غرسات دماغية في القرود تمنح الأمل باستعادة البصر لدى المكفوفين

فتى مصاب بالعمى يحضر أحد الصفوف الخاصة في بنغلادش (أرشيفية - رويترز)
فتى مصاب بالعمى يحضر أحد الصفوف الخاصة في بنغلادش (أرشيفية - رويترز)
TT

غرسات دماغية في القرود تمنح الأمل باستعادة البصر لدى المكفوفين

فتى مصاب بالعمى يحضر أحد الصفوف الخاصة في بنغلادش (أرشيفية - رويترز)
فتى مصاب بالعمى يحضر أحد الصفوف الخاصة في بنغلادش (أرشيفية - رويترز)

قال باحثون من المعهد الهولندي لعلم الأعصاب، إن العلماء يقتربون من استعادة البصر للمكفوفين باستخدام غرسات دماغية، بعد سلسلة من التجارب الناجحة على القرود، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وطوّر الباحثون غرسات تحتوي على 1.024 قطباً كهربائياً - موصلات تحمل تيارات كهربائية داخل الدماغ وخارجه - وزرعوها في القشرة البصرية، وهي جزء من الدماغ يعالج المعلومات المرئية، في اثنين من قرود المكاك.
من خلال إرسال إشارات كهربائية إلى أدمغة القرود، ابتكر الباحثون «الفوسفين»، أي نقاط من الضوء يمكن «رؤيتها» أو إدراكها من قبل الدماغ، ويمكن استخدامها لخلق الوهم بالأشكال والأشياء.
وقال الباحث الرئيسي بيتر رولفسيما لشبكة «سي إن إن»، إن الفريق أراد إظهار أنه من الممكن تحفيز «رؤية الأشياء» من خلال التحفيز الكهربائي المباشر للدماغ، موضحاً أن القشرة البصرية لديها «نوع من الخريطة المرئية للفضاء».
وأضاف «يمكنك العمل معها مثل لوحة موضوعة على طول الطريق السريعة. إذا قمت بتحفيز أو إضاءة لوحات متعددة، يمكنك رؤية الأنماط».
وأفاد باحثون بأن القرود قامت بسلسلة من المهام، وباستخدام رؤيتها الصناعية، تمكنت من التعرف على الأشكال و«الإدراك»، بما في ذلك الخطوط والنقاط والحروف المتحركة.
* آثار أوسع لاستعادة البصر
يعتقد الفريق أنه يمكن استخدام هذه التكنولوجيا يوماً ما لمحاكاة البصر لدى المكفوفين الذين تمكنوا من الرؤية في مرحلة ما من حياتهم.
وقال رولفسيما، إنه عندما تتوقف عيون الناس عن العمل ويفقدون بصرهم، فإن قشرتهم تُحرم من الأشكال.
وتابع «ما تفعله بعد ذلك هو تجاوز العيون التي لا يمكنها النظر، وتوصيل الصور التي تراها عادة في القشرة البصرية... إذا قمت بالتحفيز باستخدام قطب كهربائي واحد، فستحصل على نقطة واحدة من الضوء. إذا قمت بالتحفيز باستخدام نمط من الأقطاب الكهربائية، فيمكنك إنشاء نمط من هذه النقاط، ومن هذه الأنماط، يمكنك إعادة إنتاج صور ذات معنى». وأشار إلى أنه يمكن استخدام النقاط لإنشاء أحرف الأبجدية.
وقال رولفسيما، إنه في المستقبل يمكن لأي شخص حمل كاميرا على نظارته والتي يمكن أن تترجم الصور إلى أنماط تحفيز كهربائي للدماغ، وترسلها إلى الأقطاب الكهربائية.
وأضاف «ستعمل الأقطاب الكهربائية بعد ذلك على تنشيط الخلايا المناسبة، ويمكن للشخص أن يرى ربما سيارة قادمة، أو شخصاً يسير في الطريق. وسوف يؤدي ذلك إلى ظهور شكل من أشكال الرؤية».
ويأمل الباحث أن تكون التكنولوجيا جاهزة للتجربة على البشر بحلول عام 2023.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الجلسة الحوارية الأولى لوزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السواحة: القمة العالمية تسرِّع وتيرة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي

كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة عن وجود شراكات جديدة في المملكة من شأنها بناء نظام بيئي متكامل للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الدكتور عبد الله الغامدي يتحدث للحضور خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

