رواد الفضاء يحصدون فجلاً زرعوه على متن المحطة الفضائية الدولية

رواد الفضاء يحصدون فجلاً زرعوه على متن المحطة الفضائية الدولية
TT

رواد الفضاء يحصدون فجلاً زرعوه على متن المحطة الفضائية الدولية

رواد الفضاء يحصدون فجلاً زرعوه على متن المحطة الفضائية الدولية

قام رواد الفضاء مؤخراً بحصاد نبات الفجل الطازج الذي زرعوه في الفضاء، في خطوة قد تعطي دفعة لجهود إنتاج الغذاء لبعثات الفضاء طويلة الأجل إلى القمر والمريخ.
الاثنين الماضي، قامت كيت روبينز، مهندسة الطيران بوكالة «ناسا» الأميركية للفضاء، بحصاد 20 من نباتات الفجل المزروعة في «موئل النباتات المتقدمة» التابع للمحطّة الفضائيّة، وقامت بلفها في رقائق الألمنيوم، ومن ثم تخزينها في طقس بارد لتتغذى عليها إلى حين حلول موعد العودة إلى الأرض العام القادم.
وأوضحت شبكة «سي إن سي»، أن نبات الفجل يعد أحدث المنتجات الطازجة التي يجري زراعتها بنجاح في ظروف الجاذبية الصفري، وتشمل قائمة المنتجات الخس الأحمر والأخضر، والملفوف الصيني، والعدس، والخردل، بحسب وكالة «ناسا».
وفي بيان صحافي، قالت نيكول ديفور، مديرة «برنامج موئل النباتات المتقدم بمركز كينيدي الفضائي» التابع لوكالة «ناسا»، «لقد عملت في موئل النباتات المتقدمة منذ بدايته، وكان كل نبات جديد نزرعه يمثل مصدر فرحة كبيرة؛ لأن ما نتعلمه من هذا المشروع يساعد وكالة (ناسا) على إرسال رواد فضاء إلى المريخ وعودتهم بأمان».
- توفير الغذاء للبعثات الفضائية القادمة
كان العلماء في «مركز كينيدي للفضاء» في فلوريدا ينتجون نبات الفجل ضمن مجموعة تحكم معدة للحصاد في 15 ديسمبر (كانون الأول). وسيقارن الباحثون بين الفجل المزروع في الفضّاء والخضراوات المزروعة على الأرض؛ لمعرفة احتواء مزروعات الفضاء على المعادن والفيتامينات التي يحتاج إليها رواد الفضاء خلال فترات المكوث الطويلة في الفضاء.
ومن المقرر أن يكرر رواد الفضاء تجربة زارعة الفجل في الفضاء لتوفير البيانات والمعلومات للعلماء للاعتماد عليها في أبحاثهم المستقبلية.
والجدير بالذكر، أن دراسة حديثة أثبتت أن نبات الخس الذي ينمو في الفضاء آمن ولذيذ ويمكن تناوله كغذاء، بحسب رواد فضاء.
ونظراً لقلة الوقت المخصص لأغراض الزراعة في الفضاء، فإن نبات الفجل يقدم مزايا كبيرة كمصدر للغذاء لرواد الفضاء المستقبليين المقرر بقاؤهم في مهام فضائية خلال السنوات المقبلة؛ وذلك لأن الفجل ينمو بسرعة، ومن الممكن أن يصل إلى مرحلة النضج الكامل في غضون سبعة وعشرين يوماً فقط.
كما أن النباتات الجذرية (التي تنمو تحت الأرض) لا تتطلب الكثير من المتابعة من قِبل طاقم العمل أثناء نموها. وذكرت كارل هاسنشتاين، أستاذة علم الأحياء بجامعة لويزيانا والباحثة الرئيسية في المشروع، في بيان صحافي، أن «الفجل يوفر إمكانات بحثية كبيرة بفضل التشكيل الحساس لبُصيلته».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».