عسكريون ليبيون: إخراج المرتزقة قد يستغرق أكثر من 90 يوماً

الأطراف الليبية المتصارعة اتفقت على إخراج المرتزقة من ليبيا خلال 90 يوماً انقضى نصفها حتى الآن (أ.ب)
الأطراف الليبية المتصارعة اتفقت على إخراج المرتزقة من ليبيا خلال 90 يوماً انقضى نصفها حتى الآن (أ.ب)
TT

عسكريون ليبيون: إخراج المرتزقة قد يستغرق أكثر من 90 يوماً

الأطراف الليبية المتصارعة اتفقت على إخراج المرتزقة من ليبيا خلال 90 يوماً انقضى نصفها حتى الآن (أ.ب)
الأطراف الليبية المتصارعة اتفقت على إخراج المرتزقة من ليبيا خلال 90 يوماً انقضى نصفها حتى الآن (أ.ب)

حدد اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين طرفي الصراع الليبي برعاية أممية مدة 90 يوماً لإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وعلى الرغم من مرور نصف هذه المدة تقريبا؛ فإن الإفادات الصادرة عن مسؤولين ليبيين لا تنقل تقدماً واضحاً أو ملموساً في ما يتعلق بتلك «القضية المحورية»، والتي تعد أهم البنود الضامنة لنجاح الاتفاق.
وتأرجحت السيناريوهات التي وضعها المراقبون للشأن الليبي بين الأمل في أن تشهد الفترة المتبقية «إنجازا يتغلب على صعوبة الوضع على الأرض»، ورأي آخر يذهب إلى «احتمال أن يلحق هذا الاتفاق بغيره من مبادرات السلام في ليبيا والتي لا تصمد طويلاً».
من جهته، رجح العميد ركن الفيتوري غريبيل، وهو عضو وفد قوات حكومة «الوفاق» الليبية في اللجنة العسكرية المشتركة، تحقيق خطوة إخراج المرتزقة، وذلك رغم إقراره «بوجود بطء في التنفيذ».
وأوضح غريبيل في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن «قضية إخراج المرتزقة تتطلب وقتا، وتتطلب أيضا ضغطاً دولياً خاصة ما يتعلق بإخراج مرتزقة الفاغنر الروس. صحيح أن هناك بطئاً، ولكن نحن باللجنة العسكرية المشتركة نعمل بكل قدراتنا للتغلب على الصعوبات».
وألمح إلى أنه «قد يتم تجاوز فترة التسعين يوماً»، موضحاً «الأمر يعتمد على ظروف العمل ولكن بكل الأحوال سيتم الالتزام بكامل بنود الاتفاق وسنمضي قدماً حتى ولو ببطء».
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5 والتي تضم ممثلين عسكريين لكل قوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد توصلت خلال اجتماعها في 23 أكتوبر الماضي بجنيف وبرعاية أممية إلى اتفاق يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، كما ينص على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها لمعسكراتها بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار.
وكان غريبيل، وهو آمر القوة المشتركة بالمنطقة الغربية، قد أكد في تصريحات سابقة لـ «الشرق الأوسط» أنه «سيتم بالمرحلة الثانية من مراحل تنفيذ الاتفاق سحب (المرتزقة) من مناطق وسط ليبيا إلى طرابلس وبنغازي ومن هناك يتم ترحيلهم إلى دولهم، وهذا أمر لا تراجع عنه».
ولم يبتعد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني الليبي، عن الرأي السابق». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل والجهد أمام البعثة الأممية مضنيان. هناك حاجة لوقت، والمقررات ليست دائماً تنفذ في توقيتها، ولكننا متأكدون من أن خروج الأجانب والمرتزقة سيتم عاجلا أو آجلا خاصة في ظل الرفض الشعبي لوجودهم». وفيما يتعلق بتخوفات البعض حول مدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار، قال المحجوب «قرار الحرب الآن أصعب من قرار إيقافها، ومع ذلك كل شيء وراد في عالم المصالح».
وكانت المبعوثة الأممية بالإنابة لدى ليبيا، ستيفاني وليامز، قد حذرت مؤخرا من المخاطر الناجمة «عن وجود ما يقرب من ألف مقاتل أجنبي ومرتزق و10 قواعد عسكرية في جميع أنحاء البلاد»، معتبرة ذلك انتهاكاً مروعاً للسيادة الليبية.
من جهته، كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن تواصل جهات أممية معه للتعرف على تقديرات مرصده فيما يتعلق بقيام بعض الدول بنقل مرتزقة من حاملي الجنسية السورية إلي الأراضي الليبية أو إخراجهم منها. وفيما يتعلق بآخر المستجدات حول هذا الملف، قال عبد الرحمن «رصدنا عودة ما يقرب من 10700 مرتزق لسوريا عبر الأراضي التركية، وذلك قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ولكننا فوجئنا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بأيام قليلة بتوقف عملية عودة هؤلاء لوطنهم عبر الأراضي التركية». وأضاف: «يمكن القول إن هناك ما يقرب من 7000 مرتزق سوري ممن جلبتهم تركيا ما زالوا موجودين داخل مناطق سيطرة حكومة الوفاق بالغرب الليبي».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.