اكتشاف نقاط ضعف جديدة في «كوفيد ـ 19»

بعضها يتعلق ببروتين يحمي مادته الوراثية

اكتشاف نقاط ضعف جديدة في «كوفيد ـ 19»
TT

اكتشاف نقاط ضعف جديدة في «كوفيد ـ 19»

اكتشاف نقاط ضعف جديدة في «كوفيد ـ 19»

توصل فريق بحثي أميركي إلى نقاط ضعف جديدة في فيروس «كورونا» المستجد، يمكن استهدافها بالعلاجات المستقبلية.
وخلال دراسة نشرت في دورية «سيل» يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أعلن باحثون بجامعتي «نيويورك» و«ركفلر»، عن إحدى نقاط الضعف المهمة، وهي البروتين «TMEM41B»، والمعروف باسم «بروتين الغشاء»، الذي يساعد في تشكيل الغشاء الخارجي الدهني الذي يحمي المادة الوراثية للفيروس أثناء تكاثره داخل خلية مصابة وقبل أن يصيب أخرى.
وأجرى الباحثون خلال الدراسة سلسلة من التجارب، أثبتت أن البروتين كان ضرورياً لتكرار الفيروس؛ حيث قارنوا بين تكاثره وتكاثر الفيروسات في الخلايا المصابة في عشرين من الفيروسات التي تعرف باسم «الفيروسات الفلافيفية المميتة»، بما في ذلك تلك المسؤولة عن الحمى الصفراء ومرض غرب النيل وزيكا، كما قارنوا كيفية تكاثره في الخلايا المصابة مع ثلاثة فيروسات «كورونا» موسمية أخرى معروفة بأنها تسبب نزلات البرد.
وقادت هذه المقارنات الباحثين إلى تقديم أول دليل علمي على وجود بروتين الغشاء «TMEM41B»، كعامل حاسم في العدوى بواسطة «الفيروسات الفلافيفية»، وبشكل ملحوظ في فيروسات «كورونا»، بما فيها فيروس «كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد– 19».
ويقول جون بويرير، أستاذ الطب المساعد في جامعة «نيويورك» في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمستشفى الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «تتمثل الخطوة الأولى المهمة في مواجهة عدوى جديدة مثل (كوفيد– 19) في رسم خريطة للمشهد الجزيئي لمعرفة الأهداف المحتملة لمكافحتها، ويمكن أن تكشف مقارنة فيروس تم اكتشافه حديثاً بالفيروسات الأخرى المعروفة عن المسؤوليات المشتركة، والتي نأمل أن تكون بمثابة كتالوج من نقاط الضعف التي يمكن استهدافها».
وكان الفريق البحثي ذاته قد نجح أيضاً في تحديد أكثر من مائة بروتين آخرين يمكن أيضاً التحقيق فيها كأهداف محتملة للأدوية، ونشروا بحثاً عن هذا الإنجاز في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدورية «سيل».
ويقول بويرير: «بالإضافة إلى تحديد تثبيط بروتين (TMEM41B) ليكون ذلك هدفاً للعلاجات المستقبلية لوقف عدوى فيروس (كورونا)، فإننا حددنا أيضاً أكثر من مائة بروتين آخر يمكن أيضاً التحقيق فيها كأهداف محتملة للأدوية».
واستخدم الباحثون خلال هذه الدراسة أداة تعديل الجينات «كريسبر» لتعطيل أكثر من 19 ألف جين في الخلايا البشرية المصابة بكل فيروس من «الفيروسات الفلافيفية» وفيروسات «كورونا»، بما في ذلك فيروس «كورونا» المستجد، ثم قارنوا التأثيرات الجزيئية لكل توقف على قدرة الفيروس على التكاثر.
وبالإضافة إلى البروتين «TMEM41B»، تم العثور على حوالي 127 سمة جزيئية أخرى مشتركة بين فيروس «كورونا» المستجد وفيروسات «كورونا» الأخرى، وشملت هذه التفاعلات البيولوجية الشائعة، أو المسارات التي تشارك في نمو الخلية، والتواصل من خلية إلى أخرى، والوسائل التي ترتبط بها الخلايا بالخلايا الأخرى. ومع ذلك، يقول الباحثون إن البروتين «TMEM41B» كان هو الميزة الجزيئية الوحيدة التي برزت بين عائلات الفيروسات المدروسة.
من جانبها، اهتمت هند علام، الباحثة المتخصصة في الجينات بجامعة «عين شمس» بالقاهرة، باستخدام الفريق البحثي لتقنية المقص الجيني (كريسبر) لرسم خريطة لنقاط الضعف الخاصة بالفيروس، مما يؤكد من وجهة نظرها أحقية العالمتين: الفرنسية إيمانويل شاربانتييه، والأميركية جنيفر داودنا، مبتكرتي هذه التقنية، في الحصول على جائزة «نوبل» هذا العام.
وتقول علام لـ«الشرق الأوسط»: «نتائج هذه الدراسة ستكون مفيدة حتماً في تطوير علاج، ويمكن أن تكون نموذجاً في البحث عن نقاط الضعف بالفيروسات، يمكن تنفيذه في حال حدوث تفشٍّ مستقبلي لأي وباء».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.