جوائز «اتحاد الفيلم الأوروبي» تُعلن بالتقسيط المريح

انطلقت قبل ثلاثة أيام وتنتهي بعد يومين

TT

جوائز «اتحاد الفيلم الأوروبي» تُعلن بالتقسيط المريح

باشر «اتحاد الفيلم الأوروبي» (اختصاراً EFA) توزيع جوائزه لأفضل الأفلام ولأفضل صانعيها من مخرجين وكتاب ومصوّرين وعاملين في شتّى جوانب المهن التقنية من توليف (مونتاج) وصوت ومؤثرات وتصاميم مختلفة.
إنها الدورة السنوية الثالثة والثلاثون منذ عام 1988 وإلى اليوم. لكنها دورة تختلف شكلاً عن الدورات السابقة؛ إذ تمتد لخمسة أيام متوالية عوض أن تبدأ وتنتهي في يوم واحد. مرجع ذلك ليس كثرة الترشيحات والأسماء المعلنة، بل شيء اسمه «كورونا» داهم حياتنا فإذا بالكثير من الاحتفالات والمناسبات تتحوّل من صلب الواقع إلى جانبه. فعوض اللقاء تحت سقف صالة كبيرة واحدة يتعوّد العالم اليوم أن يكتفي باللقاءات الأثيرية عبر الإنترنت ويقوم «اتحاد الفيلم الأوروبي» بالانصياع لهذا المستجد بالتوجه مباشرة للعروض المنزلية لمن رغب وشاء.

- خالٍ من النقد
بدأت ليالي توزيع الجوائز في الثامن من هذا الشهر وتستمر حتى الثاني عشر منه. خلال خمسة أيام يُتاح للاتحاد لا تقديم الفائزين تباعاً فقط، بل تقديم مشاهد من الأفلام المتنافسة وتلك التي يتم التنافس بين صانعيها بسببها كما لمقابلات ومناقشات حولها.
الليلة الأولى شملت تقديم عدد من السينمائيين الأوروبيين المعروفين مثل المخرج الدنماركي توماس ڤنتربيرغ، والمخرجة البولندية أنييشكا هولاند، والمخرج البريطاني مارك كوزينز. هؤلاء تناولوا السينما في الوضع الحالي لها وعن أفلامهم الأخيرة.
ليلة أول من أمس (الأربعاء) حظت بتوزيع الجوائز على أصحاب مهن فنية كثيرة هي التصوير والتوليف وتصميم الإنتاج وتصميم الملابس وتصفيف الشعر والموسيقى والصوت والمؤثرات البصرية المختلفة.
أما ليلة أمس (الخميس) فقد تخصصت بتقديم جوائز الفيلم القصير وجوائز الجامعات الأوروبية وقام بالتقديم الزميل مايك غودريدج الذي عمل ناقداً ثم منتجاً قبل أن يتولّى الإدارة الفنية لمهرجان ماكاو في الصين.
مساء اليوم سيتم توزيع الجوائز على الأفلام الكوميدية وأفلام الرسوم وصانعيها. أما حفلة الختام غداً فسيتم تخصيصها لتوزيع الجوائز على أفضل فيلم تسجيلي وأفضل تمثيل نسائي ورجالي وأفضل سيناريو، كما أفضل فيلم أوروبي وأفضل مخرج.
في نطاق أفضل فيلم أوروبي نجد ستة أفلام كانت عُرضت في مهرجانات أوروبية مختلفة بدءاً من برلين في مطلع هذا العام، وهي:
1 - «مارتن إيدن» للإيطالي بييترو مارشيللو، وهو دراما تم إنتاجها بين إيطاليا وفرنسا.
2 - «كوربوس كريستي» للبولندي يان كوماسا (بولندا، فرنسا)
3 - «برلين ألكسندربلاتز» للأفغاني الأصل برهان قرباني (ألمانيا، هولندا).
4 - «دورة أخرى» للدنماركي توماس ڤينتربيرغ (هولندا، السويد)
5 - «أوندين» للألماني كرستيان بتزولد (ألمانيا، فرنسا)
6 - «الطير المدهون» للتشيكي فاكلاف مارهول (جمهورية تشيك، أوكرانيا، سلوڤانيا).
ولا يبدو أن أحداً وجّه انتقادات لغياب مخرجات أوروبيات عن هذه القائمة النهائية على عكس ما حظت به مهرجانات السينما الأوروبية من انتقادات في العام السابق على الأقل.
لافت للنظر أيضاً أن ثلاثة فقط من المخرجين الواردة أسماؤهم حظوا بترشيح لجائزة أفضل مخرج وهم الدنماركي ڤنتربيرغ والإيطالي مارشيللو البولندي يان كوزماكا.
باقي المخرجين لم تطأ أفلامهم أرض المنافسة على جائزة أفضل فيلم أوروبي، وهم البولندية أنييشكا هولاند عن فيلمها «شارلاتان»، والدنماركية ماريا سودال (عن «أمل»)، والفرنسي فرنسوا أوزون (عن «صيف 85»).

