرى. في المقابل يري ثلاثة من كل أربعة من مؤيدي ترمب وأنصاره (أي 75 في المائة) أن على الجمهوريين في الكونغرس التركيز على محاولة إبقاء ترمب في السلطة.
ويظهر الاستطلاع كيف أن أنصار الرئيس ترمب يتابعون كل تصريحاته وتعليقاته، ويتبعون خطاه ويعتقدون بأن مزاعمه بحدوث تزوير لبطاقات الاقتراع وأن آلات التصويت تم التلاعب بها لصالح بايدن هي حقيقة واقعية. ويؤمن أنصار ترمب أن الرئيس حصل على أصوات تؤهله للفوز بالرئاسة، وأنه تم ارتكاب مخالفات في النتائج.
ورغم عجز محامي ترمب عن تقديم أدلة دامغة وأسانيد قاطعة أمام المحاكم على حدوث التزوير فإن 85 في المائة من أنصار ترمب يعتقدون بأن الرئيس لديه أدلة دامغة على حدوث التزوير والاحتيال. وقالت أغلبية ساحقة تبلغ 79 في المائة من مؤيدي ترمب إنه يجب على الرئيس وفريقه الانتخابي الاستمرار في الطعن القانوني.
وقالت أغلبية ضئيلة من أنصار ترمب (51 في المائة) إنه يجب على الرئيس رفض الاعتراف بخسارته أمام بايدن رغم تصويت الهيئة الانتخابية بحصول بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترمب. وهي تقريباً نفس الأصوات التي فاز بها ترمب في 2016، وأقرت منافسته هيلاري كلينتون بالهزيمة في غضون ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع. كما فاز بايدن بالتصويت الشعبي وحصد ما يقرب من 81.2 مليون صوت مقابل 74.2 مليون صوت لصالح ترمب على مستوى كافة الولايات الخمسين.
ويتوافق استطلاع شبكة «سي بي إس نيوز» مع استطلاع آخر للرأي أجرته شبكة «فوكس نيوز»، وأظهر أن 68 في المائة من الناخبين الجمهوريين يعتقدون بأن الانتخابات تمت سرقتها من ترمب. ويشير الاستطلاع إلى أن ثلاثة من كل أربعة من مؤيدي ترمب أي (75 في المائة) يعتقدون بأن ترمب فاز بالفعل في الانتخابات، ويريد 85 في المائة ممن يقولون إن الانتخابات مسروقة من ترمب، أن يترشح ترمب مرة أخرى في المقابل، قال 98 في المائة من الديمقراطيين إنهم يعتقدون بأن أصواتهم قد تم فرزها بدقة مقارنة بـ78 في المائة من الجمهوريين.
وقال ما يقرب من 97 في المائة من الناخبين الديمقراطيين المؤيدين لبايدن إنه يتوجب على الجمهوريين في الكونغرس الانتقال إلى مناقشة أمور أخرى. وأظهر استطلاع «فوكس نيوز» أن 42 في المائة من الأميركيين عموما يقولون إن ترمب سيدخل التاريخ كواحد من أسوأ الرؤساء الأميركيين. وأبدي 52 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع وجهات نظر سلبية تجاه الرئيس ترمب، وقالوا إن جهوده لتقويض إرادة الشعب الأميركي في الانتخابات أضرت بالديمقراطية وبصورة الولايات المتحدة أمام العالم.
ويرى محللون أن حالة الشك لدى أنصار ترمب في نتائج الانتخابات الأميركية ترجع إلى دور حملات التضليل الإعلامية والتصريحات والادعاءات التي أطلقها الرئيس وساندها القادة الجمهوريون إضافة إلى الولاء الحزبي مما يشير إلى مقدار ما يعيشه الأميركيون في فقاعة سياسية.
ويقول ريتشارد هوسكامب المحلل الاستراتيجي بولاية ميشيغان إن محامي ترمب لم يستطع تقديم أدلة على تزوير الانتخابات، ولم يصدق أنصار ترمب تصريحات مسؤولي ولاية ميشيغان حينما قالوا إنه لا يوجد دليل على الاحتيال والتزوير لكن أنصار ترمب لا يريدون الاستماع إلى الحجج ولغة العقل.
ويقول كيث داردن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في العاصمة واشنطن إن «التصورات التي يخلقها الإنسان ويصدقها هي المهمة حتى وإن خالفت الواقع وكل المعايير المنطقية، وإذا كان هناك عدد كاف من الناس يعتقدون بأن الإدارة لم تأت بشكل شرعي فهذه مشكلة كبيرة للديمقراطية في الولايات المتحدة».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.