تصاعد قياسي للتضخم السوداني وسط أزمة اقتصادية خانقة

أحد أعلى المعدلات عالمياً رغم الجهود الحكومية

يعاني السودان أحد أعلى معدلات التضخم في العالم رغم الجهود الحكومية (رويترز)
يعاني السودان أحد أعلى معدلات التضخم في العالم رغم الجهود الحكومية (رويترز)
TT

تصاعد قياسي للتضخم السوداني وسط أزمة اقتصادية خانقة

يعاني السودان أحد أعلى معدلات التضخم في العالم رغم الجهود الحكومية (رويترز)
يعاني السودان أحد أعلى معدلات التضخم في العالم رغم الجهود الحكومية (رويترز)

قفز التضخم في السودان إلى مستويات قياسية، وسجل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 245.34 في المائة، بزيادة 24.49 في المائة عن أكتوبر (تشرين الأول) الذي بلغ خلاله 229.85 بالمائة، في وقت يواجه فيه المواطنون أوضاعاً معيشية صعبة جراء الغلاء والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الرئيسية.
ويعاني السودان من أحد أعلى معدلات التضخم في العالم، ويقول الاقتصاديون إنه قد يتحول إلى تضخم جامح ما لم يسيطر البلد على عجز الميزانية والمعروض النقدي. يعزو الاقتصاديون ذلك إلى ارتفاع تكاليف الأغذية والمشروبات والوقود وظهور سوق سوداء للدولار الأميركي، وهي عوامل ساهمت في الانتفاضة التي أطاحت بحكم عمر البشير، العام الماضي.
وواصلت قيمة الجنيه السوداني الانخفاض مقابل العملات الأجنبية، فيما تحاول السلطات جاهدة كبح جماح الأسعار في السوق الموازية (السوداء)، عبر ملاحقة المتعاملين في العملة بواسطة الأجهزة الأمنية.
وعزا الجهاز المركزي للإحصاء في بيان، ليل أول من أمس، تصاعد معدل التضخم لارتفاع مجموعة الأغذية والمشروبات بأكثر من 6 نقاط. وأشار البيان إلى ارتفاع معدلات التضخم في المناطق الحضرية والريفية، واستقرارها نسبياً في أسعار السلع المستوردة.
وبدأت الحكومة السودانية في تنفيذ مشروع لتخفيض الأسعار، لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين، إلا أن المشروع لايزال في مراحله الأولى، ولا يغطي كل ولايات البلاد.
ووصل سعر الدولار في السوق الموازية (السوداء) إلى 263 جنيهاً، فيما يبلغ سعر الصرف الرسمي في البنك المركزي 55 جنيهاً. ويواجه السودان نقصاً كبيراً في الاحتياط النقدي من العملات الأجنبية، ما يدعو التجار والمستوردين إلى الشراء من السوق «السوداء»، الذي بدوره يؤدي إلى تدني قيمة الجنيه السوداني. وشكلت جائحة «كورونا» ضغطاً على الأوضاع الاقتصادية في السودان، وأدت إلى نقص الإيرادات في موازنة عام 2020، بنسبة 40 في المائة.
وعلى الرغم من تطبيق الحكومة الانتقالية في السودان سياسات ترشيد الدعم، وتحرير أسعار المحروقات، والتعديل التدريجي لسعر الصرف والدولار الجمركي، فإنها لم تفلح في تجاوز الأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وتأمل الحكومة السودانية رفع اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب، المزمع أن يتم خلال الأيام المقبلة، ما يمهد لإعفاء الديون الخارجية البالغة 60 مليار دولار، التي تشكل عبئاً ثقيلاً على اقتصاد البلاد.



الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
TT

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي رئيس البيت الأبيض فرضها، والتي يتوقع أن تؤثر على مسار التجارة العالمية والأسعار.

وقد تقاطع تنصيب ترمب مع بدء هدنة بين إسرائيل و«حماس»، والتي يتوقع أن يكون لها وقعها الإيجابي على الأسواق.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية. وبناءً على هذه العوامل، يتوقعون تحسناً ملحوظاً بأداء الأسواق في المنطقة، وخاصة الخليجية، خلال الفترة القادمة؛ مما يعزز التفاؤل بالنمو الاقتصادي المستقبلي.

تعزيز سلاسل الإمداد

وقال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، إن التوقعات الدولية تُشير إلى تحسن ملحوظ في الاقتصاد العالمي بعد تنصيب ترمب.

وأرجع الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الاستقرار السياسي المتزايد، وتعزيز سلاسل الإمداد، فضلاً عن السياسات المالية والنقدية الداعمة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون للرفع التدريجي للرسوم على الواردات إلى الولايات المتحدة، تأثيرات كبيرة على سوق العمل والتضخم، وفق الفراج. وهو ما سيخلق بيئة اقتصادية أكثر استقراراً ونمواً في الأسواق العربية، خاصة الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية (تداول).

نمو الشركات

من ناحيته، أكد المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيؤدي إلى تحقيق الأسواق الأميركية مكاسب كبيرة، بسبب سياساته المحفزة لنمو الشركات. وسيؤثر ذلك إيجاباً على الأسواق المالية بشكل عام، وخاصة الخليجية.

كما ساهم هدوء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اتفاق غزة وتبادل الأسرى، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية، بحسب باعجاجة.

متداولون يراقبون الشاشات التي تعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

أداء الأسواق العربية

وأغلقت معظم أسواق الأسهم في المنطقة العربية والخليجية على ارتفاع بنسب متفاوتة، يوم الاثنين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي)، جلسة يوم الاثنين على زيادة بنسبة تقارب 0.40 في المائة، عند 12379 نقطة، لتلامس أعلى مستوياتها منذ 8 مايو (أيار) الماضي، بقيادة سهم «أكوا باور» الذي صعد 4.4 في المائة. وقد ثبت سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، عند 28.15 ريال دون تغيير.

وربح المؤشر القطري 0.40 في المائة ليغلق عند 10508 نقطة، بدعم من سهم شركة «صناعات قطر» للبتروكيميائيات الذي زاد 2.2 في المائة، في حين صعد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.53 في المائة. وارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.08 في المائة.

أما مؤشر سوق دبي الرئيسة، فقد تراجع 0.30 في المائة، بعدما انخفض سهم شركة «سالك لرسوم التعرفة المرورية» 2.9 في المائة. كما نزل مؤشر بورصة البحرين 0.08 في المائة.

وخارج منطقة الخليج، خسر مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.37 في المائة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر بورصة الدار البيضاء 0.33 في المائة. في المقابل، سجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.03 في المائة.