أعربت تركيا عن ثقتها بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سـ«تقدر أهميتها الاستراتيجية والجيوسياسية»، وعبرت عن استعدادها للتعاون معها في العديد من الملفات، على رأسها العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. كما صرح مسؤول تركي كبير أن بلاده تعول على «بداية جيدة» مع الرئيس الأميركي المنتخب.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين ثقته بأن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة ستكون جيدة وإيجابية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن. وقال، خلال مشاركته، ليل الأربعاء إلى الخميس في حلقة نقاش افتراضية نظمها مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني حول السياسة الخارجية لتركيا، إن بايدن يعرف تركيا ورئيسها جيدا، وزار أنقرة مرات عدة عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وقال: «إنني على ثقة بأن علاقاتنا ستكون جيدة وإيجابية، وسيثمن بايدن القيمة الاستراتيجية والجيوسياسية لتركيا».
وذكر كالين أن بلاده ستدعم عودة إدارة بايدن للاتفاق النووي المبرم مع إيران، بعد خروج الرئيس الحالي دونالد ترمب منه عام 2018.
وبالنسبة لأزمة شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، قال كالين إن تركيا أبدت مرارا رغبتها في شراء منظومة «باتريوت» الأميركية، لكن واشنطن امتنعت عن تزويدها بها، لافتا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان صرح، مرارا، بأن تركيا ستبحث عن بدائل في حال أصرت واشنطن على عدم بيع تلك المنظومة، غير أن الولايات المتحدة لم تأخذ تلك التصريحات على محمل الجد.
واعتبر أن الحديث عن تشكيل منظومة «إس - 400» تهديدا لمقاتلات «إف - 35» الأميركية، المستخدمة في منظومة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ادعاءات من السهل تفنيدها. وحذر من أن فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها المنظومة الروسية سيلحق أضرارا كبيرة بالعلاقات التركية - الأميركية.
ولفت كالين إلى وجود خلافات في وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن في عدد من المسائل، وأن أنقرة تعمل على إزالة تلك الخلافات، قائلا إن «تركيا ترغب في حل القضايا الإقليمية بالتعاون مع الولايات المتحدة والعالم الغربي أكثر من روسيا، لكننا لم نر خطوات ملموسة من العالم الغربي في هذا الخصوص».
وتابع أن تركيا تنتظر من إدارة بايدن وقف الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتعاون مع بلاده في قضية مكافحة «منظمة غولن الإرهابية»، في إشارة إلى حركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا الأميركية كمنفى اختياري منذ العام 1999، والذي تتهمه أنقرة بأنه مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها في 15 يوليو (تموز) 2016.
وعن احتمال عودة العلاقات التركية - الإسرائيلية إلى طبيعتها، قال كالين: «إسرائيل رفضت مبدأ حل الدولتين، وتواصل سياسة محاصرة الفلسطينيين منذ سنوات... تركيا ستواصل التركيز في جميع المحافل على الحصار والضغوط التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين».
في السياق ذاته، كشف المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا والذي شغل كذلك منصب سفير الولايات المتحدة في أنقرة، جيمس جيفري، عن أن إدارة بايدن، تعمل على عقد محادثات بين كل من تركيا ومصر وإسرائيل، لحل الخلافات العالقة، لافتا إلى «إشارات إيجابية» صدرت عن تركيا بالذات في هذا الشأن.
وذكر جيفري، خلال مشاركته مساء الاثنين في ندوة لمركز الدراسات التركية في لندن، أن إدارة بايدن تعمل على حل الخلافات بين الدول الثلاث من أجل استعادة قوة تحالفها في المنطقة، لا سيما بعد تنفيذ اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول بالشرق الأوسط، فمن المهم جدًا عقد مباحثات التطبيع بين تركيا ومصر وإسرائيل، بخاصة أن الولايات المتحدة سترحب بالاتفاق بين تل أبيب وأنقرة.
وتناول جيفري ما يتردد بشأن احتمالات خروج تركيا من حلف الناتو، قائلا إن الناتو لا يطرد أي دولة من الحلف، إلا إذا انسحبت تلك الدولة بإرادتها، وفي هذه الحالة العواقب ستكون وخيمة على تركيا، نظرًا لأهميتها في دعم عمليات الناتو العسكرية في أفغانستان والبلقان والبحر الأسود، كما يجب النظر إلى القواعد الأميركية والقواعد العسكرية للحلف داخل تركيا، فسيكون خطيرًا جدًا على الوضع التركي إذا فكرت أنقرة في إغضاب الناتو. كانت تقارير تتحدث عن زيارة رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان مؤخراً إلى إسرائيل لبحث تطبيع العلاقات، وعن قرب إعادة تركيا سفيرها إلى إسرائيل بعد سحبه منذ 2018.
تركيا تعول على «بداية جديدة» مع إدارة بايدن
أبدت استعدادها لـ«مساعدة» واشنطن على العودة إلى الاتفاق النووي
تركيا تعول على «بداية جديدة» مع إدارة بايدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة