جمال سنان: «الدراما تشهد ولادة جديدة بفضل المنصات الرقمية»

ضمن إنتاجاته الجديدة مسلسل سعودي ضخم بعنوان «رالي»

TT

جمال سنان: «الدراما تشهد ولادة جديدة بفضل المنصات الرقمية»

لا يتعب ولا يكل جمال سنان صاحب شركة «إيغل فيلمز» للإنتاج، من السير قدما في صناعة الدراما العربية. فهو واثق بعناصرها الفنية المتوفرة في لبنان وبلدان عربية أخرى، ممّا زوّده برؤية مستقبلية مختلفة بدأ يترجمها على الأرض منذ عدة سنوات.
أعمال بالجملة بدأت تتفتّح براعمها موقّعة من شركة «ايغل فيلمز» بينها ما بدأ عرضه عبر منصات إلكترونية، وفي مقدمها «شاهد في آي بي». فيما خُطّط لأخرى لتزيّن الساحة ما قبل موسم رمضان وما بعده.
مؤخّرًا، أعلنت الشركة عن بدء عرض بعض أعمالها على منصة «نتفليكس» إثر نجاح كبير حققته على الشاشة الصغيرة. فكما المسلسل المشترك «أولاد آدم» سيجري عرض كل من «أهودا اللي صار» المصري و«جمان» الخليجي. وكان سبق للشركة أن قدّمت عروضا أولية عبر «شاهد في آي بي» من خلال مسلسل «دانتيل». وتعرض حاليا «دي إن إيه» لمعتصم النهار ودانييلا رحمة على منصة «شاهد في آي بي» و«قارئة الفنجان» مع أحمد فهمي وورد الخال لاحقا. وبدأت محطة «إم بي سي» بعرض مسلسل «عهد الدم» مع باسل خياط ورودني حداد ونادين تحسين بك وغيرهم.
وسط زحمة هذه الإنتاجات التي تنبئ عن مستقبل زاهر للدراما العربية يتفاءل جمال سنان بما سيحمله الغد لهذه الصناعة. ويقول في حديث لـ(الشرق الأوسط): «تشهد صناعة الدراما تطورا ملحوظا، والأهم أنّنا ذاهبون نحو الأفضل. اليوم ما عدنا ننظر إلى صناعات أخرى تحيط بنا ونتحسّر على حالنا أبدًا. بل صار لنا مركزنا وأهميتنا على خريطة الصناعات الدرامية في المنطقة وصولا إلى تركيا وأوروبا وأميركا». ويتابع: «نعيش ولادة جديدة للدراما العربية بفضل المنصات الإلكترونية. فهي جدّدت خلايا هذه الصناعة وأعطتها حقّها ووفّرت علينا مسارًا صعبا، كنّا نواجهه مع شاشات التلفزة نظرًا لظروف سيئة تمر بها. السّوق أصبحت كبيرة وأمنياتنا بدأت تتحقق بعدما أتاحت لنا هذه المنصات الفرصة تلو الأخرى. فلم تعد الإنتاجات والعروض مقيّدة بزمن وموسم وتوقيت، بل شرعت أبوابها على كامل أيام السنة. بوجود المنصات، أصبح لدينا القدرة على تقديم أعمال منوعة في ظل ميزانيات جيدة جدًا وأحيانًا ضخمة. كما أنّ خط هذه الصناعة ما عاد يتخطّى الـ7 و10 و15 حلقة للعمل الواحد، وهو ما أسهم في إرساء هذا التنويع الغني».
تغيرت قاعدة صناعة الدراما اليوم، وهناك تبدلات بموضوعات هذه الأعمال تتمتع بمحتوى أفضل وأجرأ، فكيف يقرأها جمال سنان؟ يرد: «نلاحظ تبديلًا كبيرًا في محتوى الدراما اليوم تطبعه الجرأة بشكل ملحوظ. فهذه المنصات ضخّت دمًا جديدًا في هذه الصناعة لا سيّما أنّ معظم متابعيها هم من جيل الشّباب. فكان من الطبيعي مواكبة أفكارهم وتطلعاتهم وإدخال الإثارة والتّشويق في إنتاجاتنا».
