{المتحدث باسم بن لادن} يعود إلى بريطانيا

TT

{المتحدث باسم بن لادن} يعود إلى بريطانيا

عاد الرجل الملقب بالمتحدث الرسمي باسم أسامة بن لادن في أوروبا إلى المملكة المتحدة، في أعقاب إطلاق سراحه من أحد السجون الأميركية. ولقد جرى ترحيل المدعو عادل عبد الباري، بعد أن خلص قاضٍ رفيع المستوى في نيويورك إلى أن السجين معرض بدرجة كبيرة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى وزنه الزائد، وإصابته بالربو، بحسب محطة {بي بي سي} البريطانية.
وفي عام 1998، كان عادل عبد الباري هو مسؤول الدعاية في أوروبا لصالح تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وكان قد أبلغ الصحافيين بأن التنظيم الإرهابي نفذ عمليات تفجير السفارات الأميركية في شرق أفريقيا.
هذا، وتعمل أجهزة الأمن والاستخبارات وشرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة راهناً على استعراض عودته إلى البلاد ومجريات إعادة توطينه فيها. وكان محققو شرطة سكوتلانديارد قد ألقوا القبض على عادل عبد الباري في عام 1999، لاتهامه بالضلوع في مؤامرة تفجير السفارتين في أفريقيا. ولقد لقي أكثر من 200 شخص مصرعهم في نيروبي ودار السلام اللتين شهدتا أكبر هجوم إرهابي منفرد لتنظيم «القاعدة» ضد أهداف تابعة للولايات المتحدة الأميركية. ولقد أثارت عملية القبض عليه - مع اعتقال المشتبه فيهم الرئيسيين الآخرين المقيمين في المملكة المتحدة - معركة ضخمة بشأن تسليم المجرمين استمرت حتى عام 2012؛ العام الذي شهد نقله في خاتمة المطاف إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ولقد اعترف عادل عبد الباري، بضلوعه في قضية تلك التفجيرات. ولقد أكد اعترافه أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بأنه أثناء عمله خارج لندن كان يبعث بالرسائل من الصحافيين إلى أسامة بن لادن، كما قام بإرسال عدد من الرسائل بالفاكس إلى الوكالات الإخبارية المتعددة التي يؤكد فيها مسؤولية تنظيم «القاعدة» الإرهابي عن تفجيرات السفارات الأميركية في شرق أفريقيا.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، وافقت السلطات الأمنية الأميركية على إطلاق سراح عادل عبد الباري بعد قضائه 21 عاماً من مدة عقوبته التي تبلغ 25 عاماً في السجون الأميركية. وكان قرار إطلاق سراحه من المقرر تنفيذه بحلول نهاية العام الحالي، وذلك بعد أن وضعت السلطات الأميركية في اعتبارها 14 عاماً قضاها عادل عبد الباري في سجون المملكة المتحدة قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة، وسلوكه المنضبط في السجن منذ ذلك الحين. غير أن قرار الإفراج عنه قد صدر مبكراً عن الموعد المنتظر، لا سيما بعد أن استمعت المحكمة الأميركية إلى الأدلة التي تؤكد مخاطر تعرضه للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وربما الوفاة، إن بقي في السجن لفترة أطول من ذلك. وفي حيثيات قرار الإفراج عن عادل عبد الباري في أكتوبر الماضي، قال القاضي لويس كابلان إن دواعي الرحمة تستدعي بقاء المتهم رفقة أسرته، نظراً لأنها ربما تكون الفترة الأخيرة من حياته.
وقال القاضي أيضاً إن الحكومة الأميركية تقر بأن المتهم قد تقدم بالأسباب والأدلة الاستثنائية والمقنعة التي تستلزم الموافقة على قرار إطلاق سراحه.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».