قمة الذكاء الاصطناعي بالرياض تتضمن 70 اتفاقية محلية ودولية 

كشف رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، الدكتور عبد الله الغامدي، عن بلوغ عدد المسجلين لحضور القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 32 ألفاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب محافظ البنك المركزي السعودي للرقابة والتقنية الدكتور خالد الظاهر (فنتك 24)

«فنتك 24» يكشف فرصاً كبيرة أمام 500 مستثمر دولي

أكد نائب محافظ البنك المركزي السعودي للرقابة والتقنية الدكتور خالد الظاهر أن مؤتمر «فنتك 24» للتقنية المالية ناقش خلاله عدد من المتحدثين حالة القطاع محلياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ«1957 فنتشرز» عماد قشقري (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:40

«1957 فنتشرز» السعودي يستهدف الاستثمار بـ8 شركات تقنية خلال عامين

كشف الرئيس التنفيذي لـ«1957 فنتشرز» عماد قشقري، عن تجاوز حجم الصندوق الاستثماري المغلق 800 مليون ريال (213 مليون دولار).

آيات نور (الرياض)

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
TT

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)

دشّن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الثلاثاء، كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، الذي بدأ أعماله من الرياض؛ بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، لتشجيع الأبحاث والشراكات الداعمة لترجمة الثقافات والنصوص الثقافية، ومد الجسور بين الحضارات التي تخلق حوارات ثقافية متنوعة.

وقال الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي للهيئة، خلال كلمته في الحفل، إن «الهيئة تسعد بأن تكون جزءًا من هذا الإنجاز المتمثل في تدشين الكرسي»، مؤكداً أنه «يجسد جانباً مهماً من التطلعات الثقافية لـ(رؤية السعودية 2030)، والمساهمة في تعزيز وتشجيع التعاون الدولي بمجال البحث والتطوير».

الدكتور محمد علوان خلال حفل التدشين (هيئة الأدب)

وأضاف علوان، خلال الحفل، أن الكرسي «يُقدِّم فرصة ذهبية لتحقيق الأهداف المتكاملة لتعميق فهم تراث السعودية العريق وإيصاله إلى العالم»، مبيناً أن «فكرة إنشائه جاءت في إطار الاهتمام اللافت لوزارة الثقافة، والدور المحوري للبحث العلمي في صياغة واقع ومستقبل ثقافي مشرق للمملكة».

واختتم الرئيس التنفيذي للهيئة كلمته بالإشارة إلى أن الكرسي «سيُقدِّم إسهامات علمية رصينة في مجال ترجمة الثقافات، وسيكون منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم».

الكرسي جاء بدعم من هيئة الأدب في السعودية (الهيئة)

من جهتها، قالت الدكتورة منيرة الغدير رئيس الكرسي، أن «الترجمة من عوامل ازدهار الحضارة الإنسانية، وترتكز في جوهرها على ترجمة الثقافات نفسها»، موضحة أن «هذا الفهم للترجمة كتجربة ثقافية تحولية، أساسي لاكتشاف السبل التي يمكن من خلالها تعزيز الحوار الثقافي بين الأمم، ومواجهة الأسئلة النظرية والفلسفية حول ما هية العلاقة بين اللغات والثقافات».

وأكدت الغدير أن الكرسي «ينطلق من هذا الإطار المفاهيمي، والإشراقات الحضارية، وبناء الثقافات، بدءاً من الثقافة العربية التي أثرت الحضارة الغربية، لتعود مرة أخرى في مسارات فكرية تجمع دول الشمال والجنوب».

الدكتورة منيرة الغدير تلقي كلمتها أمام الحضور (هيئة الأدب)

وبيّنت أن «الكرسي يسعى لإعادة تصور تاريخ الترجمة، بدءاً من اللغة العربية والعالم العربي، ويهدف من خلال هذا النهج إلى تجاوز هيمنة نموذج الدراسات المتمركزة حول الغرب، ليساهم في تطوير المعرفة بين وعن دول الجنوب، ويكشف عن المفاهيم والأطروحات التي تم التغاضي عنها سابقاً في دراسات الترجمة والعلوم الإنسانية».

وتحتضن مدينة الرياض كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات؛ لتعزيز العمل الترجمي حول العالم، وتلبية حاجة القطاع الثقافي إلى البحوث المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعليم الشامل والتنوع، وتشجيع الشراكات التي تجمع ممثلي القطاعات الأكاديمية لتعزيز البحوث العلمية، بالإضافة لتقديم المنح الدراسية، وتنظيم الندوات، وإثراء الأطروحات الأكاديمية الحالية، لتطوير مفهوم الثقافة العربية والتنوع الثقافي.