أبو الغيط: جيران بالإقليم يتبنون سياسات تضر بالأمن القومي العربي

البرلمان العربي يستأنف جلساته ويدين انتهاكات الحوثيين في السعودية واليمن

جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
TT
20

أبو الغيط: جيران بالإقليم يتبنون سياسات تضر بالأمن القومي العربي

جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن التحديات التي تواجهها المنطقة غير مسبوقة، خاصة على الصعيدين الأمني والاستراتيجي، مشيرا الى وجود «جيرانٌ في الإقليم يتبنون سياساتٍ وينخرطون في ممارساتٍ تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعًا».
وقال أبو الغيط، خلال كلمة أمام البرلمان العربي، إنه «لا يغيب عن أحد منا ما تمر به المنطقة العربية في هذه الآونة من تغيراتٍ عميقة ومتسارعة بما يستدعي يقظةً في المتابعة والمراقبة وسرعةً في الفعل والأداء وقوةً في الموقف والرأي، ذلك أن فترات التغير والتحول تكون عادةً هي الأصعب والأكثر خطورة في حياة الأمم والشعوب». وشدد على أن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تأتي على رأس التحديات، قائلا «ولن نصمت عن هذا إطلاقًا».
وبالمواكبة مع مرور 8 سنوات على تدشينه بصفة دائمة، انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، جلسة البرلمان العربي الثانية من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث، والتي ترأسها رئيس «البرلمان العربي» علي بن عبد الرحمن العسومي، وحضرها أبو الغيط، ورئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، ونظيره للشيوخ المصري، عبد الوهاب عبد الرازق.
وقال العسومي، خلال مؤتمر صحافي بمقر الجامعة العربية، أمس، إن الجلسة «ناقشت عدداً من الأمور المهمة التي شهدتها الساحة العربية خلال الفترة الماضية، ومنها مواجهة قوى الإرهاب والعصابات المسلحة الخارجة على القانون، فضلاً عن تشكيل لجنة لـ(مكافحة الإرهاب والتطرف)». كما أعلن العسومي «تدشين البرلمان العربي لمركز الدبلوماسية البرلمانية العربية»، وذلك بمناسبة مرور 8 سنوات على إنشاء البرلمان بصفته الدائمة، وموضحا أن المركز «يهدف إلى تحقيق أهداف واستراتيجيات إقليمية للدبلوماسية البرلمانية العربية».
وأكد أن «البرلمان يدعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية، لاستعادة الأمن والاستقرار وجمع السلاح وجعله حصرا بيد الدولة وأجهزتها الأمنية، وتمكينها من فرض سلطة القانون»، معرباً عن ترحيب البرلمان بـ«الحوار القائم بين الحكومة العراقية المركزية وحكومة إقليم كردستان لحل الملفات العالقة بما ينسجم مع الدستور والقانون وتحقيق العدالة في توزيع الثروات بين أبناء الشعب العراقي».
وفي الشأن الليبي، قال العسومي إن «البرلمان العربي يتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية الليبية والجهود المبذولة لاستكمال الحوار الليبي - الليبي والتوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية على نحو يضمن سيادة الدولة الليبية ويصون وحدتها الوطنية ويحفظ مقدرات شعبها ويلبي تطلعاته في العيش بأمان وسلام وتنمية واستقرار، ويثمن الجهود المخلصة التي بذلتها جمهورية تونس لاستضافة ملتقى الحوار السياسي الليبي، كما يرحب بالتوافق الذي توصل إليه الأشقاء الليبيون حول بعض الملفات خلال الحوار».
وفي الشأن اليمني، ادان البرلمان المجازر التي ترتكب من قبل الحوثيين في الحديدة، وتعز مؤخراً وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات»، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لحماية المدنيين. دان العمليات المتكررة لميليشيات الحوثي تجاه الأراضي السعودية.
قال العسومي إن البرلمان يتابع مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه. وأوضح أن البرلمان «يتابع بمزيد من القلق التطورات الأخيرة وخاصة ما يتعلق بالانتهاكات المستمرة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وتحديها لجميع الأعراف والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني باستهدافها الدائم للمدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، وإصرارها على تقويض الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السياسية».
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان العربي علاء عابد رئيس اللجنة التي شكلها البرلمان العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن هذه اللجنة لديها خطة عمل خلال الفترة المقبلة للعمل على مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، خاصة الإرهاب الفكري، والعمل على تطوير الفكر وتنويره وأن يكون الخطاب الفكري خطاباً معتدلاً والعمل على تربية النشء على قبول الآخر.


مقالات ذات صلة

ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي على أجندة القمة العربية في بغداد

العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على هامش أعمال القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر الثلاثاء الماضي (الرئاسة المصرية)

ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي على أجندة القمة العربية في بغداد

تعكف جامعة الدول العربية ودولة العراق على إعداد أجندة اجتماع الدورة العادية الـ34 لمجلس الجامعة على مستوى القمة، المقرر عقدها في بغداد 17 مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي صورة جماعية للزعماء والقادة العرب المشاركين في القمة العربية الطارئة (الرئاسة المصرية) play-circle

تحركات عربية مكثفة لحشد الدعم لخطة «إعمار غزة»

في إطار تحركات عربية مكثفة لحشد الدعم لخطة «إعمار غزة»، يشارك وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في اجتماعات «خليجية» و«إسلامية» بالمملكة العربية السعودية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي القادة العرب ورؤساء الوفود المشاركون في القمة الطارئة (الرئاسة المصرية)

لماذا تحفّظ العراق وتونس على فقرات في بيان «القمة العربية» الختامي؟

أثارت تحفظات من العراق وتونس على بعض فقرات البيان الختامي في القمة العربية، لا سيما المتعلقة بمسألة «حل الدولتين»، تساؤلات حول مدى تأثيرها على «التوافق العربي»

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي القادة العرب المشاركون في القمة العربية الطارئة بشأن غزة في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة يوم 4 مارس 2025 (إ.ب.أ)

كيف ردت أميركا وإسرائيل على اعتماد «قمة فلسطين» الخطة المصرية بشأن غزة؟

بعد ساعات من اعتماد جامعة الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، رفضت كل من أميركا وإسرائيل المقترح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - تل أبيب)
خاص القادة والزعماء العرب المشاركون في قمة القاهرة الطارئة (الرئاسة المصرية)

خاص رئيس وزراء فلسطين: «القمة الطارئة» أفضل رد على دعوات «التهجير»

أبدى رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، ارتياحه بشأن مخرجات «القمة العربية» الطارئة التي استضافتها العاصمة المصرية، واعتمادها «خطة عربية جامعة».

أحمد إمبابي (القاهرة)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».