التغيير هذا حوّل المحتوى كما يصفه سنان إلى سيّد الأعمال الدرامية اليوم. ويقول: «أصبح هو من يشكل بطولة العمل وليس أسماء الممثلين الذين يشاركون فيه. فمقولة إن النجم يصنع نجاح العمل لم تعد تصح اليوم. هناك مواهب جديدة وغير معروفة تلمع وتمثل وتنجح مسلسلا. هذه هي التركيبة الذهبية المتبعة اليوم في الصناعة الدرامية العالمية. وهو ما نلحظه في أعمال أجنبية حصدت نجاحات باهرة مع ممثلين غير معروفين. فيأتي المحتوى وبالتالي الميزانية لتغيب عنها تماما ظاهرة البطل النجم. في رأيي لم يعد بمقدور النجم أن يفرض نفسه على العمل، لأنّ التركيبة تغيرت وتحوّلت نحو آفاق أوسع وأكثر تطورًا».
يؤكد جمال سنان في معرض حديثه أنّه بصفته صاحب شركة «إيغل فيلمز» توقّع هذه التّغييرات. فهو قارئ نهم لما بين السطور التي تؤلف مفاتيح صناعات درامية وسينمائية. ويعلّق: «استدركنا كشركة هذا الأمر منذ البداية ولذلك جاءت أعمالنا مميزة. فنحن موجودون على هذا الخط منذ أكثر من سنتين فحضرنا أعمالًا تحاكي سوق الغد للدراما. وهذه المعادلة تتألف من سكريبت مهم وسيناريو جميل ومواهب تمثيلية جديدة».
وعمّا إذا كانت المنافسة اليوم على أشدّها بين شركات الإنتاج يرد: «الأسواق التي تتلقف إنتاجاتنا كبرت وتوسعت ودائما بفضل المنصات الرقمية. ولذلك عامل المنافسة أصبح غير موجود بل الاجتهاد والتركيز في العمل. كل منّا منشغل بإنتاجاته، وصار الجميع يعرف القواعد والتركيبات المطلوبة لنجاح أي عمل درامي. وصار بإمكاننا أن نطرح أكثر من عمل في الشهر الواحد. فأنا شخصيا سعيد جدا بهذه الولادة الجديدة للدراما العربية، ونحن بصدد التحضير لأعمال ضخمة جدا». ويفنّد سنان معنى الضخامة التي يتحدّث عنها ويقول: نحضر لإنتاجات تندرج على لائحة الـ«أكشن» والرعب نستعين بها بعناصر فنية وتقنية من لوس أنجليس ولندن وغيرها.
من الأعمال الجديدة التي يجري عرضها عبر منصة «شاهد في آي بي» مسلسل «دفعة بيروت».
وماذا عن الأعمال التي تحضرها «إيغل فيلمز» لموسم رمضان المقبل؟ يوضح سنان: «قبل موسم رمضان هناك 8 أعمال نستعد لعرضها على مدى الأشهر المقبلة. فهناك عروض سنتابعها عبر (شاهد في آي بي) منذ اليوم وحتى شهر مارس (آذار) 2021، ومن بينها (دي إن إيه) و(قارئة الفنجان) و(أمنيزيا) خليجي لبناني و(البريئة) وغيرها ومعظمها تتألف من 10 حلقات. ونحضّر لمسلسل سعودي ضخم (رالي) يحكي عن حلبة سباقات الرالي في المملكة. وهو يُصوّر في السعودية. فيما مسلسلات أخرى ستصور بين بيروت والكويت ومصر ونضع عليها لمساتنا الأخيرة. أما في رمضان فلدينا عملان خليجيان وآخر مصري واثنان لبنانيان».
ويتمسك سنان بلبنان كبلد منتج للدراما العربية ويلعب دورا بارزا اليوم فيها. ويقول: «لن نترك لبنان مهما كانت الظروف وسنبقى متمسكين به كنقطة أساسية لإنتاجاتنا. لقد راهنا منذ البداية عليه وترجمنا ذلك بمسلسل (ثورة الفلاحين)».
وعمّا إذا كانت نسبة الإنتاجات زادت يقول: «أعتقد أنّها نفسها مع فارق واحد، من قبل كانت تتألف من حلقات طويلة (ما فوق الثلاثين). أمّا اليوم فصار المسلسل أقصر، يتألف من نحو 10 حلقات وصارت 30 حلقة تعني 3 أعمالا درامية».


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.