- مؤامرة المهرة
بطلة فيلم «أمل»، الممثلة أندريا براين هوڤِك ترشّحت لجائزة أفضل ممثلة أوروبية، وتنافسها في ذلك كل من مارتا نييتو (عن «أم»)، ونينا هوس («شقيقتي الصغيرة»)، وآن دول تورب («شارتر»)، وبولا بير («أودين»)، ونتاشا بيريزهانايا («داو ناتاشا»).
رجالياً، لدينا بارتوش بييلينيا عن دوره في «كوربوس كريستي» وغوردون بوغدان عن دوره في «أب» وإيليو غرمانو («مخبوء»، Hidden Away) وماس ميكلسن («دورة أخرى») وڤيغو مورتنسن («سقوط» كما لوكا مارينيللي («مارتن إيدن»).
بعض هذه الأفلام عرضناها في صفحة السينما على مدى هذا العام، أو من خلال تقاريرنا من المهرجانات التي حضرها هذا الناقد، مثل «مارتن إيدن» و«برلين ألكسندربلاتز» و«كوربوس كريستي».
في نطاق أفلام الأنيميشن عرضنا «كلاوس» وهو فيلم إسباني رائع من إخراج سيرجي بابلوس، تزاوج ما بين التفرد أسلوباً والسرد ذي المنحى الأميركي شكلاً. الأفلام الأخرى في هذا النطاق آتية من روسيا عبر «الأنف أو مؤامرة المهرة» لأندريه خرازهانوڤسكي، ومن فرنسا فيلمان، هما «جوزف» لمخرج اكتفى باسم واحد هو أوريل و«كالأميتي» لريمي شايا.
وهناك ستة أفلام في مسابقة الفيلم التسجيلي، هي «الكهف» لفراس فياض الذي يدور حول الحرب الدائرة في سوريا (إنتاج دنماركي)، و«أكازا، وطني» لرادو شيورنيكيوس (رومانيا)، و«جماعي» لألكسندر ناناو (رومانيا، لوكسمبرغ)، و«فتاة صغيرة» لسباستيان ليفتز (فرنسا).
ويخصص الاتحاد جائزة لأفضل فيلم كوميدي. تقليد لا يخلو من الغرابة؛ كون الفيلم الجيد جديراً به الانتماء إلى المسابقة الرئيسية تلقائياً. لكن ربما تخصيص مسابقة منفصلة يمنح المناسبة توسّعاً في البرمجة والاختيارات.
إنها ثلاثة أفلام قادمة من إسبانيا («فوائد السفر في القطار» لأرتيز مورينو)، وفنلندا («سيدات من فولاذ» لباميلا تولا وفرنسا («الضربة الكبيرة» لإيمانويل كوركول).
بعض أهم الجوائز التي أُعلنت حتى الآن تشمل:
• جائزة أفضل تصوير لماتيو كوكو عن «مخبوء» (إيطاليا)
• أفضل توليف: ماريا فانتاستيكا ڤالموري عن «مرّة أخرى للانتهاك» (إيطاليا، روسيا)
• أفضل تصميم إنتاجي: كريستينا كاسالي لفيلم «التاريخ الشخصي لديفيد كوبرفيلد» (بريطانيا).
• أفضل موسيقى مكتوبة خصيصا لفيلم: داشا دووِنهووَر عن «برلين ألكسندربلاتز» (ألمانيا)
• أفضل مؤثرات بصرية: إناكي مادارياغا عن «المنصة» (إسبانيا).


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز